في اليوم الثالث لمؤتمر الباحثين السوريين في الوطن والمغترب.. مشاريع بحثية طبية وزراعية في مجال التقانة الحيوية
تشرين- لمى سليمان:
التقانة الحيوية وأبرز ما يدور في فلكها من دراسات بحثية علمية طبية و زراعية كانت أبرز المحاور التي تمت مناقشتها في اليوم الثالث للمؤتمر العلمي للباحثين السوريين المغتربين.
مدير عام الهيئة العامة للتقانات الحيوية د.نزار عيسى عرّف التقانات الحيوية بأنها تشير إلى العلوم المعنية باستخدام الأشياء الحية لإيجاد وتطوير أغراض نافعة للبشرية في مجالات متعددة.
وأوضح د.عيسى أن علم التقانات الحيوية يقوم في الأساس على علم الأحياء، وله استخدامات عديدة، في مقدمتها الرعاية الصحية، كما هو الحال في التحاليل الجينية للأمراض الوراثية وفي الصناعات الكيميائية والدوائية، إضافة إلى المجالات الزراعية كإنتاج المحاصيل، وكذلك في صناعات غير غذائية كالوقود الحيوي ومعالجة مياه الصرف الصحي وإدارة المخلفات.
وأضاف عيسى: بناء على أهميتها ودورها الكبير، صنفت الدراسات والبحوث التقانات الحيوية إلى أشكال متعددة، ومنها التقانات الذهبية التي تعنى بحوسبة البيانات البيولوجية الضخمة، والتقانات الخضراء المعنية بالشأن الزراعي، وكذلك الحمراء المعنية بالشكل الطبي والدوائي، والبيضاء المعنية بالشأن الصناعي، إضافة إلى التقانات الحيوية الصفراء المعنية بإنتاج الغذاء، والرمادية المهتمة بالشأن البيئي، والبنية المهتمة بإنتاج البذار ومكافحة التصحر، والبنفسجية التي تهتم بفلسفة وتقانات التقانات الحيوية، والسوداء التي تهتم بقضايا الإرهاب البيولوجي وغيره.
وأكد عيسى أن المستقبل الذي تتمناه كافة الشعوب والمبني على الاقتصاد المعرفي، يكمن في حقيقة الأمر على استقدام التقانات الحيوية الجديدة في مجالات عديدة، ومنها التصحيح الجيني في مجال الطب مثالاً، إضافة إلى الصناعات الغذائية الآمنة و المقاومة للأمراض وإنتاج التقانات الخضراء والبوليميرات، إضافة إلى استخدام تطبيقات الهندسة الوراثية في مجال الزراعة والغذاء، وكذلك في مجال الوقود الحيوي والبلاستيك الحيوي.
وبيّن عيسى أنه من المهم للدول التي تسعى لتحقيق الرفاهية لكافة فئات شعبها، أن تأخذ بعين الاعتبار مفهوم التنمية المستدامة الذي ينطوي على التقانات الحيوية، وبالتالي فإن بناء الاقتصاد الحيوي القائم على المعرفة، أصبح ضرورة، كون الاستثمار التقليدي القائم على المعامل ووسائل الإنتاج ورأس المال، أصبح غير مجدٍ، والتوجه نحو الاقتصاد المعرفي، لأن الاستثمار بالمعرفة قوة.
وتحدثت د.قمر الشياح من جامعة حلب عن دراستها البحثية لتصنيع بديل محلي اقتصادي وذي تكلفة منخفضة لهلام الأغاروز المستخدم في الرحلان الكهربائي للحمض النووي لاستخدامه في الجامعات السورية، حيث يعتبر الأغاروز طريقة فعالة لفصل وتحديد وتنقية الأحماض النووية، وهو أساسي لأغلبية التقانات الحيوية.
كما قدم د.طارق بجاري شرحاً لبحثه الطبي عبر تقنية الفيديو من النمسا، متحدثاً عن التقييم الوظيفي للبروتينات الشحمية عن طريق عزل مُستقبِل بروتينات شحمية صغير منحل وفعال باستخدام تقنية التظهير على العاثيات الجرثومية وخلايا حقيقة النوى.
وفي المجال الطبي أيضاً، شرحت الطبيبة ولاء أسعد من روسيا بحثها الطبي القائم على استخدام طريقة scRNA_seq في دراسة أورام الغدة النخامية الصامتة والنشطة.
وكذلك شرح الطبيب غدير جديد من روسيا عن بحثه الطبي القائم على انتشار أنظمة الدفاع ضد الفيروسات الآكلة للجراثيم لدى ستينوتروفوموناس مالتوفيليا، والذي تم من خلاله تحديد تسلسل خمس سلالات من المالتوفيليا وتحليل “مجائنها” ومقارنتها مع “المجائن” المتاحة في قاعدة البيانات.
وفي المجال الزراعي تحدثت د.م وفاء قعيم عن بحثها الزراعي الذي يتضمن حفظ وإكثار أهم أصول الكرز والخوخ المدخلة من إيطاليا باستخدام تقنية زراعة الأنسجة النباتية وتأثير بعض منظمات النمو في تكاثر وتجذير هذه الأصول.