في الرحلة الشّامية 8 ضيوفاً على المستشارة د. بثينة شعبان

تشرين- ادريس هاني:

بحفاوة معهودة على سعادتها، استقبلتنا مستشارة رئاسة الجمهورية، د. بثينة شعبان بمكتبها بالقصر الجمهوري، المثقّفة والإطار الحكومي، وهي التي مارست التعليم كأستاذة الشعر والآداب بجامعة دمشق، وقد اختيرت في عهد الراحل حافظ الأسد كمترجمة قديرة، حيث حضرت وترجمت كبرى الحوارات التفاوضية المهمة التي جمعت بين الرئيس حافظ الأسد والمسؤولين الأمريكيين.

وقد شهد لقاؤنا هذا مع السيدة الراقية قضايا مهمّة تخصّ السياسة والفكر والاجتماع والتاريخ، النقاش عميق وحيوي، وستستقبلنا مرة أخرى في مؤسسة مهمّة تشرف عليها: وثيقة وطن. فالأمر هنا يتعلّق باستيعاب حقيقي للحرب الحضارية على سورية، والكفاح المعرفي يقضي بحماية الوثيقة لأنّها وحدها تعزّز الشرعية والمشروعية لبلد خاض الحرب بوعي عميق وسياسة شمولية لم تترك قطاعاً من دون أن تخوض فيه حرب الوجود، فوثيقة وطن تهدف أيضاً إلى توثيق الحرب وحماية الحِرَف التقليدية والتراثية، وسوف تتحدث أيضاً عن أنّ الحرب التي يفرضها الغرب على المجتمعات وقيمها، وهي لا تمثل ثقافة الشعوب الغربية، بل تستهدف كل المجتمعات العربية، وقد فشل الغرب في تحقيق أهدافه في سورية نتيجة التضحيات التي قدمها الشعب السوري.

في النقاش الذي خاضه الوفد حول أهمية الهوية والانتماء، حاولت أيضاً التلميح لما تملكه سورية من ميراث حضاري في مراحل تاريخية مختلفة، طبقات من المعالم الحضارية في أجيال مختلفة، يتعين حمايته من المؤامرات التي تعتمد الحرب الحضارية، وذلك بتأكيد أن سورية مؤهّلة في المرحلة القادمة لتكون مركزاً للسياحة الثقافية في الشرق الأوسط والعالم.

خلال 13 عاماً من الحرب على سورية وفي محطات تضامنية ونضالية، كانت شعبان حاضرة بأفكارها ونقاشها وحِجاجها ضدّ الوعي الزّائف، وضد العناوين الزائفة التي استعملت لتبرير الهجمة البربرية على سورية الآمنة، تناولنا تلك الهموم وتلك المحطّات بشيء من الأسى وأيضاً بكثير من الأمل والحسّ التّفاؤلي، فسورية كما في حديث السيد الرئيس بشّار الأسد أمام خيار صعب: إمّا تنتصر وإما تنتصر، وأمام هذا المجاز الذي يعكس طبيعة الصمود، ليس من حقّ سورية أن تسقط، إنّ هذا الإحساس الدافق، هو ما كان يمنحنا يقيناً بانتصار سورية، حدس سياسي وجغرافي وحضاري يصعب تقاسمه مع من ذهب خِفافاً على طريق التحليل العجول الذي حجب كل حقائق التاريخ والجغرافيا ومظاهر القوة التي استخفّ بها الغزاة، تلك القوة التي لم تنتصر فحسب، بل شكّلت دافعاً موضوعياً لتحوّل في النظام العالمي، من هناك بدأ.

دامت اللُّقيا الهادفة، بدماثة ورُقيّ ومسؤولية، سواء في مكتبها بالقصر الجمهوري أو بمكتبها بمقر وثيقة وطن، كما شرّفت بحضورها وقائع حفل الأوبرا الذي تألقت فيه الفنانة دومينيكا زمارا.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار