خسارة الخنفساء جرس إنذار مبكر لاضطرابات بيئية يسببها الإنسان في الطبيعة
حمص- ميمونة العلي:
أوضح مدير زراعة حمص المهندس عبد الهادي درويش أن الخنافس المنتشرة في محافظة حمص ريفاً ومدينة معروفة باسم خنفساء (Amara .sp)، وهي إحدى الحشرات الهامة التابعة لفصيلة الكاربيدي من رتبة غمديات الأجنحة ودورة حياتها حوالي ١٥ يوماً كحد أقصى حسب الظروف الجوية. مضيفاً: إن هذه الفصيلة معروفة بأنها مفترسات متعددة العوائل وهي من الأعداء الطبيعية المهمة للآفات الحشرية. تتغذى على عدد كبير من الفرائس كبيوض الحشرات واليرقات والعذارى من الفصائل المختلفة التي تسبب ضرراً للمحاصيل والأشجار والغابات، بالإضافة إلى تغذيتها على بذور الأعشاب وانجذابها للنباتات المزهرة. ونوّه بإمكانية دمج هذه الحشرات ببرامج المكافحة الحيوية مع مراعاة تغذيها في بعض فترات حياتها على النباتات العشبية، فهي من الكائنات الهامة التي تحافظ على التنوع البيولوجي للنظم البيئية الزراعية والحراجية وكذلك كمؤشر على استقرار هذه النظم الطبيعية.
وأشار درويش إلى تأثر هذه الحشرة بالتغيرات المناخية والبيئية التي تحصل في أماكن انتشارها كقطع الأشجار والحرائق في الغابات والمراعي، بالإضافة للرعي الجائر في البوادي، وكذلك تلوث التربة بالملوثات والمبيدات الكيميائية. وهنا لابدّ من الإشارة إلى أن فقدان أو قلة وخسارة هذا النوع من الحشرات يعد كجرس إنذار مبكر لحدوث الاضطرابات البيئة التي يسببها الإنسان في الطبيعة. ومن المحتمل أن هجرتها ودخولها للمدن الكبرى بهذا الشكل هو رد فعل على تهديد حقيقي يواجه وجودها في موطنها الأصلي.
مضيفاً: إنّ الحرائق الكبيرة التي اجتاحت جبالنا في الموسم الماضي كان لها بالغ الأثر في اضطراب موطنها الأصلي، إذ تعد الغابات من أهم البيئات الطبيعية التي تضم هذه الأنواع الحشرية الهامة.
وتنصح وزارة الزراعة – حسب درويش – بعدم القضاء عليها في المناطق الزراعية لأنها مفيدة تتغذى على بعض الآفات الزراعية و الحراجية، وإطفاء النور على الشرفات ومداخل المنازل والشوارع العامة في المناطق السكنية وإحكام إقفال الأبواب والمنافذ جيداً، لأن هذه الحشرة تنجذب كثيراً للضوء.