«ناتو» لن يجرؤ على إغضاب روسيا إلى هذا الحد.. حلم زيلينسكي بعضوية الأطلسي لن يتحقق أبداً
تشرين:
حتى التاسع من شهر تموز المقبل، موعد انعقاد قمة جديدة لحلف شمال الأطلسي «ناتو» لن يتوقف الحديث عن أوكرانيا، والمدى الذي يمكن أن تصل إليه القمة في تقريب أوكرانيا من عضوية الحلف، علماً أن الجميع شبه متيقن من أن العضوية، أو حتى التمهيد لها، مازال حلماً بعيد المنال للنظام الأوكراني الذي يقوده حالياً فلوديمير زيلينسكي.
ويبقى ما لا يقوله الزعماء السياسيون علناً، أو يقولونه مواربة، تقوله صراحة ومباشرة وسائل الإعلام من دون تزييف لحقيقة أن «ناتو» لا يجرؤ على مثل هذه الخطوة لما لها من عواقب عسكرية مباشرة مع روسيا.
وحسب مقال نشرته مجلة «نيوزويك» الأميركية للكاتب دانييل ديبيتريس فإن «ناتو» لن يقبل أبداً انضمام أوكرانيا إلى صفوفه على الرغم من كل الوعود الرسمية الكثيرة في هذا المجال.
وأضاف: رغم كل التصريحات الرسمية بأن أبواب «ناتو» يجب أن تظل مفتوحة أمام الأعضاء الجدد، يجب أن يكون من الواضح الآن تماماً أن الحلف لا يريد أن تنضم أوكرانيا إلى صفوفه.
وشدد الكاتب الأميركي على أن الحلف مستعد لنقل الأسلحة والموارد المالية إلى أوكرانيا لمحاربة روسيا، التي يعتبرها «ناتو» بمثابة عدوه الرئيسي، لكنه ليس مستعداً للدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا بسبب أوكرانيا.
وخلص إلى أن أوكرانيا تنتظر عضوية «ناتو» منذ فترة طويلة، وسوف تستمر في الانتظار، ربما إلى الأبد، بغض النظر عن الكلمات اللطيفة التي يهمس بها القادة الغربيون في أذن زيلينسكي.
وفي نهاية أيلول 2022، أعلن فلاديمير زيلينسكي -الذي انتهت فترته الرئاسية في شهر أيار الماضي- أن أوكرانيا ستقدم طلباً للانضمام إلى «ناتو» وفقاً للنموذج المستعجل والسريع، فيما صرح الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، بأن عضوية أوكرانيا الكاملة في الحلف مستحيلة خلال انغماسها في صراع مسلح.
وترى روسيا في انضمام أوكرانيا لـ«ناتو» تهديد لأمنها، وتؤكد أن هذا الانضمام كان أحد أسباب بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية نشرت قبل أيام ما سمته مساعي «ناتو» لطمأنة نظام زيلينسكي بـ «إقامة جسر إلى الحلف» قبل القمة المرتقبة والمقررة في واشنطن.
قالت: إن الإدارة الأمريكية وقيادة «الناتو» تحاولان بهذه الطريقة منح كييف شيئاً مهماً في القمة، من دون التخلي عن موقفهما بأن الوقت ليس مناسباً لانضمام أوكرانيا إلى الحلف.
وتؤكد نيويورك تايمز أن دول «ناتو» تأمل أن يحظى وعد بـ«جسر (مؤسساتي) لعضوية أوكرانيا في «ناتو» برضا زيلينسكي، ويجعل القمة تسير بسلاسة أكبر مما كانت عليه قبل عام في فيلنيوس، عندما أعرب زيلينسكي صراحة عن عدم رضاه عن عدم منح أوكرانيا مواعيد نهائية واضحة للانضمام إلى الحلف».
وفي وقت سابق، ذكرت قناة «سي إن إن» التلفزيونية، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين، أن دول حلف شمال الأطلسي اختلفت حول كيفية صياغة انضمام أوكرانيا إلى «الناتو» في القمة المقبلة في واشنطن.
ووفقاً للمسؤولين، فإن الحلفاء الأوروبيين، بما في ذلك بريطانيا ودول أوروبا الشرقية، يصرون على الدعم القوي لدخول أوكرانيا إلى الحلف، ومع ذلك ليست كل دول «ناتو» مستعدة “للذهاب إلى هذا الحد، وأشارت إلى أن المسؤولين الأمريكيين والألمان عرضوا تزويد أوكرانيا بـ «جسر إلى الحلف» فقط.
وفي الـ25 من شهر حزيران الجاري، صرح البيت الأبيض بأن أوكرانيا لن تتلقى دعوة للانضمام إلى «ناتو» خلال قمة واشنطن.
وقال مدير الشؤون الأوروبية في مجلس الأمن القومي الأمريكي مايكل كاربنتير: إن القمة لن توجه إلى أوكرانيا دعوة للانضمام إلى «ناتو»، وأعتقد أنه قد تم الإعلان عن ذلك بوضوح.
وأضاف كاربنتير: في ما يخص النتائج المحددة لأوكرانيا التي ستثمر عنها القمة، فإن الحديث يدور عن تقديم جسر مؤسساتي للعضوية في «ناتو».
وأوضح كاربنتير أن جوهر هذه المبادرة يتمثل في أن تكون أوكرانيا جاهزة للعمل ضمن حلف «ناتو» فوراً بعد أن تكون هناك إرادة سياسية لجميع الأعضاء الـ 32 في الحلف لدعوتها إلى الانضمام.