أزواج اختاروا الطلاق بعد مضي أكثر من عقد ونيف على زواجهم..الحرص على الأولاد ومستقبلهم أطال بعمر عشرتهم الزوجية
دمشق- ياسر النعسان:
الحرص على الأولاد ومستقبلهم أطال بعمر عِشرتهم الزوجية، وعندما أمَّنوا مستقبل أولادهم اختاروا الانفصال بسبب الصراع المستمر بينهم وعدم احترام أحدهم للآخر رغم مضي أكثر من عشرين عاماً على زواجهم ضاربين عرض الحائط بكل ما مضى من سنوات عِشرتهم هذا عدا عن بعض حالات الطلاق العاطفي التي مروا فيها قبل مرحلة الطلاق النهائي .
غير نادم
أبو خلدون الحلبي استمر زواجه مدة 15 سنة من دون منغصات، ثم عشر سنوات مليئة بالإهمال والمنغصات، بتأثير سلبي من أمها، رغم أنه لم يكن مقصراً معها مطلقاً وفق تعبيره، مشيراً إلى أنه صبر كل هذه المدة حتى أمّن مستقبل الأولاد، لافتاً إلى أنه رغم مرور سنوات على الطلاق غير نادم، ولدى سؤالنا له إن كان سيختار مطلقته لو رجع دولاب العمر للبداية فأجاب بالمستحيل .
الطلاق الصامت.. يعبّر عن حالة يعيشها الزوجان منفصلين رغم وجودهما تحت سقف واحد
مر قطار العمر
فادي أشار من جهته إلى أنه طلّق زوجته بعد مرور ٢٥ عاماً على الزواج لأنها لم تحترمه ولم تقدره منذ اليوم الأول للزواج وكانت دوماً تعبّر له عن كرهها لأهله ولكل من يحترمه ويقدِّره، وعن سبب استمرار الزواج كل هذه المدة، أوضح أن ذلك يعود بداية إلى الأمل أن تتحسن بعد الولد الأول فالثاني ف…الخ لكن حسب قوله “دق الحديد تجده حديد من دون فائدة” ثم جاءت مسؤولية الأولاد والحرص على عدم حرمانهم جو الأسرة التي تتضمن الأب والأم وهكذا مرَّ قطار العمر، وبعد أن أمّنت الأولاد قررت الخلاص من همها المنغص لحياتي بالطلاق وهذا ما حدث، مشيراً إلى أنه مرّ بفترة طلاق عاطفي لفترة مديدة للأسباب نفسها حتى أتاه الفرج حسب تعبيره.
خلعته بعد 15 عاماً
أم شادي أشارت من جهتها إلى أنها رفعت دعوة مخالعة بعد مرور ١٥ عاماً من الزواج لأنه رجل يدعي الجاه والوجاهة من دون أن يكون عنده أي شيء من ذلك ولم يتحمل مسؤولية البيت والأسرة مطلقاً ودوماً كان ينازعني أملاكي ويريد مني كل شيء من دون أن يقدم لي أو للبيت أي شيء، وتحملت كثيراً رغم أنه كان يضربني حتى طفح الكيل بيننا ولم أعد قادرة على تحمل مشاكله وخداعه لي فقررت انتزاع الطلاق منه وهذا ما حدث.
الشك والظن
أديب أشار من جهته إلى أنه طلق زوجته بعد ٢٠ عاماً من الزواج الذي استمر كل هذا الزمن بالمنغصات الكثيرة التي سببها غالباً الشك والظن من قبل الزوجة إضافة لكرهها لأهلي وحقدها عليهم من دون أي سبب إلى أن وصلنا إلى مرحلة لم تعد تقبل أن تجمعنا غرفة واحدة وكنت أنام بين أولادي أو في غرفة الضيوف إلى أن دخلت أهلها من دون جدوى حتى طفح الكيل فتزوجت عليها لتطلب مني الطلاق وهذا ما حدث.
الهجران
أبو رامي أشار من جهته إلى عدم الانسجام والصراع الدائم مع زوجته وكرامة لأولاده لم يطلق زوجته واختار أن يهجرها لمنزل آخر بعيداً عنها ليريح رأسه منه، لافتاً إلى أنه انتظر ذلك حتى كبر الأولاد وشقوا طريق مستقبلهم مؤكداً أنه غير آسف على ما فات من عِشرة بينهم لأنها كانت فترة مظلمة بحياته .
يترك آثاراً سلبية
الدكتورة فاطمة العليان اختصاصية التربية وعلوم الأسرة بيّنت من جهتها أن الطلاق بمفهومه العام هو إنهاء الزواج وفق الشكل القانوني والشرعي، حيث يجري في المحاكم من خلال القضاء وليس من خلال الانفصال العلني بين الزوجين فقط؛ فقد يقرّر الطلاق أحد الطرفين أو كلاهما، وعلى المقرّر تقديم الأدلّة للمحكمة ريثما يصدر الحكم النهائي للقاضي، وعادةً ما يترك الطلاق آثاراً سلبية عديدة على كل من الزوجين والأبناء والمجتمع.
اختصاصية: (17.6) بالمئة نسبة الطلاق من إجمالي واقعات عقود الزواج المسجلة والأرقام المرتفعة تشكل تحدياً كبيراً أمام المجتمع السوري
ولفتت العليان إلى أنه بلغ عدد شهادات الطلاق في سورية وفق بيانات موقع المجموعة الإحصائية الصادرة عن المكتب المركزي للإحصاء خلال العام: (2021): (41957) شهادة، وذلك بنسبة (17.6) بالمئة من إجمالي واقعات عقود الزواج المسجلة. وبالتالي تشكل هذه الأرقام المرتفعة تحدياً كبيراً أمام المجتمع السوري، والتي يمكن إرجاع أبرز أسبابها إلى الأزمة الاقتصادية مروراً بأزمة الحرب والأزمات الصحية والطبيعية التي مرت بها البلاد، وقد ترجع الأسباب أيضاً إلى ضعف التأهيل الأسري أو عوامل وأسباب شخصية ومجتمعية.
مشيرة إلى أنه باتت هذه العوامل التي تسهم في ارتفاع نسب الطلاق والآثار المترتبة عليه معروفة، سواء كان الطلاق في مراحل مبكرة من الزواج أو في مرحلة متأخرة، وسواء كان بوجود أطفال أم لا. أما عن النوع الآخر للطلاق والذي لا تكون آثاره خارجية بقدر ما تكون داخلية ضمن نطاق الأسرة وأفرادها ما يُسمى الطلاق العاطفي أو (الطلاق النفسي والروحي) (الطلاق الصامت).. الذي يعبّر عن حالة يعيشها الزوجان منفصلين، رغم وجودهما تحت سقف واحـد تغيب فيه مشاعر الحب والرضا، ما ينتج عنه آثار عديدة أهمها البرود والسخط والكره الداخلي للوضع القائم.