خطر يهدد المهن التراثية في دمشق.. وتوجه الشباب إلى تعلم المهن السريعة ذات المردود العالي
تشرين- ميليا اسبر:
كشف رئيس اتحاد حرفيي دمشق علي قرمشتي أن واقع الحرف التقليدية التراثية معقد، حيث خسر الاتحاد آلاف الحرفيين أثناء الحرب، عدا عن عزوف جيل الشباب عن تعلم هذه الحرف بسبب تعقيد عملها وقلة تسويقها سياحياً، منوهاً بتوجه الشباب إلى تعلم المهن السريعة ذات المردود العالي منها التكنولوجية.
وأشار قرمشتي في تصريح لـ”تشرين” إلى وجود حوالي 40 حرفة يدوية تقليدية تراثية شرقية في دمشق، والمقصود بالتراثية هي الحرف العائلية المتوارثة في العائلة الواحدة. ويرى قرمشتي أن هذا الأمر جيد، حيث إن كل فرد من أفراد العائلة الواحدة ينشئ منشأة جديدة له ولمن يرغب يتعلمها من أفراد عائلته ومن محبي الحرفة. لكن الأمر السلبي بالموضوع هو عزوف الشباب عن التعلم، وأيضاً حصر الحرفة وتعليمها لأفراد العائلة فقط، لافتاً إلى أنه في السنوات الأخيرة، بسبب قلة العمالة وعزوف الأبناء عن الرغبة بالحرف لصعوبتها وقلة ترويجها ومواردها، تطلب الأمر الموافقة على تعليم الحرفة لأفراد من خارج العائلة،علماً أن الاتحاد وبمبادرة رسمية وجه دعوة للحرفيين المهاجرين مع حفظ حقوقهم من أجل العودة للوطن وممارسة حرفهم خوفاً على اندثارها، لافتاً إلى وجود خوف على كافة الحرف اليدوية من التلاشي، وهناك حرف شارفت على الاندثار، أهمها نفخ الزجاج والفسيفساء الحجري والروستيك وأعمال الصوان الفنية و الأرابيسك والبروكار وأعمال النول بشكل عام والمعشقات الزجاجية والمطرزات، والنحت وأعمال الصدف.
وعن الإجراءات التي يتخذها الاتحاد لتحسين عمل الحرف اليدوية، أوضح قرمشتي أنّ الاتحاد يقوم بتسهيل الخدمات ودعم الفعاليات حسب الإمكانات المتاحة، كذلك يعمل على فصل المتاجرين بالحرف عن العاملين بها، إضافة إلى إقامة دورات مجانية لتعليم الحرف اليدوية، مؤكداً أنه سيكون هناك مشروع تحت مسمى “حرفي متمرن” وهو العامل في محله و أغلبها في المناطق العشوائية.
وطالب رئيس اتحاد حرفيي دمشق بإعفاء الحرفيين مالياً، وعدم إجبارهم على تسجيل العاملين لديهم، لأن ذلك يشكل عبئاً مادياً، لكونهم يعملون بأيديهم وأغلبهم ليسوا بحاجة لعمالة. منوهاً بأن مثل هذه الأمور يراها المعنيون صغيرة، لكن في حقيقة الأمر هي كبيرة ومهمة، لأن الحرفيين ثروة الوطن وهويته.