الإرشاد الزراعي يعيد ترتيب أوراقه من جديد.. والهدف تأهيل الوحدات الإرشادية ضمن خطة مالية وزمنية

تشرين– محمد زكريا:
ترتبط الوحدات الإرشادية الزراعية بشكل مباشر مع الفلاح والمزارع، ولعل مرد هذا الارتباط يعود إلى طبيعة المهام الموكلة لتلك الوحدات والتي فيها تماس مباشر مع الفلاحين، ولاسيما لجهة تشر المفاهيم المتعلقة بالإرشاد الزراعي والبيئي والإدارة الآمنة للآفات والزراعة العضوية، إضافة إلى نصح و إرشاد المزارعين ومربّي الثروة الحيوانية في استخدام التقانات الحديثة، وتوطين المناسب منها لظروف الفلاحين والمربين، وذلك عبر قنوات الإرشاد المختلفة، إلى جانب نقل المشكلات التي تواجه الفلاحين إلى مراكز البحث العلمي الزراعي والجهات المختصة لوضع الحلول المناسبة لها، وتدريب الفلاحين على كل ما هو جديد في مجال الزراعة بغية الحصول على محصول جيد ذي جودة عالية ومردود عالٍ من الإنتاج، وأمام هذه العلاقة المباشرة يصبح لزاماً على وزارة الزراعة تقديم الدعم والعون لهذه الوحدات المنتشرة على كامل الجغرافيا السورية.
مدير الإرشاد الزراعي في وزارة الزراعة الدكتورة انتصار الجباوي، بينت أن المديرية أعدت دراسة مالية وزمنية لإعادة تأهيل الوحدات الإرشادية كبنى تحتية بعد أن تعرض أغلبها لضرر كبير نتيجة الحرب على البلاد، وجعل هذه الوحدات نموذجية على مستوى المناطق في المحافظات. وأوضحت الجباوي لـ”تشرين” أن المديرية وضعت معايير محددة لاختيار الوحدة الإرشادية كوحدة نموذجية، حيث تتلخص هذه المعايير في الوضع الإنشائي للوحدة، بأن تكون جاهزة وليست مهدمة، سواء كان تهدماً جزئياً أو كاملاً، وذلك لسرعة البدء في تأمين مستلزماتها، كما أنه من ضمن المعايير أيضاً القوى العاملة والتي يجب أن يتوفر فيها العدد الكافي من الفنيين لتنفيذ النشاطات الإرشادية المطلوب إنجازها، ومعيار آخر مرتبط بالنشاط الزراعي، وذلك ضمن نطاق عمل الوحدة مع تعدد عدد لا بأس به من النشاطات الزراعية، لتكون وحدة نموذجية بالنسبة للإنتاج النباتي والحيواني.
مشيرة إلى وجود معايير أخرى لتوزيع الوحدات في المناطق وفق برنامج زمني محدد، حيث تندرج ضمن هذه المعايير التغطية الكاملة لتوزيع الوحدات الجاهزة على الأعوام المخطط تنفيذ تأهيل الوحدات فيها، وذلك لضمان كفاءة عمل الإرشاد في كافة المناطق وليس في منطقة واحدة دون غيرها، بالإضافة إلى الوضع الإنشائي، حيث توزع الوحدات المهدمة جزئياً على الأعوام المخطط تنفيذ تأهيل الوحدات فيها، وذلك لضمان حسن توزيع الكتلة المالية، وأنه في حالة تواجد الوحدة العاملة والداعمة بنفس المبنى، يكون التأهيل للجهتين معاً بغض النظر عن حجم التأهيل، مع الإبقاء على الوحدات المشغولة من جهات أخرى حتى السنة الأخيرة من البرنامج الزمني لإعادة التأهيل.
يشار إلى أن العدد الإجمالي للوحدات الإرشادية حتى نهاية العام الفائت بلغ 1204 منها 116 وحدة إرشادية داعمة، في حين عدد الوحدات الخارجة عن الخدمة نتيجة الدمار وصل إلى 450 وحدة عاملة، و69 وحدة داعمة، بنسبة ضرر بلغت 38 % تحول بعضها إلى أكوام على الأرض وبعضها بحاجة إلى إعادة تأهيل بشكل كامل، فيما وصل عدد المرشدين الزراعيين العاملين في هذه الوحدات قبل الأزمة إلى 2029، حيث تراجع عددهم بعد الأزمة إلى 1765 مهندساً.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار