الأديب غسان ونوس: الحلّ الثقافيّ للمجتمعات يؤسّس للخلاص الآمن والمستقبل المشرق
طرطوس – ثناء عليان:
“الثقافة وبناء المجتمع” عنوان المحاضرة، التي ألقاها الأديب المهندس غسان كامل ونوس، في المركز الثقافيّ في قرية جديدة البحر، عرّف خلالها المجتمع، وبيّن أهمّ صفاته وعناصره، وعلاقة التأثر والتأثير بين الفرد والمجتمع، ثمّ تحدّث عن الثقافة لغويّاً واصطلاحاً، وبيّن ما تقدّمه الثقافة للفرد، وأشار إلى الصلات الوثيقة بين الثقافة والمجتمع، وشرح كيف تساعد الثقافة في بناء المجتمع؛ من خلال تطوير الفرد وتحصينه في وجه المظاهر السلبيّة، والأفكار المنحرفة، والمصطلحات المضلّلة، وتجعله متماسكاً صلباً أمام الصدمات والتغيّرات، التي تصيب المجتمع؛ بسبب حركيّة الحياة الطبيعيّة، ومستجدّاتها، وبسبب العوامل الخارجيّة، التي قد تضغط على المجتمع، وتدفعه إلى التبدّل؛ إضافة إلى الأزمات الكبرى، التي يمكن أن يتعرّض لها المجتمع؛ كالحرب العدوانيّة على سوريّة، التي نعيش آخر فصولها، ونعاني من تبعاتها على أكثر من صعيد.
وتحدث ونوس عن الشخص المثقّف صاحب الرصيد المعرفيّ، والسلوك المهذّب، صاحب الرأي والرؤية والرؤيا، والمتمتّع بالفكر النقديّ، الذي يحلّل ويستنتج ويقوّم، وكيف يمكن أن ينهض بمجتمعه؛ مع ازدياد نسبة الأشخاص المثقّفين فيه، وزيادة نشاطاتهم وحيويّتهم، وتأثيرهم في الأجيال المتعاقبة، مؤكداً أنه يمكن لهؤلاء أن ينقلوا صوراً مشرقة عن مجتمعهم؛ في حال سفرهم إلى مجتمع آخر؛ كما يمكنهم أن ينقلوا إلى مجتمعاتهم محاسن المجتمعات الأخرى، وهؤلاء هم القدوة في المجتمع الناهض، الذين يستحقّون الاحترام، ويتحمّلون مسؤوليّة السير به في دروب الحضارة؛ بالرغم من الصعوبات والعثرات العديدة والمتجدّدة..
واختتم الأديب ونوس محاضرته مؤكداً اقتناعه بالحلّ الثقافيّ للمجتمعات؛ على اختلاف أشكالها وحجومها، الذي يؤسّس للخلاص الآمن والمستقبل المشرق. وقد أسهم الحضور بمداخلات وتساؤلات مهمّة، أجاب عنها الأديب ونوس؛ شاكراً ، ومتمنّيّاً للمركز وجمهوره، الذي أمل أن يزداد، ولمجتمع القرية، الذي يضمّه، والمحيط الأوسع؛ وصولاً إلى الوطن كلّه؛ الحيويّة والخير والحضارة والكفاية والأمان.