متى تظهر حقيقة ما حصل في ليلة مباراتنا مع ميانمار.. قضية المحترف داهود أثبتت أننا هواة في التعامل مع المسائل الحساسة!!
تشرين- أيمن فلحوط:
بعيداً عن مصالحة منتخبنا الوطني للرجال بكرة القدم لجماهيره بالفوز على نظيره ميانمار بسباعية نظيفة (7-0) في المباراة التي جرت بينهما في السعودية ضمن الجولة الرابعة من التصفيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027 وتهنئة كوبر مدرب منتخبنا للجماهير السورية التي ساندت اللاعبين، ووقفت معهم كما جرت العادة، وتأكيده عودة الروح المختلفة عن المباراة الأولى، وأن المنتخب السوري مازال في طور التطور لجهة استقدام لاعبين جدد، وبناء فريق قوي يستطيع تحقيق تطلعات وآمال الجماهير السورية، فإن ما حدث ليلة المباراة لجهة مغادرة محترف نادي شتوتغارت محمود داهود، الذي لبّى الدعوة للمشاركة في صفوف المنتخب، ووصل إلى السعودية قبل بعثة المنتخب، لاتزال تبعات المغادرة، والبيان الصحفي الصادر عن اتحاد اللعبة، ورد اللاعب على البيان تثير الكثير من التساؤلات، حول ما جرى بين اللاعب والكادر الفني والإداري للمنتخب من جهة، والرد المستهجن المصاغ من قبل اتحاد اللعبة من جهة أخرى، والذي جاء فيه:
بيان اتحاد الكرة: سيتم وضع الشارع الرياضي بكلّ التفاصيل في وقت لاحق
استحالة تلبية طلباته
“غادر محمود داهود مقر بعثة منتخبنا الوطني الأول في مدينة الخبر السعودية صباح الثلاثاء بسبب استحالة تلبية طلباته، التي نقلها لنا وكيل أعماله، والتي ستؤثر في المنتخب الوطني الأول، وإدارة المنتخب تؤكد أن مصلحة منتخب سورية تأتي في المقام الأول، وأنه سيتم وضع الشارع الرياضي بكل التفاصيل في وقت لاحق.
الشائعات
ورد داهود على بيان الاتحاد عبر حسابه الشخصي في “إنستغرام” قائلاً “بالنسبة إلى الشائعات في مواقع التواصل الاجتماعي أود أن أوضح مشاعري وموقفي، كلاعب كرة قدم محترف أؤمن بأن كل لاعب له الحق في أن يمثل بلاده بشرف، ما وعدوني بحدوثه لم يحصل”.
وأضاف: وكي يستطيع اللاعب تمثيل بلاده بشرف عليه أن يكون في وضع مريح خاصة في الملعب، هناك معايير معروفة لكرة القدم الاحترافية ويجب أن يتبعها الجميع، لكن عندما تشعر بأنك لن تفي بوعودك، وأن هذه المعايير لن تتبع حينها يجب عليك التنحي.
واختتم داهود: إذا لم تكن حلاً، لا تكن جزءاً من المشكلة، ولأني أحترم بلدي وعلمي وموطني، لم أعلّق على بيان الاتحاد السوري والاتهامات التي طالتني في يوم المباراة، وأتمنى التوفيق للمنتخب في القادم.
مطالب وكيل أعماله
وكانت مصادر أشارت إلى أن الخلافات بين خال اللاعب زين شمدين مدير أعماله وإدارة المنتخب ومطالبته بشارة الكابتن في أول مباراة له مع المنتخب، واطلاعه على التشكيل وطريقة اللعب، واعتراضه على كل شيء في المعسكر، والشكوى من الفندق الذي يقيم فيه، والغرفة المتواجد بها لا تناسبه، وأجواء المنتخب، وجودة اللاعبين.
بصمتهما المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام واتحاد كرة القدم شرّعا لوسائل التواصل الاجتماعي المختلقة الحديث، وتناقل الأخبار المتعددة حول قضية المحترف محمود داهود، ولم يكلف أيّ منهما ببيان يوضح فيه تفاصيل ما حدث ليلة مباراة الإياب مع ميانمار، مكتفياً اتحاد الكرة ببيانه بعبارة” سيتم وضع الشارع الرياضي بكافة التفاصيل في وقت لاحق”.
فهل ما سيق من روايات حول حقيقة ما جرى يمكن أن يقبلها المنطق والعقل؟
أين العقلية المحترفة ؟
من المؤكد أن الجهة التي تواصلت مع داهود لتمثيل المنتخب الوطني، يفترض إن كانت تعمل بعقلية محترفة في التعامل مع لاعب محترف، قد وضعته في أدق التفاصيل بما يتعلق بالمنتخب، من مكان الإقامة والتدريب ونوعية الطعام، وأوقات التدريب، ودوره في المنتخب، وطبيعة مشاركته، وإن كان سيحمل شارة الكابتن أم لا.
وتالياً لا نعتقد أنّ لاعباً محترفاً يمكنه أن يفرض على منتخب بلاده قضايا لم يتم الاتفاق عليها سابقاً- هكذا يفترض-، وإلّا لن يكون بمحترف، فمتى تظهر الحقيقة كاملة؟ ويضع اتحاد اللعبة النقاط على الحروف، ويفند كل ما حصل بالتفصيل لتأكيد مصداقية الرواية التي ساقها في خبره الصحفي.
لقد أثبتت قضية المحترف داهود أننا لا نملك عقلية الإدارة المحترفة في التعامل مع اللاعبين، ففي ليلة المباراة تعددت الروايات، مرة عن خلافات، ومرة أخرى حصلت المصالحة، ولا نعرف إن كانت بتبويس الشوارب، ثم طفح الكيل بعدها لجهة عدم قبول أي طرف للآخر، فكان الرحيل بمغادرة معسكر المنتخب في ليلة المباراة، وما لذلك من تأثيرات سلبية على أجواء المنتخب قبل مباراة الإياب.
ويبرز هنا السؤال أين كان العقلاء في المعالجة، وأصحاب الحكمة لتدارك ما حصل، وماذا فعل اتحاد اللعبة لرأب الصدع، وكذلك المرافقون الكثر للمنتخب؟ ولماذا وصلت الحال إلى هذه الصورة؟
وعود واشتراطات
إما قدمنا الوعود إلى داهود ولم نلتزم بها، أو أنه قدم شروطاً جديدة لم يسبق أن تطرق لها من قبل، وفي كل الحالات الملام واحد؛ إدارة المنتخب، لكونها لم تستطع التعامل مع الحالة، بدءاً من سماحها بتسريب خبر مغادرة اللاعب، ومروراً بتبعات ذلك النفسية على اللاعبين وأجواء المنتخب.
نأمل أن نكون قد تعلّمنا الدرس، وألّا يتكرر ذلك في قادمات الأيام، والباب يفترض أن يكون مفتوحاً الآن، والوقت المتاح لعودة السوما نظراً للحاجة التي أثبتت أهمية تواجده في الفترة المقبلة الأشد صعوبة، بانتظار ما يقرره الاتحاد الدولي لكرة القدم بشأن مباراة اليابان وكوريا الديمقراطية، واحتمالات خسارة كوريا الديمقراطية للمباراة بثلاثية نظيفة، أو تحديد موعد جديد للمباراة، أو شطب نتائج كوريا الديمقراطية.