يبدأ من سبر عوامل الخطورة.. عضو اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان لـ«تشرين»: التحكم بالسرطان لا يعني علاج المريض فقط

دمشق – دينا عبد:

مرض السرطان من أكثر الأمراض شيوعاً بين الناس ومن أطول مراحل العلاج وغالباً ما تكون تكلفته باهظة إذا عولج المريض خارج مشافي الدولة؛ وتالياً يجب العمل على كشفه مبكراً للوصول إلى العلاج في مرحلة مبكرة.

سبر عوامل الخطورة
رئيسة دائرة التحكم بالسرطان في وزارة الصحة عضو اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان، الدكتورة لينة أسعد اكدت أن الغاية من المؤتمر الذي عقد مؤخراً في اليوم العالمي للسرطان جمعُ كل المعنيين وليس الأطباء وحدهم.
وأشارت د. أسعد خلال حديثها لتشرين إلى أن التحكم بالسرطان يبدأ من سبر عوامل الخطورة وقد يكون جزءاً من تطبيق ذلك في المدارس ومن هنا كان حضور وزاره التربية، للكشف المبكر والتشخيص والمعالجة والعلاج التلطيفي كل ذلك تحت مسمى (التحكم بالسرطان) فالتحكم بالسرطان لا يعني فقط علاج مريض السرطان.
والغاية الثانية كذلك من انعقاد هكذا مؤتمر محاوله جادة لجميع المعنيين لإنقاص معدلات الحدوث؛ لذلك لم تكن الفعالية عملية تلقين للمحاضرات العلمية فقط؛ إنما قمنا بجمع كل المعنيين بالتحكم بالسرطان ليقدموا ما لديهم لخدمة علاج السرطان.

تمثيل وزاري
وبينت د. أسعد أنه تم تقسيم حضور الفعالية إلى منظمات حكومية كوزارات الصحة الإعلام والتربية والشؤون الاجتماعية والعمل والتعليم العالي وهيئة الطاقة الذرية وهيئة البحث العلمي وكذلك حضور للمؤسسات غير الحكومية، المنظمات الدولية وحضور ممثلين من كافة القطاعات، وكان لكل وزارة مندوب عنها ألقى الضوء على ما تتصدى له وزارته أو من يمثل في مجال التحكم بالسرطان.

خطة لإنشاء مركز
ومن بين المدعوين بحسب ما ذكرت د.أسعد مديرو الصحة في المناطق الشرقية على اعتبار أن حركة مرضى السرطان لدى هذه المناطق صعبة جداً وبعيدة عن المشافي ونوقشت خطة لإنشاء مركز للمعالجة الورمية ووضعت خطة ستناقش قريباً لنتمكن من خدمة هذه الشريحة من وطننا الغالي.

إحصائية
وفي إحصائية عن عدد المصابين بمرض السرطان ذكرت د. أسعد أن من أولويات عمل دائرة التحكم بالسرطان عمل السجل الوطني الذي كان يعتمد سابقاً على المشافي؛ أما اليوم فيعتمد السجل على القاعدة السكانية والدائرة في طور تطبيق برنامج إلكتروني لهذه الغاية وضع من قبل فريق متخصص من إدارة الخدمات الطبية العسكرية وهو الآن في مرحلة تجريبية تمهيداً لتطبيقه على مستوى مراكز الأورام وكل المراكز التي تقدم الخدمة سواء كانت تشخيصية أو علاجية وفي القطاعين العام والخاص على كامل الجغرافيا السورية.

الأكثر شيوعاً سرطان الرئة عند الرجال وسرطان الثدي عند النساء

مضيفة: استخرجنا اليوم إحصائية عام ٢٠٢١ حيث بلغ عدد مرضى السرطان حوالي 15 ألف إصابة جديدة؛ عند الذكور سرطان الرئة هو الأكثر شيوعاً وعند النساء سرطان الثدي هو الأكثر شيوعاً؛ ولكن بدأ اليوم الاهتمام بالحدوث المتقدم لسرطان الكولون والمستقيم الذي نسعى جاهدين لبذل الجهود من أجل العمل على الكشف المبكر له ولكن للأسف هذا النوع من السرطانات يحتاج إلى أجهزة دقيقة وميزانية ضخمة.
لذلك في الوقت الحالي نخطط لتحديد الفئات الأكثر خطورة ممن لديهم قصة عائلية لإصابات الكولون وسنجري سبراً لبعض العائلات.
وعن الفعاليات التي تقام للتوعية بالسرطانات قالت د. أسعد: كل شهر موجه للتوعية بنوع من الأنواع سرطان عنق الرحم،سرطان الثدي،سرطان الرئة ،سرطان الكولون والمستقيم.

توصيات
ونوهت الدكتورة أسعد أنه في ختام المؤتمر صدرت توصيات عن المؤتمر تعنى بعمل كل وزارة؛ فكانت التوصيات الموجهة لوزارة الإعلام تتمثل بأن يكون برامج التحكم بالسرطان من ضمن استراتيجية وزارة الإعلام وكذلك تنظيم برامج مستمرة توعوية وعلمية يتم اختيار مواضيعها وضيوفها بالتعاون مع وزارة الصحة واللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان تهدف إلى التوعية والتثقيف الصحي الصحيح للمواطن حول السرطان بشكل عام والأكثر شيوعاً بشكل خاص.
أما فيما يخص توصيات وزارة الصحة فبينت د. أسعد أنها تتمثل في عدم السماح لمراكز الأورام خارج المشافي الحكومية بالعمل في تشخيص وعلاج السرطان دون ترخيص؛ إضافة لوضع أسس دقيقة لتقدير الاحتياج الدوائي للسرطان. وفي خطوة مسبوقة تقوم دائرة التحكم بالسرطان في وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لوضع أسس علمية وعملية لتنظيم عمل المؤسسات غير الحكوميه التي من ضمن إشهارها، وأهدافها العمل في مجال التشخيص، العلاج أو الدعم لمرضى السرطان وستصدر قريباً من وزارة الصحة التعليمات التنظيمية لهذا العمل ليصب في خدمة خطة الدولة في مجال التحكم بالسرطان بشكل عام ومعالجة مرضى السرطان ودعم أسرهم في رحلة العلاج والشفاء وإعادة تأهيلهم للعودة الطبيعية إلى حياتهم المجتمعية والأسرية بعد الشفاء.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار