«فويس أوف أميركا»: الديمقراطيون المتوجسون يناقشون استبدال بايدن بمرشح صغير السن
ترجمة وتحرير: لمى سليمان:
ذكر موقع «فويس أوف أميركا» الأميركي، أن الديمقراطيين يناقشون استبدال مرشحهم جو بايدن ذي الـ81 عاماً بمرشح أصغر سناً وذلك بعد الأداء الذي وصفه الكثيرون بالمخيب للآمال للرئيس الأمريكي جو بايدن في مناظرة مساء الخميس ضد المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
وحسب الموقع فإن بايدن يحتاج الآن إلى طمأنة الموالين، وكذلك إلى محاولة إقناع القلة المهمة من الناخبين المستقلين في الولايات المتأرجحة بأنه لا يزال لائقاً عقلياً وجسدياً لقيادة الأمة.
وفي بداية المناظرة بدأ بايدن يتحدث بصوت ناعم أجش، وبدا غير متماسك ومرتبك، حتى أنه فقد سلسلة أفكاره وتعثر لفظياً لمدة 90 دقيقة على المنصة المقابلة لترامب، الذي بدا أكثر وضوحاً وأقل حدة من عادته، على الرغم من أنه نطق بالعديد من التصريحات غير الموثوقة أكثر من بايدن.
وحسب مايكل كيماج استاذ التاريخ في الجامعة الكاثوليكية الأمريكية فإن أبرز تفاصيل المناظرة كانت نبرة صوت بايدن المتعثرة وغير القوية، إضافة إلى عدم قدرته على الإجابة بطريقة متماسكة ومترابطة مع الأسئلة في بعض الأوقات، وفي أوقات أخرى بدا أنه غير قادر على ترتيب أفكاره.
وقد بررت كارين جان بيير السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض تصرفه للصحفيين على متن طائرة الرئاسة يوم الجمعة بأن بايدن كان يعاني من نزلة برد والتهاب في الحلق وقد جاءت نتيجة فحصه لكوفيد-19 سلبية قبل المناظرة.
في حين نقلت بعض العناوين الرئيسية في الصحف الأمريكية الكبرى يوم الجمعة الذعر والقلق بين الديمقراطيين، وقالت مواقع إخبارية أخرى إن مسؤولين بارزين في الحزب وفي البيت الأبيض، إلى جانب كبار المانحين، بدؤوا يفكرون جدياً فيما إذا كان بإمكان بايدن الاستمرار في القيادة.
وحسب الموقع فقد حثت هيئة تحرير صحيفة «نيويورك تايمز» الرئيس بايدن على مغادرة السباق الرئاسي واصفة إياه بأنه على الرغم من كونه رئيساً مثيراً للإعجاب إلا أنه «ظلٌّ لموظف حكومي عظيم».
وجاء في افتتاحية الصحيفة أنه من غير الممكن توقع أن يتجاهل الناخبون ماهو واضح ومؤكد بأن بايدن ليس الرجل الذي كان عليه قبل أربع سنوات، مضيفة: إن الانتخابات الحالية لا تدور إلا حول «مستقبل الديمقراطية الأمريكية».
بالمقابل أكد مايكل تايلر، مدير اتصالات حملة إعادة الانتخاب، للصحفيين على متن طائرة الرئيس خلال رحلة الجمعة من نورث كارولينا إلى نيويورك، بأنه «لا توجد محادثات» حول تنحي بايدن، منوهاً بأن الرئيس ملتزم أيضاً بإعادة الجولة مع ترامب على منصة المناظرة. ومؤكداً بأن بايدن سيكون هناك في العاشر من أيلول مواجهاً دونالد ترامب.
وحسب الموقع فإن قليلاً من النقاد يعتقدون بقبول بايدن مغادرة السباق الرئاسي، في حين يرى ستيفن فارنسورث، أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية في جامعة ماري واشنطن أنه من غير الممكن تخيل أن بايدن سينسحب، سواء علقت عليه صحيفة نيويورك تايمز أم لا، ما لم تكن هناك بعض المسائل الصحية الرئيسية التي ليست معروفة للعامة أو إذا تطور الأمر من الآن وحتى يوم الانتخابات، مشدداً على أنه ليس للديمقراطيين من خطة أخرى لتنفيذها إذا ابتعدوا عن بايدن.
لأنه وحسب قول ستيفن فإن هكذا جدال ضخم مثير للانقسام من شأنه أن يضع الحزب في وضع أسوأ في شهر تشرين الثاني، وبشكل خاص مع كل أولئك الراغبين بأن يكونوا مرشحين أو الذين سيغضبون من تجاوز المرشحين المفضلين لديهم.
على الرغم مما سبق فقد قال نصف الذين شملهم الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة «يوجوف» حول مناظرة يوم الخميس بأن الحزب الديمقراطي يجب أن يرشح شخصاً آخر غير بايدن، بينما أجاب ما يقرب من الثلث (30%) أن شاغل المنصب يجب أن يظل مرشح الحزب.
وكان بايدن، حتى مساء الخميس، في طريقه لقبول ترشيح حزبه في المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو في آب المقبل، دون أي منافسين متبقين، وقد أصبح ذلك موضع شك بعد أدائه الضعيف في أتلانتا ليلة الخميس خلال المناظرة التي استضافتها شبكة «سي إن إن» وبثتها على الهواء حوالى 20 شبكة تلفزيون أخرى في الولايات المتحدة.
ويرى الموقع بأنه إذا لم يتنح بايدن طواعية في أقرب وقت ويسلم الأمر للمندوبين الذين رشحوه، فلن تكون هناك أي فرصة تقريباً لنجاح أي شخص في تحديه على الترشح في هذه المرحلة.
ويواجه الحزب الديمقراطي موعداً نهائياً حاسماً في 7 آب، أي قبل حوالي أسبوعين من التصويت التقليدي بنداء الأسماء في المؤتمر، وذلك عندما تطلب ولاية أوهايو- التقليدية في الغرب الأوسط – تحديد مرشحي الحزب. حيث كان من المفترض أن يكون بايدن ونائبته كامالا هاريس على رأس قائمة المرشحين الديمقراطيين مرة أخرى.
ولطالما فضلت ولاية أوهايو الرؤساء الحاليين الذين يسعون لفترة ولاية أخرى، لكن ترامب انتصر هناك في الانتخابات الأخيرة.