بعد الخسائر الكبيرة بالمحاصيل الشتوية.. هل ينقذ”الجبس البذري” مزارعي الغاب ..؟
حماة – علي شاهر أحمد :
وصلت خسائر مزارعي (القمح و الجلبان و اليانسون) في منطقة الغاب إلى درجة أن الكثيرين منهم لم يتمكنوا من سداد ديونهم للجمعيات الفلاحية، وهذا ما دفعهم إلى التوسع بزراعة” الجبس البذري” أي “الجبيسة” ، كمحصول تكثيفي للتعويض عن خسائرهم، حيث تجاوزت المساحات المزروعة بـ”الجبيسة” في منطقة الغاب، الخطة المقررة للزراعات التكثيفية البالغة 12 % في محافظة حماة .
وبيّن مدير الثروة النباتية في الهيئة العامة لإدارة و تطوير الغاب، المهندس أمير عيسى، أن التوجه لزراعة “الجبيسة” في الموسم الحالي غير مسبوق، ويعود ذلك لسببين، الأول أن مردودية المحاصيل الشتوية لم تكن جيدة، و الثاني أن محصول “الجبيسة”، تكلفته منخفضة مقارنة مع باقي المحاصيل، مشيراً إلى أن المساحات المزروعة بـ”الجبيسة” في الغاب، بلغت/ 74830 / دونماً، و لا تزال زراعة هذا المحصول مستمرة حتى الآن.
في حين أشار رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية زراعة حماة، المهندس باسم عثمان آغا، إلى أن الزراعات التكثيفية في مجال إشراف المديرية، تقتصر على زراعة محاصيل البطاطا و الذرة الصفراء.
بدوره، أشار المزارع مرهف العلي إلى أن التوسع الكبير في زراعة “الجبيسة” هو محاولة من المزارعين للتعويض عن خسائرهم بالمحاصيل الشتوية، لافتاً إلى أن تراجع مردودية محصول الفستق السوداني، في الموسم الماضي وخسائر المزارعين بمحاصيل القمح و الجلبان و اليانسون بالموسم الحالي، أدت إلى عجزهم عن سداد الديون المترتبة عليهم من مستلزمات الإنتاج، وهذا ما دفعهم للتوجه إلى زراعة “الجبيسة” كمحصول تكثيفي بعد حصاد القمح، نظراً لانخفاض تكلفته مقارنة مع باقي المحاصيل التكثيفية ، حيث انخفض سعر كيلو بذر “الجبيسة” اليابس في الوقت الحالي إلى(13-14) ألف ليرة ، بعد أن وصل إلى 35 ألفاً في شهر حزيران الماضي.
ولم يخف المزارع العلي تخوّفه من الخسارة، نتيجة زراعته لـ”الجبيسة” نظراً للتوسع الكبير في المساحات المزروعة بهذا المحصول، والذي سيؤدي إلى إنتاج كميات تفوق حاجة السوق، و بالتالي انخفاض سعرها، لافتاً إلى أن فتح الباب لتصدير بذر “الجبيسة” قد يؤدي إلى تحسين سعرها، و بالتالي انتشال المزارعين من حالة العجز المالي الذي سيتسبب بعجزهم عن زراعة أراضيهم في المواسم القادمة.