تقييم الأضرار الناتجة عن زلزال السادس من شباط في ورشة علمية على مدرج جامعة دمشق

دمشق- لمى سليمان:

نظم المعهد العالي للبحوث والدراسات الزلزالية ورشة علمية لتقييم الأضرار الناتجة عن زلزال ٦شباط ٢٠٢٣ في كل من حلب واللاذقية وجبلة ودمشق وريفها و لاقتراح الحلول المناسبة وذلك في مدرج جامعة دمشق.
وتحدث رئيس جامعة دمشق د.محمد أسامة الجبان عن أهمية انعقاد هذه الورشة بمحاورها وموضوعاتها التخصصية  والتي تشكل فرصة هامة للمختصين والمهتمين لعرض  أحدث البيانات والمعلومات والنتائج حول  تداعيات كارثة الزلزال على المجتمع السوري من الناحية النفسية والاجتماعية والأضرار التي تعرضت لها البنى التحتية والإنشائية في المناطق المتضررة.

كما نوه الجبّان إلى الدور الذي لعبته الجامعة بعد وقوع الزلزال والإجراءات التي اتخذتها لمساعدة المحافظات المنكوبة والإسهام بجهود الإغاثة، من خلال تشكيل فرق تطوعية طلابية في عدد من الاختصاصات الطبية والهندسية  والنفسية تم إرسالها إلى المحافظات والمناطق المتضررة للمساعدة  في إزالة الأنقاض وعمليات الإنقاذ، وتأمين مراكز إيواء، وتقديم الخدمات الصحية والإغاثية للمتضررين فيها وذلك بعد تأمين الدعم اللوجستي والتجهيزات الطبية اللازمة.
كما شدد الجبان على أن كارثة الزلزال أثبتت الدور الايجابي الذي يمكن أن تلعبه الجامعة خلال الأزمات والكوارث الطبيعية في التصدي للآثار السلبية الناجمة عنها ووضع الخطط  الاستراتيجية  لمعالجتها من خلال الاستفادة من الخبرات الأكاديمية والبحثية لأعضاء الهيئة التدريسية والباحثين بالجامعة في مختلف تخصصات الهندسة، والعلوم الطبية والصحية، والعلوم الإنسانية والاجتماعية، بما في ذلك تعزيز دور الجامعة البحثي التطبيقي في خدمة المجتمع.
وبدورها سلطت عميد المعهد العالي للبحوث والدراسات الزلزالية الدكتورة هالة حسن الضوء على نتائج الزلزال الكارثية بشكل علمي وعملي بتقديم اهم نتائج العمل الميداني الذي قام به المعهد بالتنسيق مع الجهات الجامعية وغير الجامعية كل بحسب اختصاصه.
وتضمنت الورشة مجموعة من الدراسات التي ألقت الضوء على ما حدث من اختصاصات متعددة لرسم صورة اقرب ما تكون لوصف ما حدث وما يمكن أن يحدث مستقبلاً وما يجب القيام به للتخفيف من آثار الزلازل في المستقبل.
كما تحدث ممثل فرع دمشق للاتحاد الوطني لطلبة سورية قاسم العلي عن الدور الذي قام به الطلبة للتخفيف من آثار الزلزال في المناطق المنكوبة وتسيير العديد من الحملات الإغاثية التطوعية من آلاف الطلبة المتطوعين إلى المناطق المنكوبة سواء من طلاب كلية الطب بكامل معداتهم الطبية وكافة أنواع الأدوية او من طلاب الهندسة المدنية وطلاب المعهد العالي للبحوث الزلزالية لتقييم عملي للمباني المتضررة وحتى تقديم الدعم النفسي للمتضررين من قبل طلاب التربية إضافة إلى تقديم المساعدات في مجال إزالة الأنقاض والبحث عن المفقودين.
وتمحورت مشاركة مدير الدفاع المدني في سورية اللواء المهندس صفوان بهلول، في الورشة حول إدارة الحوادث الكبيرة وتجربة الدفاع المدني في عمليات الإغاثة أثناء الزلزال، وأبرز التوصيات والمقترحات التي خرج بها اجتماع اللجنة الدائمة للزلزال، ومن بينها توثيق التجربة السورية بإدارة الكارثة الزلزالية بسلبياتها وإيجابياتها، وتوثيق الأحداث المتتالية وما تم تنفيذه بالتفصيل وضرورة تشكيل هيئة موحدة لإدارة مخاطر الكوارث.
وأكد اللواء بهلول أن الحوادث الكبيرة التي قد تلحق بالمنشآت الحيوية تتطلب رداً قوياً وسريعاً، لتخفيف أو تقليص تأثيرات الحادث من خلال الاستجابة الفورية والنشاطات والإجراءات الرسمية، من قبل أول فريق مستجيب واتباع نظام محدد الخطوات في إدارة الأمور التكتيكية واتباع مبدأ مركزية القيادة.

واستعرضت عميد المعهد العالي للبحوث والدراسات الزلزالية الأستاذة الدكتورة هالة حسن في محاضرتها، إحصائيات عن زلزال سورية والاستمارة التي اعتمدها المعهد في التقييم السريع للأضرار بالاتفاق مع الشركة العامة للدراسات، ومناقشة الأسباب الرئيسية للأضرار وكيفية تفاديها وفوائد دراسة الزلزال السابقة، بالإضافة إلى الدروس المستفادة من الزلزال في مجال الهندسة المدنية من خلال أمثلة عن دول تعرضت لكوارث الزلازل وكيف تعاملت معها.
كما أكدت حسن على أهمية دعم البحوث العلمية الزلزالية لفهم النشاط الزلزالي، وتقييم مخاطر الزلزال الخارجية من خلال تطوير خرائط محدثة للمخاطر الزلزالية في سورية، مع مراعاة البيانات الزلزالية الحديثة والدروس المستفادة من زلزال 6 شباط، مشيرة إلى وجود الكثير من أبحاث الدكتوراه والماجستير باختصاصات متعددة تدرس هذه المواضيع في المعهد، وتحتاج إلى أجهزة وتجارب ورسم خرائط بناءً على معطيات وبيانات ميدانية، بالإضافة إلى ضرورة اقتناء التقنيات الحديثة لتقييم المخاطر وتوقع الزلزال.

وبين معاون المدير العام لشركة الدراسات للشؤون الفنية المهندس مضر الدنيا خلال مشاركته في الورشة، أن الشركة ومنذ اللحظات الأولى للزلزال وضعت منهجية لإدارة الأزمة، وتشكيل فرق التدخل السريع وآلية وطريقة عملها داخل المناطق المنكوبة، كما قامت الشركة بوضع دليل عمل هندسي لهذه الفرق بما يمكن من إنشاء قاعدة بيانات رقمية منظمة لكافة المحافظات، ليتم بعدها الانطلاق نحو إجراءات متوسطة المدى من خلال إنشاء خارطة رقمية للأضرار، بما يمهد لعملية التحليلات والبيانات واتخاذ القرارات اللازمة، وكلف الأضرار وتحديد الأولويات لجهة المناطق الأشد تضرراً، والتي يجب أن تتجه إليها أعمال الإغاثة إضافة لمشاركة الشركة بالكشف عن المباني الحكومية وأماكن التصدعات ووضع التقارير الإنشائية والتوصيات لتدعيم هذه المباني.

وتحدث مدير وحدة الإرشاد الجامعي والدعم النفسي بجامعة دمشق الدكتور مازن الشماط خلال محاضرته عن الاستجابة النفسية التخصصية للأحداث الصادمة بشكل عام، وتحديداً الاستجابة التي قامت بها جامعة دمشق على مستوى الدعم النفسي، والفرق التي تشكلت بهذا الخصوص وتوجهت إلى المحافظات المنكوبة أثناء الزلزال.
وقدمت نائب عميد المعهد الدكتورة سماح محمد إضاءة على مشاركة جمعية أصدقاء البيئة، في الاستجابة الكارثة الزلزال من خلال الفرق الشبابية التطوعية والأعمال التي نفذتها في المناطق المتضررة.
حضر الورشة معاون وزير الإدارة المحلية المهندس معتز دوجي، وممثلين عن المؤسسات والمراكز والهيئات، ونواب رئيس الجامعة وعدد من عمداء الكليات والمعاهد العليا، والأساتذة وطلاب الدراسات العليا والمهتمين.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار