شحنة جديدة من الكتب المدرسية تصل الحسكة
تشرين – خليل اقطيني:
وصلت إلى محافظة الحسكة شحنة جديدة من الكتب المدرسية. وذكر مدير فرع المؤسسة العامة للطباعة أحمد الدهش أن هذه الشحنة وصلت إلى المحافظة عبر الشحن الجوي من مطار دمشق الدولي إلى مطار القامشلي الدولي. وتضم 25 طناً من الكتب المدرسية.
مبيناً أن فرع المؤسسة العامة للطباعة قام على الفور باتخاذ الإجراءات اللازمة لنقل الكتب الواصلة إلى المستودعات تمهيداً لتوزيعها على المدارس في المحافظة، حسب الأصول ووفق التعليمات الصادرة عن وزارة التربية بهذا الخصوص. وذلك على الرغم من الصعوبات التي تواجه وصول الكتب إلى المستودعات في كلٍّ من مدينتي الحسكة والقامشلي، بسبب وجود المحتلين الأميركي والتركي والمجموعات المرتبطة بهما، الأمر الذي يتطلب استنفار وتعاون العديد من المؤسسات الحكومية في المحافظة وحتى المجتمع الأهلي، لنقل الكتب المدرسية بعيداً عن أعين المحتل ومرتزقته، الذين يعملون جاهدين لمنع وصول مناهج وزارة التربية في الجمهورية العربية السورية إلى أيدي وعقول التلاميذ والطلاب في المدارس، وذلك إمعاناً في حرب التجهيل التي تُشَنّ على الشعب السوري، جنباً إلى جنب مع حربي التجويع والتعطيش. وذلك لأن أعداء الوطن يدركون جيداً أنه لا يمكن أن يكون ثمة تدريس فعّال في المدارس السورية في ظل غياب الكتاب المدرسي، لكونه يعد دعامة أساسية في التعليم الرسمي، ومرجعاً رئيساً في التعلم الذاتي. ومهما ظهرت من تقنيات حديثة وتطورات تكنولوجية جديدة، فإن المدارس السورية لا يمكنها الاستغناء عن الكتاب المدرسي. وذلك لأنه أحد أهم الأدوات الرئيسة للتعلم، ويسمى المعلم الصامت للطلبة والتلاميذ، فهو من يرجعون إليه متى أرادوا، ويعدّ أحد الأركان الأساسية للعملية التربوية والتعليمية.
مثمناً الجهود الكبيرة التي يبذلها المعلمون والمدرسون في مدارس محافظة الحسكة بمنتهى الغيرية والوطنية، لكسر الحصار المفروض على الكتاب المدرسي، من خلال استخدام العديد من البدائل في حال عدم وصوله إلى مدارسهم. مثل توزيع الكتب المستعملة على التلاميذ أو إشراك كل تلميذين بكتاب واحد، أو استعمال السبورة في الحالات التي تقتضي ذلك.
وأكد الدهش أن فرع المؤسسة العامة للطباعة أعدّ خطة محكمة لضمان وصول الكتب إلى المستودعات بأمان، وسيتم تنفيذ هذه الخطة بالتعاون مع عدد من المؤسسات الحكومية في المحافظة، بتوجيه وإشراف محافظ الحسكة الدكتور لؤي محمد صيوح، والمدير العام للمؤسسة العامة للطباعة فهمي الأكحل منذ لحظة خروج الكتب من مطار القامشلي حتى وصولها إلى مستودعات فرع المؤسسة العامة للطباعة، في كل من مدينتي الحسكة والقامشلي. وذلك إدراكاً من مؤسسات الدولة السورية لما للكتاب المدرسي من أهمية بالنسبة للتلميذ والطالب والمعلم على حدٍّ سواء. فبالنسبة للتلميذ يعدّ الكتاب المدرسي ركناً أساسياً من أركان العملية التعليمية, و خاصة في مرحلة التعليم الأساسي. وذلك لأن قدرات التلميذ لا تساعده بشكل كافٍ للبحث والتنقيب للوصول إلى موضوعات المنهج المقرر. كما يعدّ الكتاب المدرسي ركيزة أساسية للمعلم، فهو يشعر بالاطمئنان لوجوده، لأنه يسترشد به في إعداد دروسه، كما أنه يفسر الخطوط العريضة للمادة الدراسية.
داعياً الإدارات المدرسية لوضع خطة مع بداية العام الدراسي، للتشجيع على حُسن استعمال هذا الكتاب كمرجع للطالب والمعلم على حدٍّ سواء. بحيث تهدف هذه الخطة إلى لفت نظر الطالب إلى أهمية الكتاب المدرسي، وحسن توظيفه وحفظه بعد الانتهاء من استعماله كمرجع مستقبلي. وذلك لأن المحافظة على الكتاب المدرسي تعزز الاستدامة البيئية وتوفر المال وتعزز التعلم المستدام وتحافظ على المعلومات المهمة.