ناشطة توصّف وضع المرأة السورية في يومها العالمي.. زكزك: بروز ملامح تشكّل مجتمع أهلي يحاول بخجل مساندة المرأة وتقديم بعض الاحتياجات
دمشق- ابتسام المغربي:
قدمت الناشطة سلوى زكزك محاضرة في النادي العائلي بمناسبة يوم المرأة العالمي، شرحت فيها وضع المرأة بسورية وما حصل من تراجع وضغوط وظلم عليها.
وركزت المحاضرة في البداية على نسب الطلاق العالية، وخاصة عند من يتم لمّ شملهن مع أزواجهن المهاجرين، ولخصت الأسباب بالوضع الاقتصادي الظالم، وتزوج المتعلمات من غير المتعلمين، والصغيرات من كبار السن، وعدم تمكّن النساء من العودة للعيش في البيئة الريفية، وأهم العوامل هو الجانب الاقتصادي.
سوق عمل جديد
وبسبب الوضع المعيشي القاسي لجأت نسوة كثر إلى سوق عمل جديد هو العمل بالخدمة المنزلية والطبخ، وهذا العمل، حسب زكزك، له محاذيره لعدم توفر إحصائيات ولا نقابة تتابع عملهن، عدا التعرض للتحرش واستغلالهن، ما عكس زيادة عدد العاملات بالدعارة، وفي نبش القمامة، وزيادة واضحة وكبيرة بعدد المتسولات من نساء وطفلات.
الأمن الغذائي
كما أنه بسبب الغلاء الفاحش لم تعد النسوة يتناولن احتياجاتهن من اللحوم والفواكه والخضار، ومع الأعباء بثقل العمل نجد معظم النساء مصابات بالسكري وترقق العظام، والحاجة الى أدوية يومية، لكن البؤس الذي يلاحقهن تتوج بارتفاع فاحش لأسعار الأدوية، فالغلوكسامين سعره 24 ألف ليرة بعد أن كان ١١٠٠ ليرة، وعلبتان للسكري من ٣٢٥ ليرة إلى ١١٥٠٠ ليرة، ما أدى ببعضهن إلى الاستغناء عن الدواء أحياناً، وتراجع أدنى الحصص الغذائية وغيابها عن الموائد.
إجماع على توصيف سوء الواقع
المحاضرة والنقاش حولها أكدا اختراق المجتمع السوري بنظام حياة وأسلوب لم يكن متعارفاً عليه، كشراء التالف من الخضار والفواكه، وشراء عظام الدجاج، واختلاف بنية المجتمع وانعكاس ذلك على المرأة، وتوج كل ذلك وسائل مواصلات تكرس القسوة بأبشع تجلياتها. لكن بالمقابل برزت ملامح تشكل مجتمع أهلي يحاول بخجل مساندة المرأة وتقديم بعض الاحتياجات الخجولة بالطبابة وتأمين الدواء وتصوير الماموغراف، واحتياجاتها من الدواء حسب الإمكانيات المتواضعة المتوفرة.
ويلاحظ غياب أي وجود للجانب العام فيما يتعلق بالدراسات الخاصة بالمرأة واقتراح الحلول، فبعد حل الاتحاد النسائي لم يحضر تنظيم يتعلق بالمرأة وتوصيف مشكلاتها، وحتى معهد الدراسات السكانية الموجود لم يتطرق إلى هذا الجانب، والمفروض أن تكون هيئة الأسرة حاضرة بقوة في مجال الدراسات ووضع الحلول، لذلك تبقى معاناة النساء هي الأقسى والأشد تأثيراً إن لم يتم علاجها بالتوقيت المناسب.