(وثيقة وطن) تكرم الفائزين بجوائز مسابقة “هذه حكايتي” لعام 2024.. د. شعبان: هدفنا الوصول لحكايا الناس وأرشفة القصص بذاكرة تحمل وطناً بأكمله
تشرين- ميسون شباني:
نكتب التاريخ بلسان من عاشوه .. عنوان يتوقف عنده المرء، ربما يعيد تشكيل خريطة تفاعلية في الجمهورية العربية السورية عبر مبادرات تهدف إلى تأريخ أحدث التطورات في التأريخ الشفوي ..
شهادات وقصص واقعية حرصت مؤسسة وثيقة وطن على تأريخها وتكريم أبطال أدركوا قيمة الحرف والحكاية لتكون ذاكرة حية ومشرفة في حياة هذا الوطن..
حكايتنا في مواجهة تجريف الذاكرة، كان عنوان هذا العام الذي اختارته مؤسسة وثيقة وطن في حفل “هذي حكايتي 2024” في مكتبة الأسد الوطنية بحضور رسمي ودبلوماسي وثقافي ومجتمعي وإعلامي.
بدأ الحفل بعرض مقتطفات من قصص وثيقة وطن من أعوام سابقة تلاها عرض فيلم عن المؤسسة والتعرف بها، وعرضَ الفيلم أهم المشاريع والفعاليات التي قامت بها للتأريخ الشفوي بدءاً من توثيق الحرب على سورية والمعاناة التي سببتها الحرب لمختلف الشرائح والأعمار والمناطق وقصص النجاح والتعاضد بين مكونات المجتمع، وذلك في محاور متعددة كالطفولة وجرحى ومصابو الحرب وعائلات الشهداء التعليم والفنون والنساء وبطولات الجيش العربي السوري.. وغيرها، وكيف شرعت المؤسسة منذ انطلاقتها عام 2016 على توثيق أحداث مناطق متعددة مثل معلولا، عدرا العمالية، حرستا، سجن حلب المركزي.. وغيرها ووسعت المؤسسة آفاقها إلى توثيق الحرف اليدوية توثيق المونة السورية إضافة إلى مشروع التراث السرياني واللغة السريانية توثيق الخط العربي وتأريخ سير الحياة.
مسابقة “هذي حكايتي 2024 شملت العديد من التجارب الأدبية من روائية ومجموعات قصصية، وحاكت تجارب شخصية لكتّابها خلال الحرب على البلاد وما شهدته من أحداث مباشرة تعرض إليها الراوي أو القاص.
ووزعت اثنتا عشرة جائزة على الفائزين الأوائل، بعد تقييم المحتوى والأسلوب وباقي المعايير الأدبية للرواية والقصة من قبل مختصين في المجال الأدبي.
ومنحت عن الفئة الأولى “للأعمار ما دون 18 سنة “الجائزة الذهبية لـ “غيداء حميدي” من حلب ، والجائزة الفضية لـ “صفاء الأحمد” من دير الزور، والجائزة البرونزية لـ “جنى أبو بكر” من حلب.
وجائزة الفئة الثانية “للأعمار من 19 حتى 30” منحت الجائزة الذهبية ل غنى عتوق من القنيطرة، والجائزة الفضية ل حوراء قطاع من حلب، والجائزة البرونزية ل خلود أحمد من طرطوس.
أما الفئة الثالثة “للأعمار من 31 حتى 45” فقد ذهبت الجائزة الذهبية ل جمال العيسى من حمص، والجائزة الفضية ل عزام أحمد من طرطوس، والجائزة البرونزية ل أحمد الجمالي من إدلب.
وعن الفئة الرابعة “للأعمار من 45 وما فوق “منحت الجائزة الذهبية ل يوسف أحمد من طرطوس، والجائزة الفضية ل رجاء هدلة من دمشق، والجائزة البرونزية ل أسامة ساحلية من طرطوس.
ومنحت جائزة بطل حكايتي لعام 2024 ل تامر دباس من حلب وهو عامل إطفاء وحملت قصته عنوان “المياه والعنقاء”.
وألقت د. بثينة شعبان رئيس مجلس أمناء مؤسسة وثيقة وطن كلمة أكدت فيها: أن فكرة وثيقة وطن ولدت من الخوف على تراث سورية وإرث سورية الحضاري العريق من ضربات إرهاب منظم وممول، ونحن نواجه إرهاباً يستهدف ذاكرة أمة في كل أقطارها، ويعمل نهاراً جهاراً ضد كل القوانين وشرائع الحروب حتى إلى إبادة البشر والمؤسسات وتجريف الذاكرة آملاً باستبدالها بذاكرة مصطنعة كاذبة تهدف لتغيير وجه المنطقة والقضاء على تاريخها العربي الحضاري المشرق ولسانها العربي المبين.
وتطرقت د. بثينة إلى العدوان الإسرائيلي المستمر بكل أوجهه على كل من فلسطين ولبنان وسورية واليمن عسكرياً وثقافياً وتقنياً واستخباراتياً، بأنه عدوان إبادة للبشر ومؤسساتهم وثقافتهم وتاريخهم وذاكرتهم وهويتهم ومرجعيتهم الحضارية.
ونوهت شعبان إلى أهمية الذاكرة والتي هي هوية الأوطان وأهمية الحفاظ عليها وصونها من التشويه والتحريف وخطر المحو والإزالة، فالذاكرة هي أرض الوطن الخصبة والفتية كلما تواصلت معها الأجيال وروتها بصدق الانتماء وعظمة الإنتاج كلما كانت أكثر غنى وأقدر على العطاء المتجدد للأجيال اللاحقة..
وفي نهاية الحفل قامت د. بثينة شعبان بتوزيع شهادات شكر وتقدير لأعضاء لجنة التحكيم وهم الدكتور عاطف البطرس والدكتورة إنصاف حمد والدكتورة ندى زين الدين والكاتب والسيناريست محمود عبد الكريم والكاتب الصحفي نبيل صالح والدكتور وائل بركات والإعلامية أليسار معلا لجهودها بتطوير كوادر المؤسسة.
تصوير: يوسف بدوي