في اليوم العالمي للمسرح… “حكي جرايد” على خشبة الحمراء

دمشق- لمى بدران:

هل الإعلام مرآة صادقة للواقع؟ وهل يسلّط الضوء على همومنا ومشاكلنا بطريقة صحيحة؟

انطلاقاً من كلِّ هذه التساؤلات يُحيي مسرح الحمراء عرضاً بعنوان “حكي جرايد” من إخراج وتأليف زين طيار، وتزامن العرض مع اليوم العالمي للمسرح الذي يصادف السابع والعشرين من آذار في كل عام.

يعدّ زين طيار الجريدة هي حياة بكل معنى الكلمة، ورغِبَ أن يعكس هذه الحياة على خشبة المسرح ويقول في حديثه لـ”تشرين” بعد العرض: ألّفت نصّاً له علاقة بمبدأ “الكولّاج” الذي هو فن التلزيق، بمعنى إني قصقصت من الحياة قضايا وقصص متنوعة وجمعتها في عرض واحد، وفي النّهاية رسالتنا من العرض تتجسد بمشهد الشرنقة التي تولد من جديد، أي أنه دائماً يوجد هناك أمل وولادة جديدة.

دخل الممثلون الذين يرتدون جميعاً زيّهم الأحمر من وراء الجمهور إلى الخشبة بأسلوب احتفالي لا يخلو من الزغاريد والأوِّيهات، ليتناول العرض العديد من القضايا، وبدأ بما يخص الأمثال الشعبية والحب والحياة، ثم انتقل إلى الحالة الاقتصادية ليذكر فيها الكثير عن المعاناة المعيشية الراهنة، وتطرّق إلى القضية الفلسطينيّة وإلى الموضوع الأكثر أهمية وهو هجرة الشباب.

لم تكن الأدوات بسيطة بل وظّف المخرج زين العديد منها أثناء العرض، فاستخدم مثلاً المناديل والشمع والفقاعات والسطول والسلالم الخشبية وآلة موسيقية وصفّارة أيضاً، وأوضح التبييء من خلال ذكر أسماء للمناطق في دمشق وربطها بأخبار محددة مثل أبو رمانة وقاسيون وغير ذلك…، وأيضاً أَدخلَ الشعر والكاريكاتير والغناء بين مشاهده ليضفي الحيوية على الخشبة.

بكل تأكيد إنّ يوم المسرح العالمي هو يوم عظيم لفنٍّ عظيم، وختاماً أقتبس لكم من رسالة اليوم العالمي للمسرح ٢٠٢٤ التي كتبها الأديب النرويجي جون فوس، وترجمت إلى أكثر من خمسين لغة، تلاها المخرج مأمون الخطيب على الخشبة قبل العرض: ” الفن هو السلام.. كل شخص هو متفرّد، وفي الوقت نفسه يشبه أي شخص آخر. إن تفرّد الشخصية والمظهر الخارجي يمكن أن يشاهدا بشكل واضح، هذا صحيح، لكن يوجد أيضاً شيء ما داخل كل شخص يميّزه لوحده، فقط لهذا الشخص، يمكن أن نسميها نفساً أو روحاً أو نحن لا نحتاج لوصفها بالكلمات، ولكن رغم اختلافنا جميعاً عن بعضنا البعض، فإننا متشابهون أيضاً. الناس من كل أنحاء العالم متشابهون بشكل أساسي مهما كانت اللغة التي يتحدثون بها أو لون بشرتهم أو شعرهم. قد يكون هذا بمثابة مفارقة، أننا متشابهون تماماً ومختلفون تماماً في الوقت نفسه”.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار