عروض فنية متنوعة تناغم الحضور معها في مهرجان «سورية تاريخ وحضارة» على مسرح ثقافي جبلة
اللاذقية – باسمة إسماعيل:
“نلتقي لنرتقي بالعلم والعمل” شعار الجمعية العلمية التاريخية السورية، الذين التقوا على محبة الوطن وإحياء تراثه الثقافي والحضاري والتاريخي، فنثروا بذور المحبة والسلام والجمال والفرح في مهرجانهم السنوي بالتعاون مع المركز الثقافي العربي في جبلة، بعنوان (سورية تاريخ وحضارة).
فعلى مدار ثلاثة أيام (٢٣-٢٤-٢٥ /٤) عمّ التناغم والانسجام على مسرح ثقافي جبلة ما بين الحضور كباراً وصغاراً، مع فقرات المهرجان الأدبية والغنائية والمعزوفات الموسيقية والفقرات الفنية الراقصة، والفقرات الرياضية والتأمل التي قدمها المركز السوري لليوغا والمحاضرات التراثية، ألقى الشعراء المشاركون (أسينة خير بك – محمد زهرة- حسين النهار – سهيل درويش – مهند صقور – جمال الطرابلسي) قصائد تلامس الواقع الاجتماعي والقضايا الوطنية والحب والتواصل …الخ.
وأبدع الأطفال الذين قدموا عزفاً منفرداً على القانون: نضال ضويا، الغيتار: قاسم غزال، الأورغ: الحسن محمد، كما أبدع في الفقرات الفنية الراقصة الأطفال واليافعون المشاركون من بعض الوحدات الطلائعية في مدينة جبلة، تفاعل معهم الحضور بشكل كبير، وارتفعت وتيرة التفاعل أكثر مع المقطوعات الغنائية الطربية والشعبية المتنوعة، التي قدمتها فرق (كورال للماسترو حمزة صالح – البدر الموسيقية جمال يوسف- الفنان كمال يونس) ولوحة بعنوان: (للحب حديث في محافلنا) قدمتها امتثال أحمد، وأغنية (أصبح عندي الآن بندقية) قدمتها الطفلة إنجي.
وتخلل المهرجان فقرة ثقافية تراثية تضمنت الحديث عن صفحة من صفحات التاريخ السوري المشرق، وقدم باليوم الأول طه الزوزو لمحة عن بعض أشكال التراث الجبلاوي، العادات والتقاليد والاحتفالات، كالسيبانات تتجمع فيه عائلات أهالي جبلة خلال الربيع والصيف في التوينة ونهر الرميلة والعزة، وذكر مغارة الحمام أهم المواقع التراثية الطبيعية على شاطىء جبلة الصخري.
وفي اليوم الثاني قدمت الدكتورة ريم صقر لمحة تاريخية عن الموقع الأثري لابن هاني، الذي كان يعتبر القرية الملكية للأثرياء أو الإقامة الملكية للأغنياء في ذاك التاريخ.
الدكتور بسام جاموس في اليوم الثالث تحدث عن مملكة سيانو الأوغاريتية، تاريخها وآثارها وعلاقتها مع الممالك الأخرى… وقد افتتح المهرجان بمعرض فني متنوع من رسم – نحت – أعمال يدوية- خط عالبردي والزجاج، لمجموعة من الفنانين: ( فائز الحافي – زهير خير بك- محسن زينة – نجود اسعيد – زين شباني – سيريا قسام- منال عبد اللطيف- يسرى ديب – جنا حمصي- سراب شبانة – علياء عكو- سامية أسود- ايمي محلا ). وقدم بعضهم رؤى وأفكار تلامس الواقع كلوحة سيريا جسدت لحظة وداع جندي لحبيبته، وكأن هذا الوداع الوداع الأخير، ولوحات زين قدمها بطريقة فنية غير مألوفة فيها جرأة بالكثافة البصرية التي تجعل المتلقي للوهلة الأولى في حالة ضياع ومتاهة، كمتاهة الشارع السوري لكن تشدك مفرداتها العميقة، كما يوجد بالمعرض تشكيل متنوع تنوعت فيه الموضوعات ما بين الطبيعة الصامتة والبورترية والنحت والرسم على الزجاج والخط.. وبرزت الأنثى بشكل واضح في منحوتات النحات فائز الحافي وعند سؤاله عن المعرض أشاد بأن المعرض جيد على المستوى الفني، والأجمل بالمعرض قبول الشاب الواعد والأطفال المشاركين نقد الفنانين البناء لأعمالهم.. وأضاف: الأنثى هي المركز والمحور لأنها رمز الخصوبة والعطاء والحب الحقيقي والديناميكية، وأشار إلى أنه يستخدم خشب الزيتون لأن بطبيعة هذه الشجرة تقرأ السريالية والشعر في جذوعها، فرغم صلابتها وقوتها صادقة بولائها للأرض فلو قطعتها تقاوم وتعود للحياة مثل الإرادة السورية.
رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية التاريخية السورية عز الدين علي، في تصريحه ل “تشرين” أشار إلى أن الهدف من الجمعية نشر الفكر والثقافة والمعرفة، والمساهمة في بناء الإنسان السوري ومحاربة الغزو الثقافي، والفكري الذي يتعرض له المواطن السوري، وكسر الحواجز الذي أراد الآخرون بناءها بين مكونات المجتمع السوري.. وأضاف: المهرجان عبارة عن تظاهرة ثقافية فكرية منوعة، نسعى من خلاله لنشر الوعي والجمال والفرح في الحضور، وتعزيز العمل المشترك وتنمية المواهب الشابة، والعمل على إعادة تفعيل الحركة الثقافية بما يليق بالإنسان والمجتمع السوري.