من إعلام العدو محللون إسرائيليون: هجوم نتنياهو ضد بايدن نكران للجميل وخطأ إستراتيجي سيكلّف “إسرائيل” ثمناً باهظاً
تشرين ـ غسان محمد:
وجّه محللون إسرائيليون، انتقادات شديدة اللهجة، لرئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، في أعقاب هجومه ضد الرئيس الأميركي، جو بايدن، وإدارته، محذّرين من أن نتنياهو يلحق بهجومه هذا ضرراً إستراتيجياً بـ”إسرائيل”، على حد تعبير الرئيس السابق للدائرة السياسية ـ الأمنية في وزارة الحرب الإسرائيلية، عاموس غلعاد، الذي وصف هجوم نتنياهو ضد بايدن بأنه تحامل غير مسبوق، وإنكار للجميل وفشل إستراتيجي من الدرجة الأولى.
وأشار غلعاد، عبر صحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى أن الولايات المتحدة هي الحليف الحقيقي الوحيد لـ”إسرائيل”، وأن بايدن هو الرئيس الأكثر وداً لـ”إسرائيل”. وبالتالي، لا يوجد منطق إستراتيجي في التحامل ضد بايدن وضد زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، وكل ما يمكن قوله، هو أن دافع نتنياهو من وراء هجومه هو اعتبارات سياسة داخلية، بمستويات متدنية بدل اعتماد إستراتيجية ضرورية لأمن “إسرائيل” ومستقبلها.
وأضاف غلعاد: نتنياهو يكرر أخطاء خطيرة في سياسته، التي جعلت “إسرائيل” في حالة ضعف مقابل إيران التي باتت الآن دولة عتبة نووية، وهذا الوضع كان بسبب نتنياهو، الذي تعمد إهانة الرئيس باراك أوباما دونما سبب عندما ألقى خطاباً في الكونغرس ضد الاتفاق النووي من دون التنسيق معه. أضف إلى ذلك أن انسحاب الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي، بتشجيع من نتنياهو نفسه، جعل وضع “إسرائيل” أسوأ بكثير.
وقال غلعاد: إن الولايات المتحدة أنقذت “إسرائيل” في السابع من تشرين الأول الماضي، ومكّنت الجيش الإسرائيلي من الوقوف على قدميه، لكن نتنياهو أعلن بعد ذلك عن إستراتيجية “الانتصار المطلق”، المحكومة بالفشل، في ضوء رفض نتنياهو البحث في اليوم التالي للحرب على غزة، وخطة بايدن الإقليمية لإعادة إعمار غزة بتمويل سخي من دول الخليج، الأمر الذي من شأنه توريط “إسرائيل” في احتلال مباشر لغزة المنكوبة.
وحول الوضع في الشمال، قال غلعاد: إنه إذا أرادت “إسرائيل” إعادة عشرات آلاف المستوطنين إلى المستوطنات الشمالية، سيتعين عليها تنفيذ ذلك بإحدى طريقتين: مواجهة شاملة مع حزب الله، سيكون ثمنها الإستراتيجي مرتفعاً جداً، مع احتمال ألا تقف الولايات المتحدة إلى جانبها، أو محاولة التوصل إلى تسويات أمنية لتحسين قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.
من جانبه، حذّر الخبير في الشؤون الأميركية بجامعة “بار إيلان” والباحث في “معهد القدس للإستراتيجية والأمن”، بروفيسور إيتان غلبوع، عبر صحيفة “معاريف”، من أن انتقادات كبار المسؤولين الأميركيين لسياسة نتنياهو تُلحق ضرراً كبيراً بالعلاقات بين الولايات المتحدة و”إسرائيل” وتشكل خطراً على مسار الحرب في غزة، وأضاف: الانتقادات الحادة والعلنية التي وجهها بايدن وشومر لـ نتنياهو، تدل على أنهما فقدا ما تبقى من ثقة به، وانهما يعتقدان أن نتنياهو يلحق الضرر بـ”إسرائيل”.
وأشار غلبوع إلى أن المسؤولين الأميركيين يحتجون على معارضة نتنياهو لحل الدولتين ولرؤيتهم لكيفية إنهاء الصراع العربي– الإسرائيلي، ويشعرون بالقلق من التظاهرات الحاشدة ضد “إسرائيل” في العالم، والتصويت ضد بايدن في الانتخابات الداخلية في الحزب الديمقراطي في عدد من الولايات الأمريكية.
ورأى غلبوع، أن قادة الديمقراطيين يعتقدون أن نتنياهو يُقاد من الوزيرين المتطرفين في حكومته، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، وبسبب رغبته بالحفاظ على وجودهما في ائتلافه، لم يقدم حتى الآن أي خطة سياسية لليوم التالي في غزة، ولا يسعى بشكل كاف من أجل إطلاق سراح الأسرى، ولا يسمح بنقل ما يكفي من المساعدات الإنسانية إلى الغزيين، وهم يرون أيضاً تصاعد التظاهرات في “إسرائيل” التي تطالب بالانتخابات.
وخلص غلبوع قائلاً: إن “نتنياهو يرتكب خطأ كبيراً، في رده على الانتقادات الأمريكية، ويصعّد الأزمة مع إدارة بايدن. ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى عقوبات أميركية أخرى، مثل الامتناع عن استخدام الفيتو في مجلس الأمن لحماية “إسرائيل”، وربما إبطاء تزويدها بالسلاح. علماً أن “إسرائيل” لن تتمكن من دون الولايات المتحدة من هزيمة المقاومة في غزة، ولا حتى مواجهة إيران وحزب الله. لذلك، يجب تقليص الخلافات في الغرف المغلقة، ونتنياهو يعرف هذه المعادلة، وكان من الأفضل له بدلاً من مواجهة الولايات المتحدة، أن يواجه بن غفير وسموتريتش، ويثبت أنه يسيطر عليهما وليس العكس.