اسم كامالا هاريس يتصدر.. الديمقراطيون الأميركيون أمام لحظة الحقيقة: بايدن لن يتنحى ولم يبقَ إلا تنحيته قسراً
تشرين:
كما كان متوقعاً، أعلن الرئيس الأميركي/الديمقراطي/ جو بايدن أنه لن يغادر السباق الرئاسي، متعهداً بهزيمة خصمه الجمهوري دونالد ترامب، وذلك بعد المناظرة الأولى التي جرت بينهما مساء الخميس الماضي، وكان أداء بايدن فيها كارثياً، وبصورة قادت إلى إجماع داخلي (ودعوات خارجية أبرزها من بريطانيا) إلى ضرورة أن يتنحى بايدن، أو أن تتم تنحيته قبل فوات الأوان.. يأتي هذا في وقت بدأ اسم نائبته كامالا هاريس يتردد بصوت أعلى من قبل الديمقراطيين لخلافة بايدن في السباق الرئاسي.
وكان بايدن أقر بكبر سنه وأدائه الضعيف في المناظرة مع ترامب، وبما أثار استياء وذعر الديمقراطيين، وقال أمام تجمع لأنصاره في ولاية كارولينا الشمالية: أعلم أنني لست شاباً ولم أعد أمشي بسهولة مثلما اعتدت، لم أعد أتحدث بسلاسة كالسابق، لم أعد أناظر بالجودة السابقة نفسها، لكني أعلم كيفية قول الحقيقة، وأعلم الصواب من الخطأ، أعلم كيفية تأدية هذه المهمة، أعلم كيفية إنجاز الأمور.. أعلم كما يعلم ملايين الأميركيين أنك حين تسقط فإنك تنهض مجدداً.
وأكد بايدن أنه لم يكن ليترشح مرة أخرى لو لم يكون مؤمناً بأنه يستطيع القيام بهذه المهمة.
ولتبيان مدى سوء الوضع إثر المناظرة، يكفي استعراض سريع لوسائل الإعلام الأميركية، بما فيها المؤيدة لبايدن وللحزب الديمقراطي، والتي بمجملها دعت بايدن للانسحاب، أو دعت الديمقراطيين لاستبداله.
في صحيفة «نيويورك تايمز» كتب توماس فريدمان الذي يعد نفسه من أصدقاء بايدن: إن بايدن رجل طيب ورئيس جيد لكنه ليس في وضع يسمح له بالترشح لولاية ثانية، كاشفاً أنه بكى لدى رؤيته في الماظرة منهكاً ومتلعثماً.
وكانت هيئة تحرير نيويورك تايمز دعت بايدن للانسحاب، مشيدة في الوقت ذاته بمسيرته، وبـ«ازدهار الأمة خلال ولايته الرئاسية التي تخللتها معالجة سلسلة تحديات طويلة والتئام جروح فتحها ترامب».
لكن الصيحفة استطردت بالقول: إن أعظم خدمة عامة يمكن أن يؤديها بايدن الآن هي أن يعلن أنه لن يستمر في الترشح لولاية ثانية.
واعتبر الصحفي الأميركي المخضرم كريس والس أن بايدن «لا يمكن أن يتعافي من آثار مناظرة يوم الخميس».
بدوره قال الصحفي المعروف سيمور هيرش: الحزب الديمقراطي في أزمة وآن الآوان لصياغة خطاب استقالة بايدن.
وكتب هيرش في موقع «Substack»: أخبرني أحد علماء السياسة في واشنطن، أن الحزب الديمقراطي يواجه أزمة أمن قومي، ووفقاً له، الولايات المتحدة في عهد بايدن دعمت حربين مدمرتين (النزاع في أوكرانيا وفي الشرق الأوسط)..
وتابع هيرش: ربما حان الوقت بالنسبة لبايدن لإعداد خطاب استقالة مماثل للخطاب الذي ألقاه (الرئيس الأسبق) ليندون جونسون في عام 1968.
وعلى منصة «أكس» كتب الرئيس الأميركي الأسبق (الديمقراطي) باراك أوباما إن إموراً كثيرة باتت على المحك.
ويرى محللون أن اختيار الديمقراطيين بديلاً لبايدن سينطوي على مخاطر سياسية عدة، إلى جانب أن يتعين على بايدن أن يقرر بنفسه الانسحاب لإفساح المجال أمام مرشح آخر قبل مؤتمر الحزب الديمقراطي العام المقرر في آب المقبل.
والمرشّحة الأبرز للحلول محله هي نائبته كامالا هاريس التي دافعت عن أدائه الخميس مع اعترافها بأنّ انطلاقته كانت «صعبة».
وإذا قرّر بايدن الانسحاب، سيجتمع الديمقراطيون في آب المقبل في شيكاغو في ما يُعرف بالمؤتمر «المفتوح» حيث سيعاد خلط الأوراق ولاسيما أصوات المندوبين الذي صوّتوا لبايدن.
وسيكون هذا السيناريو غير مسبوق منذ عام 1968 حين تعيّن على الحزب إيجاد بديل للرئيس ليندون جونسون بعد أن سحب الأخير ترشّحه في خضم حرب فيتنام، وتم ترشيح نائبه حينها هوبرت همفري الذي خسر الانتخابات أمام الجمهوري ريتشارد نيكسون.
وكشف أحدث استطلاع للرأي (أجرته وكالة مورنينغ كونسلت) ونشرت نتائجه اليوم السبت إن المناظرة مع ترامب كانت كارثة حقيقية لمستقبل بايدن، حيث اعتبر 60% من الأميركيين أن على الديمقراطيين استبدال بايدن.. مقابل44% أكدوا دعمهم لترامب، واعتبر 57% بأن أداء ترامب كان أفضل.