“السليقة” تراث متوارث تعود بقوة لتتصدر واجهة المؤونة
طرطوس- رفاه نيوف:
تعود (السليقة) سلق القمح تمهيداً لجرشه وإعداد برغل المؤونة إلى قرى الساحل السوري وبقوة، فهي تراث متوارث غاب لسنوات، بعد أن عاش سكان الأرياف سنوات الرخاء، فهجروا أرضهم وتشبهوا بحياة سكان المدن، من حيث شراء كل متطلبات الشتاء حتى البرغل والذي يعد عماد المؤونة لدى أهل الساحل.
ولكن مع موجة الغلاء الكبيرة وارتفاع أسعار الحبوب وخاصة البرغل، جعلت المزارع يعود إلى أرضه فيزرع القمح ليحقق الاكتفاء الذاتي لأسرته من هذه المادة.
واليوم بدأ المزارعون بسلق القمح وسط طقوس اجتماعية جميلة تذكرنا بالماضي وسهرات الأهل والجيران حول الموقد يتسامرون ويتساعدون وتستمر سهراتهم حتى الفجر لحين الانتهاء من سلق القمح وفرشه على الأسطح.
ولفت المواطن محمد علي من قرى القدموس أنه ترك زراعة القمح منذ أكثر من ١٥ عاماً كونه يعمل مدرساً ويستقر في المدينة، ليعود اليوم من جديد لأرضه يزرع كل ما تيسر له وأوله القمح، فكيلو البرغل تجاوز سعره ١٢ ألف ليرة كذلك القمح، ويرى علي أن العودة للأرض في هذا التوقيت هي الأجدى لجميع من يملك أرضاً وذلك لتحقيق الاكتفاء الذاتي للعائلة من المؤونة وبيع ما يزيد عن الحاجة، ويشجع كل من يملك قطعة أرض للعودة لأرضه.