لاتزال تبحثُ عن روايتها المشتهاة.. الأديبة وليدة عتو: الرواية ترتكز على السرد والدخول في تفاصيل دقيقة وكثيرة
حوار: هويدا محمد مصطفى:
برعت الروائية وليدة عتو في إظهار لغتها السردية عبر حكائية الرواية التي نسجتها من الواقع وأضفت عليها أسلوبها الإبداعي والتخييل المبني على تقنية المعنى وبلاغة الصور.. فقد استطاعت أن تجسد حالات اجتماعية وإنسانية ووطنية لتقدم نفسها من خلال أعمالها وليكون صوتها الأنثوي له بصمته في عالم الرواية.. وقد صدر لها ثلاثة عشر عملاً أدبياً وهذا ما سنعرفه من خلال الحوار التالي:
مازلت أبحث عن روايتي المشتهاة وعن وجودي المسكون بالكثير من الأسئلة
الرواية المشتهاة
* الروائية وليدة عتو كيف تقدمين نفسك للقارىء؟
وليدة عتو كاتبة روائية منذ عام ١٩٨٢ نحتت بالصخر كي أبني اسماً، حلمت به أن يكون بين كتّاب هذا العالم الذي كان حلم الطفولة، حتى الآن لدي ثلاث عشرة رواية ومازلت أبحث عن روايتي المشتهاة وعن وجودي المسكون بالكثير من الأسئلة والبحث عن مكامن الوجود واللغة التي تضمد جروحي بكل حرف يكتبني، بصمت أتأمل جوع الإبداع بداخلي.
* ماذا تحدثينا عن تجربتك الروائية؟
لم تعد تجربة بل مشوارَ السنين الطويلة في هذا المجتمع وبين السطور التي نسجتها حروفي التي نقلت أحداثها من الواقع إلى روايات وقصص قصيرة كانت مشبعة بالواقعية التي يحسها كل قارىء تعالج مشاكله.. فالكاتب بأسلوبه ولغته وإضافات التخييل والتمكين بالبنية السردية والتشويق للعمل الروائي هو أساس نجاح العمل والرواية العربية التي مازلت محافظة على وجودها رغم كل المتغيرات في المجتمع لنسج ملايين الروايات من خلال قضايا اجتماعية تغني الكاتب بطريقة طرحها..
الرواية العربية مازالت محافظة على وجودها برغم كل المتغيرات في المجتمع
ثلاثة عشر عملاً
* ثلاثة عشر عملا ًبين قصة ورواية كيف تختارين العناوين وهل تعتبرين العنوان له علاقة بشهرة الكاتب؟
اختيار العناوين حسب موضوع العمل وما يتضمنه، أما علاقته بشهرة الكاتب فعادة القارئ يبحث عن الكاتب وعنوان العمل حسب شهرة العمل الإبداعي فهما مرتبطان ببعضهما.
*.هل تأثرت الرواية الورقية بوجود الإنترنت وهل هناك قارىء حقيقي يبحث عن العمل الروائي وما هي الدوافع للبحث عن رواية معينة بين كثرة الكتاب هذه الأيام؟
الرواية هي أكثر ضرراً بوجود النت وقد تأثرت كثيراً بل يكاد يفقد اسمها من ذاكرة الناس ولم يعد لها وجود.. لأن أيضاً الدراما غطت على قراءة الرواية والبحث عنها وأيضاً كل الكتابات الورقية تأثرت وبات تراجع كبير من القارىء عن تناولها بسبب النت الذي يشغل المجتمع بأكمله ٢٤ ساعة عن المطالعة والبحث عن المادة الجيدة والمفيدة ولم يعد هناك قارىء حقيقي يتلهف لقراءة الرواية ورقياً بعد دخول النت إلى عالمنا.. أما دوافع البحث عن رواية معينة فيكون لهذه الرواية أهمية ويكون بحاجة علمية لها مثل طلاب الأدب العربي يطلب منهم تلخيص لرواية معينة.
لم يعد هناك قارىء حقيقي يتلهف لقراءة الرواية ورقياً بعد دخول النت إلى عالمنا
أما عن كثرة الكتاب في هذه الأيام.. فهؤلاء كتاب نت يروون كم سطر وليسوا كتاباً ولا يوجد كتّاب كثر أو أسماء لامعة براقة لأن الكتّاب القدامى الذين أمضوا سنيناً طويلة بالكتابة لم يعد لهم مكان في ظل هذه الحروب.. ولم يعد لهم رغبة في المطالعة فالجميع انشغل بالحصول على ثمن لقمة عيشه التي باتت شغلهم الشاغل وهمومهم اليومية لكل المجتمع
رواية الحرب
* وليدة عتو عشت ظروف الحرب والاغتراب والظلم ماذا كتبت في ذلك؟
هول أحداث الحرب الظالمة على سورية وما تبعها من تغيرات في المجتمع وما نتج عنها من تغيرات في العالم العربي والغربي من سياسات ومخططات مجرمة بحق سورية والشعوب العربية فتحت أبواباً على مساحات واسعة للكتّاب للكتابة والتنوع وتأريخ أحداث ( ١٤ ) عام من تغيرات العالم كله إلى أحداث غريبة عنا ودخيلة على مجتمعنا لم تمر على بشر في التاريخ وقد شرعت بكتابة رواية منذ عدة أعوام وتجاوزت أكثر من نصفها عن هذه الحرب ثم انشغلت في كتابة المقالات اليومية ومقارعة الأعداء والإرهاب وحين استقرت الأمور في سورية وحاولت العودة لإكمالها فشلني الإحباط وخيبة الأمل فلم أستطع الكتابة بأي نوع أدبي أو غيره مع صعوبة الحياة ومرارتها وهذا أثّر في إنتاجي الأدبي.
لقد شرعت بكتابة رواية منذ عدة أعوام وتجاوزت أكثر من نصفها عن الحرب
* ما رأيك بالمشاركات في المعارض هل مجرد تسويق أم شهرة ؟
.هي شهرة أكثر منها من خلال مشاركتي بعدة معارض لم أجد التسويق الذي نريده، لا يوجد طلب على الرواية في ظل هذه الظروف..
* ما هي مقومات العمل الروائي وهل هناك نقد موضوعي للرواية؟
الرواية ترتكز على السرد والدخول في تفاصيل دقيقة وكثيرة وربط الأحداث ببعضها البعض ويكون فيها فنية وتقنية وعنصر التشويق ،أما النقد فالنقاد الموضوعيون قلة جداً، ولم تطرح روايات بالسوق للنقد فهي تكاد تختفي في المكاتب ولم يعد أحد يفكر أو يتذكر الرواية..
* لديك رواية بعنوان (امرأة لا تعرف الخوف) وهي باكورة أعمالك هل كتاباتك تتأثر بواقع المرأة لكونك امرأة؟
في بداية حياتي الأدبية كان كل اهتمامي بقضايا المرأة ومعاناتها خلال حقبة السبعينيات إلى التسعينيات، كانت المرأة فيها سجينة ومظلومة مستعبدة ومقموعة من الرجل والمجتمع ككل وأنا جزء من النساء أعيش المعاناة نفسها ثم في تلك الحقبة لم يكن هناك مشاكل سياسية أو حروب أو معاناة اجتماعية تتعلق بالمعيشة أو حياة معقدة كالتي نعيشها الآن كانت الحياة بسيطة سلسة.. مجتمع يعيش بسلام فكانت قضية المرأة هي في الواجهة لكن الآن وتحت ظل هذه المتغيرات التي أفرزتها الحروب والعولمة وتعقيد الحياة وصعوبتها باتت هناك قضايا أهم من قضية المرأة، قضية العروبة والصراع الوجودي للأمة أهم من قضية المرأة التي هي أيضاً نالت حريتها وباتت عنصراً فعالاً في المجتمع وخفّت معاناتها كثيراً وباتت قوية صلبة لم يعتد عليها فتجاوزت الخوف وباب الحرملك، لذا الآن همومي هي قضية الأمة العربية والقضية السورية ونتائج الحروب التي اقتصرت كتاباتي عليها طوال الحرب على سورية.