كاتب مسلسل الوشم: سعيت وراء دراما شامية تحمل التشويق وتتجنب التكرار
تشرين- سامر الشغري:
حمل لنا موسم الدراما الرمضاني لهذا العام اسم كاتب جديد في مجال أعمال البيئة الشامية، والتي تستهوي شريحة واسعة من الجمهور العربي، كان هذا الكاتب هو قاسم الويس مع عمله الجديد “الوشم”.
الكاتب الويس الذي تعرف إليه جمهور الدراما عبر سلسلة من لوحات الكوميديا ولوحات البيئة الشامية، اختار في كتابته لمسلسل الوشم الذي يخرجه عمار تميم خطاً درامياً يسعى للابتعاد عن النمطية، ليعرض لأحداث تدور في 30 حلقة، ضمن حارة شعبية تقع في زمن افتراضي مضى، مرتكزاً في حبكة العمل على خمس عائلات ولكل واحدة منها حكاية، ولكنها تترابط فيما بينها، في حين يبقى الوشم القصة الأبرز والمحرك للأحداث والمفتاح الذي يكشف خفايا بقية القصص.
ويقود حبكة الأحداث في الوشم تلك العلاقة المتوترة بين زعيم الحارة وابنه الأكبر، والتي تجعل الأخير يهجر مسقط رأسه ويسكن بعيداً، و تتالى الأحداث وتتعقد وتأخذ منحى تصاعدياً، وعندما يتوفى الأب يظهر شخص يحاول انتحال هوية ابن الزعيم المسافر، وينشأ صراع بينه وبين الأخ الصغير حول زعامة الحارة.
وبيّن كاتب الوشم أنه في بداياته كان يكتب اللوحات الكوميدية المنفصلة والمتصلة إضافة إلى كتابته الوحات البيئة الشامية أول ما درجت، والتي تحمل في مضامينها العبرة، وهذا ما جذبه لكتابة مسلسل بيئي شامي كامل باعتباره سلساً ولطيفاً وليس مقيداً بإطار معين.
ولا يميل الويس لموضوع التوثيق في كتابة البيئة الشامية، بل يستبدل التأريخ بحدوتة وقصة تشد المشاهد وتكون فيها عبرة، معرباً عن اعتقاده أنّ هذه الدراما تسمح للكاتب بعمل إسقاطات عليها من واقعنا لتوصيل رسائل، بالاستفادة من الجماهيرية التي تتمتع بها عربياً دراما البيئة الشامية، وتفضيل المشاهدين لها عن غيرها من الأعمال لما يرونها فيه من أجواء ساحرة تحمل عبق الماضي.
ولفت إلى أن الخروج عن الروتين في كتابة أعمال البيئة الشامية هو تغيير لا بدَّ منه وليست مغامرة، ولا بدّ من التوجه نحو كتابة الأنماط المغايرة وغير المألوفة، معتبراً أنّ عمله الجديد “الوشم” خرج عن الروتين المعتاد عليه في هذه الأعمال، وسعى لتعميق العلاقات الاجتماعية ودخل بيوت الناس وسلط الضوء على معاناتهم، كما أنه سعى لتغيير مفاهيم الشخصيات التقليدية المطروحة عادة في أعمال البيئة الشامية، كالعكيد والداية والتي دخل إلى حياتها الداخلية بعيداً عن تقديمها كمداوية لأمراض النساء وحلّالة مشاكلهن.
ولفت إلى أن المسلسل يطرح مشاكل خمس عائلات موجودة بالحارة كل عائلة لها قصتها، إضافة إلى الصراع بين الخير والشر الذي يمنح المسلسل برأيه تشويقاً للمتابعة، فضلاً عن الشخصيات النسائية التي يطغى حضورها على شخصيات الرجال بهدف تأكيد دور المرأة في المجتمع السوري حسب موقعها.
ومن مثال تلك الأدوار النسائية الفاعلة كبيرة الحارة التي تجسد دورها الفنانة القديرة فاديا خطاب، وكيف تتعامل مع زوجات أخيها ومع نساء الحارة بحل مشاكلهن، إضافة إلى زوجة الزعيم التي تجسد دورها الفنانة القديرة وفاء موصلي، حيث تعاني من فقدان ابنها بعد أن ترك الحارة بسبب ظلم أبيه له، والمرأة المتسلطة التي تحرّض زوجها على أخيه بسبب غيرتها.
ولفت إلى أن في العمل أكثر من شخصية نسائية لكل واحدة قصة مختلفة وخط درامي مختلف، إضافة إلى الأدوار التي تجسدها الفتيات الشابات.
وعن كيفية الحفاظ على مكانة أعمال البيئة الشامية وعدم الوقوع في التكرار أشار الويس إلى ضرورة البحث عما هو جديد ومختلف من قصص و أفكار لها إسقاطات على واقعنا بصورة غير مباشرة ولا فجة وتقدم العبرة للمشاهد، وكذلك الابتعاد عن أسلوب التوثيق المبالغ فيه، لأنّ هذه حكاية وليست دراما تاريخية، وجعل النضال ضد الاحتلال الفرنسي كخلفية متكررة في أغلب الأعمال، حتى نصنع حكاية شائقة تشد المشاهد بشكل واقعي.
وعن الاختلاف بين كتابة اللوحات والمسلسلات الدرامية بيّن الويس أنه عندما نكتب اللوحات فإننا نصنع قصة مصغرة مدتها حوالي ربع ساعة، أما النص الدرامي فيتطلب الجهد والعمل لتعدد شخصياته، وإعداد حبكة أوسع وخطة عمل تشمل كل ذلك، إلّا أنه استمتع بكتابة لوحات البيئة الشامية وهو مستمر فيها.
وعن جديده بيّن أنه في صدد التحضير أيضاً لعمل من البيئة الشامية بعنوان (حارة الباشا) وهو افتراضي بدوره، لافتاً إلى أنه يسعى للتنويع في كتابة الأعمال الدرامية ما بين البيئة والكوميديا ولديه عمل جاهز اجتماعي بوليسي.
ويشارك في مسلسل الوشم عدد من الفنانين، منهم: فاديا خطاب، وفاء موصللي، ريم عبد العزيز، أمانة والي، علي كريّم، جمال قبش، دانا جبر، عهد ديب، أريج خضور، سيما الدهبي، رائد مشرف، عاصم حواط، رضوان قنطار، فؤاد الوكيل، سناء سواح، هاني شاهين، عاطف حوشان..