التماسك الأسري ودوره في نهضة المجتمع بالمركز الثقافي في جبلة

تشرين – باسمة اسماعيل:
الأسرة المتماسكة هي الصورة المكونة للأفراد التي تظهر في سلوكياتهم الصحيحة والعكس صحيح، فمقياس الأسرة المتماسكة صحتها الاجتماعية والنفسية، هذا محور المحاضرة التي ألقتها أمل عيسى تحت عنوان ” التماسك الأسري ودوره في نهضة المجتمع” وذلك في المركز الثقافي في جبلة، مشددة على دور الأم والأب الأساسيين في بناء أسرة لها دور فعال في المجتمع.

وتابعت: الأم والأب الحجر الأساس في بناء شخصية الأبناء سواء أكانت بناءً سوياً أم غير سوي، وعرضت أمثلة كثيرة، مبينة أن الأسرة المتماسكة تبني أراءها بالتواصل الاجتماع بكافة أشكاله ما بين أفراد الأسرة كاملة، والتركيز على دور كل فرد بالأسرة، وأن الأهمية الكبرى لدور الأم في مساندة زوجها و أبنائها في كل خطوة .

وتطرقت عيسى إلى أثر الترابط الأسري في الفرد والمجتمع من خلال تعلق الفرد بأسرته، فإذا كانت أسرة ناجحة ومترابطة سيكون الفرد بحالة استقرار نفسي قادراً على العطاء بشكل أفضل، لذلك الأسرة هي المربي الأول .

وأشارت إلى بعض المعايير التي يتم قياس الترابط الأسروي عن طريقها، التعاون بين الأسرة، هل هناك تميز بين الذكور والأثاث في الأسرة، وهل الأسرة تميز فرداً عن الآخر، وهل يتبادلون الحوار و النقاش في جلساتهم، هل يوجد تهميش لدور الأم أو الأب خلال القرارات المصيرية للأسرة .

وبينت عيسى أنّ هناك أموراً أخرى يتم قياسها عن طريق الملاحظة، حيث ترى هذه السلوكيات عن طريق التواصل الجسدي واللفظي بالفعل وردة الفعل من الأفراد، من هذه الأمور نستطيع قياس مدى الترابط الأسري.

ولفتت عيسى إلى دور وأثر التكنولوجيا في تباعد أفراد الأسرة عن التواصل الحقيقي، وأخطر أثر هو على الأم صاحبة الدور الكبير في تماسك الأسرة، حيث إنها ابتعدت قليلاً عن دورها العاطفي والتربوي، خاصة في إشغال أطفالها بألعاب التكنولوجيا وتواصلها الاجتماعي على حساب وقت الأسرة، ولا ننسى أيضاً ابتعاد الأب عن دوره التوجيهي للأسرة لانشغاله بالتكنولوجيا، فبالتالي الأسرة أصبحت أقرب للتكنولوجيا من القرب من بعضها البعض، لذلك نرى خللاً في الكثير من العلاقات الأسروية والتواصل الاجتماعي، وأثرها السلبي في التباعد الاجتماعي ما سيؤثر على الأسرة والمجتمع.
الأفكار التي طرحت في المحاضرة استفزت الحضور، ودارت التساؤلات والمناقشات والآراء المختلفة ما بين مؤيد للتكنولوجيا خاصة فئة الشباب، وأن هناك مبالغة في أنها تؤثر على الحياة الأسروية و الاجتماعية لكونها باباً للتطلع للمستقبل، وفئة أخرى ما بين الشباب وشريحة المجتمع الأكبر سناً رأت أن التكنولوجيا كان لها دور كبير في عدم التماسك الأسري وانعدام التواصل الاجتماعي.

وما بين الرأيين يبقى لكل أسرة خصوصيتها في التعامل فيما بينها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار