لإصابتها بالأمراض.. ٦٥٠ هكتاراً مزروعة بالكمون قد لا يحصد مزارعوها منها شيئاً.. “تشرين” كانت أول من تساءل: لماذا وزعت بذار الكمون وليس القمح؟
حماة – محمد فرحة:
تحت عنوان ” هل وراء الأكمة ما وراءها؟ منظمات تمنح بذاراً وخمسة ملايين ليرة لزراعة الكمون” ، وذلك بتاريخ الثلاثين من تشرين الثاني العام الفائت، تساءلت “تشرين” يومها: لماذا تشجيع زراعة الكمون بهذا السخاء وليس القمح؟. وقد شككنا حينها بهذا السخاء والذي كان جواب رئيس إحدى المنظمات بحماة بأنه لتحسين واقع المعيشة الأسروي، وإذ بهؤلاء، المزارعين اليوم يقولون: ياليتنا زرعنا قمحاً، بل شكك البعض بصحة وجودة سلامة البذار، حيث أصيبت ٦٥٠ هكتاراً بمرض فطري واللفحة النارية إصابات بالغة وشديدة في بعض المواقع ومتوسطة في بعضها الآخر.
وفي بقية التفاصيل، أوضح مدير زراعة حماة المهندس أشرف باكير لـ” تشرين”، أن محصول الكمون المذكور تعرض للإصابة بأمراض فطرية / الفيوزاريم والسبثيوم واللفحة النارية/، التي تصيب المحصول في الظروف الجوية الرطبة، حيث قدرت المساحة المصابة بـ٦٥٠ هكتاراً من أصل ٦٢٠٠ هكتار، منها إصابة شديدة ومنها متوسطة، وقد لا يُحصد منها شيء.
وأضاف باكير: إن المأثور الشعبي الذي يقول “عالوعد ياكمون” قد تجلّى بشكل واضح اليوم، منوهاً بأن عمر المحصول قصير جداً وغلبت عليه حالات الذبول والموت التي حدثت مؤخراً، كما شوهدت جراء الكشف.
مبيناً أن المحصول زرع في ترب غير ملائمة، إضافة إلى استخدام بذار من دون عمليات تعقيم، لتأتي الظروف الجوية ولتتمها بالإصابة بالفطريات، متوافقة مع الأساليب غير الجيدة لخدمة المحصول، كل ذلك أدى بالنتيجة إلى أذى كبير في العديد من المساحات المزروعة.
قد يكون سبب توجه المزارعين نحو زراعة الكمون هو جودة الأسعار والمردود الاقتصادي، حيث سعر الكيلو اليوم بـ١٢٠ ألف ليرة في أسوأ الأحوال، حسب مدير زراعة حماة، وبلغة الأرقام إذا كان إنتاج الدونم من ٥٠ إلى ٦٠ كيلو غراماً يصل مردوده إلى عشرات الملايين أضعاف مردود دونم القمح.
ألم نذكر مراراً أن تحسين الواقع السعري يشكل أهم حافز تشجيعي للمزارعين؟.
بالمختصر المفيد: لقد لحق الضرر بآلاف المزارعين جراء هذه الحال المتمثلة بإصابة الكمون بالفطريات، وهناك من يشكك بسوية البذار، وكثيراً ما كان واحد بالمئة من الشك هو الحقيقة كاملة. لكن نترك للمعنيين التحليل والتوضيح، فالخسارة مركبة، والمزارعون لم يزرعوا قمحاً بل زرعوا كموناً، فلا أفلحوا من جراء عدم زراعة الأول، ولا أفلحوا بزراعة الثاني الكمون و”عالوعد ياكمون”.
بقي أن نشير إلى أن إجمالي المساحة المزروعة بالكمون في مجال زراعة حماة هي ٦٢٠٠ هكتار، وقدر الإنتاج بـ ٣٦٠٠ طن.