إلى متى يتم هدرها؟.. الكفاءات والخبرات العلمية سلاح فعّال في مواجهة الحصار
تشرين – منال صافي:
الاعتماد على الخبرات والكفاءات العلمية لمقاومة الحصار الاقتصادي المفروض علينا أمر في غاية الأهمية ،لأن العقول تبني وتبتكر وتبدع ،أليست الحاجة أم الاختراع؟ ،من دون شك فسورية غنية بهذه الخبرات وفي كل المجالات وصدَّرتها للعالم كله ، لكن ما نحتاجه اليوم هو الاستثمار بهذه الكنوز المدفونة لتكون في الواجهة تعمل وتبني وتسهم على أرض الواقع في مواجهة الأزمات .
وبهذا الإطار، شدد الخبير الاقتصادي عامر الياس شهدا على ضرورة فتح المجال والاستماع للخبرات والكفاءات العلمية لتقدم رأيها وتعطى الفرصة للابتكار والإبداع وتقديم الحلول والأفكار لمواجهة الحصار الاقتصادي، لافتاً إلى أنه إذا أجرينا مقارنة بين الكفاءات العلمية التي هاجرت البلاد وبين المتواجدة في الداخل نجد |أن التي هاجرت أثبتت وجودها وكفاءتها في كل المجالات وخاصة في الطب والهندسة والاقتصاد وكل ذلك لأنه تم الاستماع إليها وتمَّ منحها فرصة الابتكار والإبداع ، بينما نجد الكفاءات التي لا تزال داخل البلاد منكفئة ومحبطة ولا تعطى فرصة لتقديم فكرها ورؤيتها فيما يتعلق بالأزمات التي تواجه البلاد، بالمقابل نجد أنّ الحكومة تستمع لصوتها وتنفذ سياستها ورؤيتها فقط.
وأضاف: لايسجل للحكومة أنها خاضت أيّ حوار مع طلاب الجامعات في أحد المدرجات أو مع مجموعة من الكفاءات العلمية أو الخبرات أو مجموعة من الكفاءات في المراكز الثقافية في كافة المحافظات لمناقشتهم وطلب رؤيتهم فيما يتعلق بالأزمات التي تواجهنا وسبل حلها .
مشيراً إلى ضرورة الحوار معهم لأن الكفاءات حتى تبتكر وتقدم حلولاً يجب أن تخوض حواراً ، متسائلاً إذا لم تكن الأبواب مفتوحة أمام الكفاءات لتقدم فكرها والاستماع لها فكيف ستأخذ دورها في مواجهة الحصار ؟ إلغاء الحوار يعمّق المشكلة.
وأكد ضرورة أن تكون لدى الحكومة القدرة على وضع الخطط لتسخير الإمكانات لدى الكفاءات وحثها على ابتكار وإبداع أفكار وحلول للمشكلات، والمساهمة في التغلب على جميع المعوقات التي تواجهنا في الصناعة والزراعة والطب والاقتصاد وتقديم كل التسهيلات لها، فلا يجوز لهذه الثروات أن تأخذ دور المتفرج ، وألّا تكون هناك آذان مصغية للفكر الذي تملكه .
وأوضح أن هناك حلقات قوية لاتسمح باختراق الفكر والرؤى التي يملكها أصحاب الكفاءات لتصل لأصحاب القرار؛ لذلك يجب تغيير نمطية التفكر والتعاطي بشكل إيجابي.
ورأى الخبير شهدا أن كوبا مثال يحتذى ،إذ استطاعت أن تقاوم الحصار الاقتصادي المفروض عليها من خلال تفاعل كافة شرائح المجتمع وفسحت المجال أمام الكفاءات العلمية لتقدم وتبدع وتبتكر ولم تنحصر مهمة إيجاد الحلول وتقديم السياسات الاقتصادية بيد الحكومة بل كان هناك اندماج حكومي اجتماعي ، فالتعاطي غير الصحيح يجعل هناك حالة من عدم الرضا بين المواطن والحكومة، وخاصة لجهة القرارات المتعلقة بالحياة المعيشية .