أهل مصياف يلملمون جراح ليلة دامية بعد عدوان إسرائيلي جديد.. سورية تدعو المجتمع الدولي للخروج من دائرة الصمت على جرائم كيان الاحتلال وتحذر من «منزلقات خطرة ستكون لها عواقب وخيمة لا يمكن توقعها»
تشرين – مها سلطان:
إذا كان الكيان الإسرائيلي يختنق في غزة فهو على الأكيد لن يُتاح له التنفس عبر تنفيذ عدوان جديد على سورية، وإن كان هدفه من التمادي في العدوان تثبيت قواعد جديدة في الميدان أو العودة إلى القواعد القديمة فهو عبثاً يحاول، وغباءً يسعى، فبعد 11 شهراً من حربه على قطاع غزة لا يمكن العودة إلى الوراء بالمطلق. لقد تغيرت قواعد الميدان والاشتباك إلى الأبد.
ولأن الكيان أكثر من يدرك ذلك فهو يسعى للتصعيد إلى أقصى حد على جبهات عدة، والهدف الدفع بالمنطقة إلى منزلقات خطرة أياً تكن العواقب والتداعيات، وصولاً إلى حافة الحرب الموسعة، وهذا ما يظهر واضحاً جداً في مسار الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة، واليوم في الضفة الغربية، وعلى مستوى التصعيد عالي المخاطر مع مصر و(إيران) وفي الاعتداءات المستمرة على سورية.
في هذا الإطار يأتي العدوان الإسرائيلي الجديد على مدينة مصياف في محافظة حماة، موقعاً 16 شهيداً و36 جريحاً بينهم حالات حرجة، إلى جانب الأضرار المادية.
الكيان الإسرائيلي ومن خلال تماديه في العدوان يحاول تثبيت قواعد جديدة في الميدان أو العودة إلى القواعد القديمة لكنه عبثاً يحاول وغباءً يسعى لتغيير ما تغير إلى الأبد
سيتجاوز أهل مصياف مرة أخرى آلام فقدهم لأحبتهم، كما هم أهل سورية في عموم المحافظات، وإن كان جرح الفقد لا يندمل أبداً، لكن الوطن أبقى وأغلى كما يؤكد السوريون دائماً.. لكن الكيان الإسرائيلي لن يتجاوز بالمطلق مأزقه في غزة ولن يخرج من ميدانها إلا كما يريد محور المقاومة ولن ينفعه التصعيد و التمادي في العدوان. لكن السؤال اليوم وفي كل يوم موجه إلى داعمي هذا الكيان الإرهابي الوحشي وإلى المجتمع الدولي: لماذا يستمر صمته على هذا الكيان وجرائمه وتماديه في التصعيد والتهديد رغم ما سيقود إليه ذلك من تداعيات ستتجاوز المنطقة باتجاه عالمي.
– لماذا الصمت الدولي؟
سورية وعقب العدوان الإسرائيلي على مدينة مصياف، توجهت مرة أخرى إلى المجتمع الدولي لتكرر على مسامعه ذلك السؤال. وسورية وإن كانت تدرك مسبقاً أنها لن تتلقى جواباً، إلا أنها حريصة في كل مرة على توجيه السؤال نفسه لتضع هذا المجتمع أمام مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني وكل شعوب المنطقة التي يتمادى الكيان الإسرائيلي في العدوان عليها.
وأيضاً ليكون سؤالها هذا وعدم تلقيها الإجابة عليها وثيقة للتاريخ والإنسانية والأجيال القادمة يدمغ بالإرهاب والوحشية الكيان الإسرائيلي وداعميه وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية.
سورية وفي بيان لوزارة خارجيتها أكدت أن تمادي كيان الاحتلال الإسرائيلي في اعتداءاته على الأراضي السورية، وعلى دول أخرى في المنطقة واستمراره في حربه الوحشية على الشعب الفلسطيني دليل على سعيه المحموم لمزيد من التصعيد في المنطقة بدعم أمريكي غربي لا محدود، مطالبة جميع دول العالم بإدانة العدوان الإسرائيلي والتضامن معها في السعي لوضع حد للاعتداءات والجرائم الإسرائيلية الممنهجة.
الكيان الإسرائيلي لن يتجاوز بالمطلق مأزقه في غزة ولن يخرج من ميدانها إلا كما يريد محور المقاومة ولن ينفعه التصعيد والتمادي في العدوان
وشددت وزارة الخارجية والمغتربين في بيانها على أن العدوان الإسرائيلي على مدينة مصياف مساء أمس الأحد يأتي إمعاناً في اعتداءات الكيان الإسرائيلي على الأراضي السورية، وقال: « مساء يوم الأحد 8-9-2024 شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدواناً جوياً سافراً من جهة شمال غرب لبنان استهدف عدداً من المناطق وأسفر عن ارتقاء 16 شهيداً وجرح 36 بينهم 6 في حالة حرجة، كما تسبب أيضاً بأضرار مادية في بعض المناطق السكنية».
وأكدت وزارة الخارجية أن تمادي الكيان الإسرائيلي في العدوان «إنما يدل على السعي المحموم لهذا الكيان الفاشي الدموي لمزيد من التصعيد في المنطقة والدفع بها إلى منزلقات خطرة ستكون لها عواقب وخيمة لا يمكن توقعها».
وقالت الخارجية: إن سورية تؤكد على أن الدعم اللا محدود للكيان الإسرائيلي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية أخرى هو ما يشجعه على الاستمرار في جرائمه الوحشية وعدوانه المتواصل، ما يجعل تلك الدول شريكة في هذا العدوان والتغطية عليه تستوجب المساءلة عنها.
وأضافت: إن الجمهورية العربية السورية إذ تدين بأشد العبارات هذا الاعتداء الآثم على الأراضي السورية، فإنها تحذر من استمرار الصمت الدولي إزاء الاستهتار الإسرائيلي بكل القوانين والمواثيق الدولية، وانتهاكاته للقانون الدولي، وتطالب جميع دول العالم بإدانة هذا العدوان الإسرائيلي والتضامن معها في السعي لوضع حد للاعتداءات والجرائم الإسرائيلية الممنهجة، ومساءلة قادة هذا الكيان العنصري عن جميع جرائمه.
وختمت وزارة الخارجية والمغتربين بالقول:«إن سورية تؤكد مجدداً على حقها الراسخ في الدفاع عن سيادة أراضيها وتحرير أرضها المحتلة بكافة الوسائل المشروعة التي يضمنها القانون الدولي.
العدوان الإسرائيلي الجديد على مدينة مصياف يُبقي السؤال نفسه قائماً وقاسياً حول صمت المجتمع الدولي على جرائم الكيان وتماديه في التصعيد والتهديد
إيران تدين وتفند
وقد أدانت إيران العدوان الإسرائيلي الجديد على مدينة مصياف، مؤكدة أن الجرائم الإسرائيلية لا تقتصر على فلسطين فقط وأن الكيان الإسرائيلي بعدوانه المستمر على سورية وغزة ولبنان يواصل سياساته المجنونة في توسيع الحرب في المنطقة.
ونفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني مزاعم الإعلام الإسرائيلي حول استهداف مقرات إيرانية في سورية، مشدداً على أنه حان الوقت لكي يتراجع داعمو هذا الكيان عن تسليحه.
«الجهاد»: إدانة وتضامن
كذلك أدانت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية العدوان الإسرائيلي على مناطق عدة في محيط مصياف، والذي راح ضحيته عشرات الشهداء والجرحى، بينهم حالات حرجة، مشيرة إلى أن هذا العدوان جريمة حرب تضاف إلى جرائم الحرب التي يرتكبها العدو المجرم في قطاع غزة والضفة الغربية والجنوب اللبناني.
وأوضحت الحركة أن الصمت الدولي على جرائم العدو داخل فلسطين وما تؤمنه الإدارة الأمريكية الشريكة في العدوان من غطاء لحكومة كيان الاحتلال يشجعها على التمادي في العدوان بلا رادع.
وأكدت الحركة تضامنها مع سورية قيادة وشعباً إزاء ما تتعرض له من عدوان سافر، معربة عن تمنياتها بالشفاء العاجل للجرحى والرحمة للشهداء.