علماء روس يبتكرون عيناً اصطناعية قادرة على الرؤية

تشرين:
في إنجاز مثير للاهتمام، أطلق الخبراء المتخصصون من معهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا بالتعاون مع جامعة الميكانيكا والبصريات، مشروعاً مبتكراً يتمثل في تطوير مشبك إلكتروني بصري بذاكرة قصيرة، يتم التحكم فيه بواسطة إشارات ضوئية وكهربائية هجينة، ما يجعله حلاً تكنولوجياً فريداً في مجال الإلكترونيات الضوئية.
ويعني هذا أنهم قد تمكنوا من تطوير جزء ميكروي اصطناعي يحاكي الدماغ، ما يقرب العلم خطوة إلى الأمام نحو إنشاء عين اصطناعية قادرة على الرؤية، جاء ذلك وفقاً لما ذكرته الخدمة الصحفية لمعهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا، نقلاً عن وكالة الأنباء الروسية “تاس”.
وقالت الخدمة الصحفية: إن الابتكار يحاكي إنتاج الخصائص المهمة لمشابك الدماغ ويمكن أن يصبح مثل هذا الجهاز أساساً لإنشاء عين اصطناعية وكذلك الأجهزة التي تقوم على مبدأ الحوسبة داخل أجهزة الاستشعار.
وحسب علم الأحياء، فإن المشبك العصبي هو نقطة للاتصال بين خلايا الدماغ النشطة الخلايا العصبية وكما أثبت العلم فإن هذه “الجسور” بين الخلايا العصبية مسؤولة عن الذاكرة، ويسعى المهندسون حالياً للاستفادة من أجهزة الميمريستور “Memristors”، وهي نوع من المقاومات التي تتغير مقاومتها بتأثير مرور الإشارات الكهربائية، لتعمل كبديل اصطناعي للمشابك العصبية.
ونقلت “تاس” عن الباحثين من معهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا قولهم: إن أجهزة ميمرستور (Memristors ) بذاكرة قصيرة المدى يمكن بمساعدتها تطوير الإنتاج المحلي للإلكترونيات الدقيقة حتى مع المستوى التكنولوجي الحالي ومن الممكن كذلك ضمان كثافة عالية في توزيع العناصر العصبية على الشريحة كما هو الحال لدى نظيراتها الأجنبية الرائدة.
وأضافوا: يستهدف الابتكار تقليد الإنتاج الطبيعي للخصائص الأساسية في مشابك الدماغ، ما يفتح الباب أمام استخدامه كقاعدة لإنشاء عين اصطناعية، بالإضافة إلى تطوير أجهزة تستند إلى مبدأ “الحوسبة” المدمجة داخل أجهزة الاستشعار.
من جانبه، قال أنطون هاناس كبير الباحثين في مختبر المواد الوظيفية والكيميائية في جامعة الميكانيكا والبصريات: إنه تمكن مع زملائه من ابتكار مشبك اصطناعي إلكتروني بصري يعتمد على بلورات دقيقة وأقطاب كهربائية مصنوعة من أنابيب الكربون النانوية والتي تنفذ كل هذه الوظائف في جهاز واحد.
يذكر أن الكائنات الحية عادة ما تعالج معلومات بصرية على عدة مراحل وتتحقق أولا عملية الكشف عن طريق أجهزة الاستشعار في شبكية العين ثم تنتقل الإشارة الضوئية إلى الخلايا في العصب البصري والتي تولد نبضات للمعالجة في القشرة البصرية للدماغ.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار