مبادرة مجتمعية في حلب القديمة لإعادة إحياء وتأهيل ساحة الحطب والطرق المؤدية إليها
تشرين- أنطوان بصمه جي:
كانت ساحة الحطب شاهدة على تاريخ حلب العريق، حيث تستعيد اليوم نبض الحياة من جديد. فبعد سنوات من الحرب تتكاتف جهود أبناء المدينة في مبادرة مجتمعية طموحة ترمي إلى إعادة إحياء المعلم الحضاري. فالساحة التي كانت يوماً ملتقى للتجار والحرفيين، تستحق أن تعود إلى سابق عهدها، لتكون مجدداً قلباً نابضاً بالحياة والنشاط التجاري من خلال عمليات ترميم وتأهيل ساحة الحطب وفتح الطرق المؤدية إليها والبنى التحتية وتوصيل الكهرباء من قبل الأمانة السورية للتنمية ومنظمة الفنلندية للإغاثة بالتعاون مع مديرية المدينة القديمة في مجلس مدينة حلب.
تاريخياً، كانت ساحة الحطب نقطة التقاء القوافل التجارية القادمة من مختلف أنحاء العالم، ما جعلها مركزاً لتبادل البضائع والأفكار والثقافات، وساهمت بشكل كبير في تنشيط الحركة الاقتصادية في المدينة، وكانت قبل نشوب الحرب من أهم المعالم السياحية، حيث يأتي إليها الزوار للاستمتاع بجمالها التاريخي والتعرف على ثقافة المدينة.
مدير المدينة القديمة في مجلس مدينة حلب المهندس أحمد الشهابي أكد خلال حديثه لـ”تشرين” أن مبادرة تأهيل ساحة الحطب تهدف إلى إعادة إحياء هذا المعلم التاريخي المهم، وتحويله إلى وجهة سياحية وتجارية جاذبة، إذ تشمل المبادرة مجموعة من الأعمال، بدءاً من التنظيف الشامل وصولاً إلى تركيب المقاعد والإنارة، بهدف توفير بيئة مريحة للمواطنين والزوار.
جورج ديوب مسؤول برنامج المبادرات المجتمعية في المنظمة الفنلندية للإغاثة، أوضح أن المنظمة بدأت بأعمالها منذ 2020 وتدخلت باستجابات زلزال شباط بمشروع ” كاش” النقدي والمشاريع التعليمية المنتشرة في مدينة حلب وريفها وريف الرقة، وبيّن وجود 12 مبادرة مختلفة خلال العام الحالي منتشرة في أحياء مدينة حلب القديمة (ساحة الحطب- حول القلعة- الجلوم- البياضة- باب قنّسرين)، وتشمل أعمال رش المبيدات الحشرية وعمليات إعادة تأهيل وتجميل الأحياء وعمليات الإنارة بالطاقة البديلة.
وأضاف ديوب: إن المبادرة الحالية تستهدف أعمال ترميم وتجميل ساحة الحطب الأثرية بغية عودة الألق إليها وتشجيع أصحاب المحال التجارية لممارسة أعمالهم، حيث تشمل الأعمال مبادرة نظافة عامة وفتح الطرق المؤدية إلى الساحة، وتليها مبادرة تركيب إنارة بالطاقة البديلة وحملة تشجير وتركيب مقاعد حجرية.
مسؤولة مبادرة ترميم وتأهيل ساحة الحطب المتطوعة سارين أنوشيان تحدثت عن البعد الاجتماعي للمبادرة من خلال مشاركة 21 متطوعاً ومتطوعة من أهالي حي الجديدة والمناطق المجاورة لساحة الحطب، بغية تأمين فرص عمل لفئة الشباب، وكانت الخطوة الأولى دمج المتطوعين مع المشرفين والإشارة للصعوبات التي تعاني منها الأحياء المؤدية لساحة الحطب، وبالتالي فإن البعد الاجتماعي يهدف إلى تمكين المتطوعين معيشياً ومهنياً من خلال دمجهم مع الخبراء العاملين ضمن المبادرة.
وأعربت المتطوعة بثينة برادعي عن مدى أهمية المشاركة بالمبادرة سعياً لإعادة الألق لساحة الحطب وتفعيل هويتها التجارية والاجتماعية من خلال تشجيع أصحاب المحال للعودة لممارسة نشاطهم التجاري وتنشيط السياحة بالمنطقة وإعادة رسم هوية الأماكن الأثرية.
تصوير: صهيب عمراية