رؤية نابعة من المسؤولية الاجتماعية والإنسانية.. المدارس الدامجة تصور مبتكر للعدالة التعليمية ومساواة ذوي الإعاقة بأقرانهم الأسوياء وتأهيلهم تأهيلاً علمياً وتربوياً

تشرين- إلهام عثمان:
باعتبار الإنسان هو المحور الأسمى للتطور والإنجاز، تبرز قصة الإيمان بالقدرات المذهلة للأشخاص من ذوي الإعاقة، الذين يحققون الإنجازات العظيمة وسط التحديات، فقضية الإعاقة في سورية ليست مجرد قضية اجتماعية، بل هي قضية وطنية تحمل أبعاداً عميقة مليئة بالأمل والتحدي، وخاصة بعد صدور القانون الجديد لذوي الإعاقة.

ميا: تمّ التوسع في المدارس والرياض الدامجة التابعة للتعليم النظامي في سورية وبلغ عددها /251/ مدرسة وروضة دامجة

التغيرات
مدير الإشراف في وزارة التربية إيناس ميا كشفت من خلال حديثها لـ”تشرين”، أهم التغيرات التي طرأت على التعليم الدامج في وزارة التربية بعد صدور القانون الجديد لذوي الإعاقة، لكونها الأقدر على تلبية احتياجات العملية التعليمية، إذ تمّ التوسع في المدارس والرياض الدامجة التابعة للتعليم النظامي في سورية، حيث بلغ عددها /251/ مدرسة دامجة وروضة في العام الدراسي 2022-2023م، موزعة على كافة محافظات القطر، ومجهزة بالكود الهندسي ومزودة بغرف مصادر ومعلمين مؤهلين ومدربين، كما بلغ عدد التلاميذ ذوي الإعاقة الذين تم دمجهم في العام الدراسي 2022-2023م بالتعليم النظامي 3118 تلميذاً من مختلف الإعاقات، وأمّا الحالات التي تمَّ دمجها في التعليم الأساسي للعام الدراسي 2022-2023م، فهي الحالات التي حددها البلاغ الوزاري رقم 4234/543(4/13) تاريخ 26/10/2009م المتضمن معايير قبول الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم في مدارس التعليم الأساسي والرياض الدامجة وهي كالآتي: (الإعاقة الحركية – البصرية – السمعية – العقلية – التوحد – اضطرابات النطق والكلام) على مقياس شدة خفيفة ومتوسطة، بحسب بطاقة معايير قبول الأطفال ذوي الإعاقة، حيث “تحال الحالات الشديدة إلى مراكز الشؤون الاجتماعية والعمل”.

ميا: تمّ دمج 3118 تلميذاً من ذوي الإعاقة في العام الدراسي 2022-2023م بالتعليم النظامي من مختلف الإعاقات

شعب تأهيل وتدخل مبكر
كما صرّحت ميا أنه تم افتتاح شعب تأهيل وتدخل مبكر، لتقديم الخدمات التأهيلية للتلاميذ ذوي الإعاقة في مرحلة العمرية 3-6 سنوات، بالإضافة تطوير بطاقة مؤشرات الصحة المدرسية مع دليلها الإجرائي، وبطاقة معايير قبول التلاميذ ذوي الإعاقة في المدارس والرياض الدامجة في سورية، مع إعداد أدلة في مجال الإعاقة وتدريب الكوادر وتأهيلها عليها، وفق خطة تدريبية سنوية محددة.

ميا: تطوير بطاقة مؤشرات الصحة المدرسية مع دليلها الإجرائي وبطاقة معايير قبول التلاميذ ذوي الإعاقة في المدارس والرياض الدامجة في سورية

تكافؤ الفرص
وعن أهمية توجيه عملية التعليم الدامج والمتخصص في وزارة التربية، أشارت ميا إلى أن وزارة التربية تسعى للاستفادة من قدرات جميع الأطفال، ومساواتهم بأقرانهم الأسوياء وتأهيلهم تأهيلاً علمياً وتربوياً، وتوجيه قدراتهم في بناء المجتمع وتطويره ودعهم علمياً، وذلك إيماناً منها بضرورة توافر تكافؤ الفرص للجميع الأمر الذي ينسجم مع رؤية الدمج التعليمي وإستراتيجياته.

كشف مبكر
كما بينت ميا أنه لتعزيز تعليم الأطفال ذوي الإعاقة في مرحلة الطفولة المبكرة، قامت وزارة التربية بافتتاح شعب التدخل المبكر في المحافظات كافة مهمتها الكشف عن الأطفال ذوي الإعاقة في مرحلة الطفولة المبكرة وتأهيلهم للدخول إلى المدارس الدامجة.

ميا: إعداد أدلة في مجال الإعاقة وتدريب الكوادر عليها، وتأهيلها وفق خطة تدريبية سنوية محددة

تكييف هندسي
ميا أشارت: كي يصل التلاميذ إلى تحصيل علمي متقدم في بيئة تعليمية مناسبة، قامت وزارة التربية بتكييف المدارس ورياض الدامجة هندسياً لاستقبال الأطفال ذوي الإعاقة، و لا تسمى أي مدرسة من مدارس القطر مدرسة دامجة، ما لم تأخذ موافقة وزاريّة من مديرية الإشراف التربوي “دائرة التربية الخاصة” على تسميتها مدرسة دامجة، وذلك بعد تكييفها هندسياً حسب دليل الكود الهندسي لأبنية التعليم المدرسية، وحسب الإعاقات التي تنص عليها التعليمات الناظمة، في الجمهورية العربية السورية الواردة في البلاغ الوزاري رقم 1626/543( 4/3) تاريخ 28/6/2022م / بافتتاح مدارس دامجة من الصف السابع حتى الصف التاسع الأساسي، بمعدل مدرسة واحدة في كلِّ منطقة، وتجهيزها بالكود الهندسي وغرفة المصادر، على أن يتم قبول الطلاب وفق سبر خاص بكل إعاقة تم إعداده في وزارة التربية – مديرية الإشراف التربوي- دائرة التربية الخاصة.

ميا: افتتاح شعب التدخل المبكر في المحافظات كافة مهمتها الكشف عن الأطفال ذوي الإعاقة في مرحلة الطفولة المبكرة

الأطفال المكفوفون
وأكدت ميا أنّ وزارة التربية مديرية الإشراف التربوي /دائرة التربية الخاصة، اهتمت اهتماماً كبيراً بالأطفال المكفوفين حيث قامت الوزارة، بتدريب عدد من المعلمين على لغة برايل، وعلى كيفية التعامل مع الأطفال الذين يعانون من الإعاقات السمعية، وذلك ضمن الخطة السنوية للتدريب الكوادر وتأهيلها، ومن خطة الوزارة السنوية توزيع آلات برايل بمعدل” آلة واحدة لكل مدرسة دامجة” فيها أطفال مكفوفون في المحافظات كافةً، وأما عدد الأطفال المكفوفين فقد بلغ 21 طفلاً مكفوفاً موزعين على مختلف المحافظات، و 196 طفلاً من ذوي الإعاقة السمعية بمختلف محافظات القطر.

ميا: لا تسمى أي مدرسة دامجة ما لم تأخذ موافقة وزاريّة وذلك بعد تكييفها هندسياً حسب دليل الكود الهندسي لأبنية التعليم المدرسية حسب الإعاقات

تحسين كفاءة المعلمين
كما أكدت ميا أنّ وزارة التربية مديرية الإشراف التربوي / دائرة التربية الخاصة، تعمل على تحسين كفاءة المعلمين والعاملين الإداريين في المدارس الدامجة، وتدريبهم على كيفية التواصل مع الطلاب ذوي الإعاقة، حيث تقوم مديرية الإشراف التربوي، بتدريب وتأهيل المدرسين والكادر الإداري، للتعامل مع مختلف حالات الإعاقة، وتنص التعليمات الوزارية الناظمة للعملية الدمج سورية على أن يتم تكليف معلم غرفة المصادر للعمل في غرفة المصادر بعد تدريبه وتأهيله، وفق البلاغ الوزاري رقم 3910/543 ( 4/3) تاريخ :3/11/2011م، مهمته إعداد الخطط التربويّة المناسبة لكل تلميذ حسب إعاقته ومتابعة تنفيذها بالتعاون مع معلم الصف، والكادر الإداري، كما تقوم الوزارة بإعداد خطط تدريبية دوريّة فصليّة وسنويّة، يلتحق بها كافة معلمي غرفة المصادر وتدريبهم على كيفية التعامل مع الأطفال ذوي الإعاقة.

ميا: يتم قبول الطلاب وفق سبر خاص بكل إعاقة تمّ إعداده في وزارة التربية – مديرية الإشراف

ومن هنا نجد أن دعم وتعزيز برامج التعليم الدامج، يعتبر تصوراً مبتكراً للعدالة التعليمية وفرص تعليمية متساوية للجميع، فهو ليس مجرد إستراتيجية تعليمية، بل هو رؤية نابعة من المسؤولية الاجتماعية والإنسانية المشتركة، في بناء مجتمع يحترم ويقدر تنوع قدرات أفراده.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار