«قط الزقاق» أم «المضيع ……….»؟!!
أهم ما كشفته المناظرة الرئاسية الأمريكية، كان الدرك الذي وصلته حال الرئاسة في أمريكا، ومن تابع المناظرة التي جرت ليلة الجمعة الماضية بين بايدن وترامب، لابد أنه لاحظ بشكل جلي كيف كان بايدن يبحث عن نفسه التي تفلت منه، وكيف كانت تتقطع سلسلة أفكاره، إلى درجة أنه بدأ كشبح لبايدن، ذاهل مشتت ولا يركز على ما يقول، بالفعل كان بايدن في المناظرة شبحاً يبحث عن عقله وانتباهه وأفكاره.
بالمقابل بدأ ترامب كمصارع فلتان، حضر إلى المناظرة بعد أن أكل «معجن خبز» وطنجرة مجدرة، وضمن شخصيته كسمسار عقارات، راح يكذب ويكذب ويكذب، يكذب وهو يضخم إنجازاته، ويكذب باتهاماته لخصمه، ويكذب بادعائه، ويكذب حتى في أحلامه للمستقبل، كان واضحاً في أدائه «قلة الأدب» وانعدام الأخلاق، بالفعل كان كمن ضيع أخلاقه ويتباهى بالبسالة والنذالة.
المناظرة بين بايدن وترامب، كان في مركزها وأساسها سباقهما لخدمة الصهيونية، وبينما اعترف بايدن أنه دعم ويدعم «إسرائيل» في حربها ضد غزة، و بأنه أنقذها من هجوم إيراني كبير، نادى ترامب بضرورة استمرار الحرب ضد غزة، وبضرورة تزويد «إسرائيل» بكل ما يساعدها على إنهاء القضية الفلسطينية، ضياع عقل بايدن ورزالة ترامب لم تلهيهما عن التزامهما الاجرامي بكيان الاحتلال ودعمها والفداء لأجله..
في المناظرة الرئاسية الأمريكية ضيع المرشحان على أمريكا كونها «الدولة العظمى» ولم يتطرق النقاش «أو النقار» بينهما إلى أي كلمة حول دور ووظيفة أمريكا كدولة عظمى، يتوجب عليها صيانة السلم والاستقرار الدوليين، والدفع باتجاه التعاون الدولي لإنتاج الخير الإنساني العام، صحيح أن هذا المعنى افتقدته الإدارات الأمريكية المتتالية، واستبدلته بالعدوان والسيطرة والهيمنه، لكنها كانت ترفع دائما عقيرتها بادعاء حقوق الإنسان، ودورها في السلام والأمن، اما ترامب وبايدن فكانت عقيرتهما مهتمة بالنقار والمشاحنة وتبادل الاتهامات، مع بحث بايدن عن عقله، ومع لملمة ترامب لرزالته كسلاح رئاسي يتفاخر به.
وصف بايدن ترامب أنه «قط زقاق» رزيل وعديم الأخلاق وأزعر، لا يترك أنثى دون أن يلحقها ويتحرش بها، ولا يترك امرأة تنجو من شره ومن رزالته وهذه الصفة باتت مدموغة كماركة خاصة بترامب بأحكام قضائية متعددة، بالمقابل وصف ترامب بايدن أنه لا يركز على فكرة، ولا يعرف ماذا يقول، ودائم الشرود والتوهان، أي أنه كما يعرف بالعامية «مضيع جحشة خالته» كما نقول في بلادنا، فتصوروا الحال الذي وصلته الرئاسة الأمريكية؟ حيث إن على الأمريكيين الاختيار بين «قط رزيل» وبين (مضيع جحشة خالته).. لذلك كان معه كل الحق من قال إنه وهو يتابع المناظرة أحس أنه يشاهد فيلماً عن نهاية الإمبراطورية الرومانية.
لا تنسوا أن العاقل الأكثر إتزاناً في المناظرة كان «التلفزيون» الذي أدار المناظرة ونجح في إثارة النقاش الجدي حول الحال السياسية العقلية والأخلاقية للرئاسة الأمريكية.. إنه الإعلام التلفزيوني!!!