مهرجان حلب المسرحي يدشن انطلاقته بعمل “عويل الزمن المهزوم” على خشبة مسرح دار الكتب الوطنية
تشرين – أنطوان بصمه جي:
انطلقت عروض مهرجان حلب المسرحي حيث قدمت مديرية المسارح والموسيقا مسرح حلب القومي عرضاً مسرحياً بعنوان “عويل الزمن المهزوم” احتفاءً بأيام الثقافة السورية وذلك على خشبة مسرح دار الكتب الوطنية بحلب.
امتلأت مدرجات المسرح قبيل بدء العرض وشهد اليوم الأول تهافت شرائح عديدة من أهالي المدينة ومنهم من حضر العرض واقفاً، “عويل الزمن المهزوم” يحاكي قصة شخصيتين أساسيتين هما الرسام والشاعر بالإضافة لوجود شخصيات تلعب أدوار ثانوية “خيال الظل” حيث ينتقلون في مراحل حياتية عديدة ويستذكرون أيام الطفولة والشباب والدراسة الجامعية وغيرها الكثير من المواقف حتى يصلوا إلى آخر محطة ويعتقدون أنهما وصلا بنتائج وأثار إيجابية لكن الواقع عكس ذلك ويكتشفون أن الطريق طويلة والعمر قصير.
وشارك الممثلون محمد سباغ وسلام إبراهيم وعبدو حمال وريما سواس وهيفا حيدر في أداء شخصيات العرض المسرحي وهو من تأليف إسماعيل خلف وإخراج غنوة منذر حيدري.
مخرجة العمل المسرحي غنوة حيدري أوضحت أن العمل يندرج تحت العمل الوجودي العبثي الذي يتناول الصراع بين الحقيقة والخيال وبين الحياة والموت، وإحساس الإنسان بأن الحياة طويلة بمدتها وما يقدمه من تعب وانشغالات يومية ويتجاهل الكثير من المحطات المهمة من حيث علاقته مع الأهل والعلاقات الاجتماعية والعمل الكثيف والدراسة والسفر ولا يدرك أن العمر قصير المدة ولا نترك أثر ولا انطباع خاص.
وأضافت مخرجة العمل: إن البروفات استمرت ما يقارب 45 يوماً وتحول الفريق لما يشبه معسكر تدريبي خصوصاً في عمليات الإخراج التي يقدر على عاتقها مسؤولية العمل وترك بصمة خاصة في المهرجان، وبالنسبة لعمليات السينوغرافيا بينت أن المسرح العبثي يعتمد على اللامعقول وغير المرتب بما يخدم العرض المقدم ورؤية الجمهور واستخدام الإضاءة كوجدان في كثير من الأحيان بسبب وجود تنقلات خيالية بين المراحل الحياتية، بالإضافة إلى استخدام رموز كالساعة المعلقة وإطارات الصور الفارغة التي ترمز لأشياء غير موجودة حالياً لكن كان لها أثر في السابق واستخدام الحقيبة التي ترمز للذكريات الإيجابية والسلبية التي يحملها الإنسان بحسب المواقف الحياتية التي يتعرض لها.
وكشفت مديرة مسرح حلب القومي رنا ملكي عن مشاركة 7 عروض مسرحية تعرض لأول مرة ضمن فعاليات مهرجان حلب المسرحي بدورته الثالثة في حين سيتكون العرض الثامن هو ضيف للمهرجان وبعد العرض ستعلن نتائج العروض من خلال لجنة تحكيم خاصة مؤلفة من ثلاثة أشخاص وستمنح الجوائز لأفضل عرض مسرحي وأفضل ممثل وممثلة وأفضل مخرج، مبينة أن العروض تمت قراءتها ومشاهدتها وانتقائها بحيث يمكن إعطاء الفرصة لمخرجين عدة كون مدينة حلب يتواجد بها خبرات مسرحية وإخراجية كثيرة لرفد المسرح القومي بطاقات جديدة.
الأديب محمد حجازي رئيس مجلس محافظة حلب أعرب عن سعادته بالنسبة للحضور الكثيف في اليوم الأول من مهرجان حلب المسرحي مما يدل أن المسرح في حلب ما زال لديه الكثير ليلبي احتياجات الجمهور، أما عن النص المسرحي المقدم أوضح أنه يتحدث عن جدلية الحياة والموت والصراع في الحياة منذ الأزل وإلى الآن، وبين أنه نص عميق، في حين إن الإخراج إلى حد كبير استطاع أن يوائم ما بين النص وتجسيده على خشبة المسرح. وأن الكادر المسرحي كان يلبي احتياجات النص، لكنه اعتقد أن الرمزية المغرقة للنص كانت تشكل صعوبة بالغة لدى الجمهور لفهم الفكرة المقصودة سواء على صعيد الحركة المسرحية أو على صعيد الجمهور وكان يحتاج إلى إجراءات تبسيطية لإيصاله إلى الجمهور.
المخرجة والممثلة المسرحية سندس ماوردي نوهت إلى أن العرض يستحق المشاهدة، فمهرجان حلب المسرحي يرتقي دائماً إلى أنواع الفنون عالية المستوى بسبب أن المسرح القومي التابع لوزارة الثقافة السورية فيتوجب على الممثلين الذين يقدمون أي عمل مسرحي أن يكونوا على مستوى عالٍ من الأداء المسرحي ومن فهم أنواع وقواعد المسرح لأنه لا يحتمل الخطأ، فإن أي لجنة تحكيم ستمنح الجائزة لأي عمل مسرحي متكامل ستنظر إلى تفاصيل العمل والأداء لأن المخرج أخذ كل أدواته إنتاجياً ولوجستياً فيتوقف الموضوع عند إبداع الممثل على خشبة المسرح وإبداع المخرج في تقديم الرسالة للجمهور.
تصوير- صهيب عمراية