فتح الحساب شخصي ولا يمكن من دون صاحب العلاقة.. خبير اقتصادي يعلل الإجراء المصرفي الملزم ويقترح تسهيلاً إلكترونياً
تشرين – خاص:
بعد التوجه الحكومي لتحويل الدعم السلعي إلى دعم نقدي، تم الطلب من جميع حاملي بطاقة الدعم فتح حسابات مصرفية إذا لم يكن لديهم أي حساب مصرفي خلال ثلاثة أشهر.
هنا برزت العديد من المقترحات لفتح حسابات من قبل الحكومة نفسها أو من دون حضور المستفيد إلى المصرف، مبررين ذلك بأن هناك عددًا ليس بقليل من كبار السن أصحاب البطاقات الإلكترونية ولا يملكون حسابًا بنكيًا، وإجراء كهذا سيجنبهم عناء الحضور لفروع البنوك، بعضهم يقطن في الريف وأماكن بعيدة، هذا الإجراء أيضاً سيجنب البنوك الازدحامات البشرية التي ستتشكل جراء ذلك، ويمكنهم أن يتقدموا بطلب فتح حساب مصرفي عبر تطبيق (وين) أو أي طريقة تواصل الكترونية تؤمنها البطاقة الذكية.
يمكن للمصارف أن تسهم في تسهيل إجراءات فتح الحساب (وهذا ما يحصل حالياً) واختصار
زمن فتح الحساب من خلال ملء العميل للنماذج المطلوبة إلكترونياً، وتحميل الثبوتيات المطلوبة
الفكرة المقترح أخذت حضورها على وسائل التواصل الاجتماعي، كمطلب اختلط بطابع شبه إنساني، وكان لابدّ من الاستفسار عن إمكانية تطبيقها بالفعل.
يلفت الدكتور مظهر يوسف أستاذ الاقتصاد في جامعة دمشق، والخبير المصرفي، إلى أنه لابدّ هنا من الفصل بين موضوع الدعم النقدي وإجراءات فتح حساب مصرفي الذي يخضع لاشتراطات معروفة وأساسية في كل المصارف، ويضيف في تصريح خاص لـ” تشرين” أنّ أساس الفكرة هو تحويل الدعم من سلعي إلى نقدي وهذه الفكرة تحتاج لأن يكون لدى المستفيد من الدعم حساب مصرفي لتحويل مبالغ الدعم المستحقة له، وبالتالي الحساب المفتوح ليس حساباً مصرفيًا خاصًا بالدعم فقط، بل هو حساب مصرفي يتمكن من خلاله صاحب الحساب إجراء كافة العمليات المصرفية المتعارف عليها والتي تقدمها المصارف.
الحساب المفتوح ليس حساباً مصرفياً خاصاً بالدعم فقط.. بل هو حساب مصرفي يتمكن من
خلاله صاحب الحساب إجراء كافة العمليات المصرفية المتعارف عليها والتي تقدمها المصارف
وعلى هذا الأساس الحساب المصرفي هو عقد بين المصرف والعميل وبالتالي فتح الحساب المصرفي يخضع لإجراءات ولأحكام وشروط لعامة وخاصة بالإضافة إلى الثبوتيات التي يجب أن يقدمها العميل، كما أنه لا يمكن فتح الحساب من دون حضور العميل والتحقق من هويته واعتماد توقيعه وبصمته على النماذج الخاصة بذلك، بالإضافة الى نموذج (اعرف عميلك) المطلوب في إطار مكافحة غسل الأموال.
يضيف الدكتور يوسف، ومن من جهة أخرى فهذا الإجراء المتعلق بفتح الحساب ضروري وهام، لأنه سوف يعمل على ضبط موضوع الدعم النقدي والتقليل من فساد هذا الملف من جهة المستفيدين، فهناك العديد من حملة بطاقة تكامل متوفون أو خارج القطر، وهناك من يستفيد من بطاقاتهم، وفي هذه الحالة لن يتمكنوا من فتح الحساب المصرفي المطلوب، وفي هذه الحالة نكون قد ضبطنا هذه الحالات بسهولة.
أخيراً يتساءل الخبير يوسف: لماذا لم نرَ هذه الاعتراضات عند التقدم للحصول على بطاقات تكامل والتي تتطلب حضور صاحب البطاقة شخصياً وأخذ بصمته وصورته.
ويختم بأنه يمكن للمصارف أن تسهم في تسهيل إجراءات فتح الحساب (وهذا ما يحصل حالياً) واختصار زمن فتح الحساب من خلال ملء العميل للنماذج المطلوبة إلكترونياً، وتحميل الثبوتيات المطلوبة، ويحضر الى المصرف لاستكمال بقية الإجراءات من توقيع وغيرها.