سكان المدن يحترفون الزراعة…زراعة الأسطح المنزلية تحقق اكتفاء ذاتياً في ظل ارتفاع أسعار الخضار
اللاذقية- آلاء هشام عقدة:
انتشرت في الآونة الأخيرة في محافظة اللاذقية زراعة الأسطح المنزلية وذلك في ظل ارتفاع أسعار بعض الخضار والفواكه، ما شجع الكثير من الأسر على استثمار مساحات صغيرة على شرفات وأسطح المنازل مما يحقق اكتفاء ذاتياً في بعض الأنواع المزروعة وتوفيراً في الشراء من السوق في ظل ارتفاع الأسعار.
بلال بكورة (بائع شتول) بيّن لـ”تشرين” أنه يعمل في الزراعة كهواية وهي مصلحة الآباء والأجداد الذين نشؤوا في هذه الأرض، ولديّ خبرة ٢٥ عاماً في الزراعة، لافتاً غلى أن زراعة الأسطح منتشرة بشكل واسع في محافظة اللاذقية، وهناك إقبال كبير عليها، وتتم ضمن صناديق إضافة إلى أنواع الورود المختلفة، مشيراً إلى أن الموسم الحالي هو موسم زرع الباذنجان والفليفلة والبندورة والخيار والفاصولياء، وقد توجه الكثير من الناس إلى زراعة العنب الفرنسي (ورق) بعد أن تجاوز سعر الكيلو في السوق ٣٠ ألفاً مع بداية الموسم.
وأوضح أن هناك نوعاً من الشتول منتشر بكثرة وعليه إقبال كبير وهو الباذنجان المطعم وهو عبارة عن باذنجان بلدي مطعم بباذنجان بري، ويتميز بغزارة إنتاجه وجودته، فالمزارعون مزروعاتهم بالأطنان يباع منها في سوق الهال، ومن الممكن أن ينخفض سعر الباذنجان في السوق نتيجة غزارة الإنتاج، وفي حال بقيت الأسعار مرتفعة فذلك يعود إلى ارتفاع أسعار الأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية.
وأوضح بكورة أن من أهم شروط الزراعة ضمن المنزل هي أن تتم زراعة الشتول ضمن أحواض عميقة فيها سماكة تراب لا تقل عن ٤٠ سم حتى تكبر النبتة بالشكل الملائم وتعطي ثماراً بشكل وفير، إضافة لأن تكون نوعية التربة ممتازة حيث تخلط كمية من التراب الأحمر مع الرمل وسماد عضوي مثل (مخلفات الأبقار والماعز) وفي هذه الحالة يصبح لدينا تراب ممتاز مسمد وجاهز ويعطي نباتات خضراء.
أما بالنسبة للسقاية، فقد أكد بكورة أنه يجب أن تكون منتظمة ويمنع السقاية كل يوم، حيث من المفترض أن تتم كل ثلاثة أيام مرة مع الحرص على تجديد الشتول في كل عام، لأنه وحسب علم الوراثة هناك جيل أول وجيل ثان، مؤكداً أن أسعار الشتول مناسبة، فهناك شتول قلع من المشاتل وثمن الشتلة ١٠٠ ليرة، أما إذا كانت مزروعة في كيس نايلون (جاهزة وكبيرة) فيتراوح سعرها بين ١٠٠٠ – ١٥٠٠ ليرة، وتعطي الشتلة إنتاجاً على مدار الصيف من ٣ إلى ٥ كيلو، ومن زرع ١٠٠ شتلة ونجحت سيحصد منها موسماً ممتازاً ويستمر إنتاج الشتول من أيار حتى كانون الأول.
كما لفت بكورة إلى رش بذار البقدونس أو النعناع فوق التربة ثم تغطى بطبقة من تربة خفيفة وتتم سقايتها بعناية لمدة شهرين لتصبح نبات بقدونس جاهزاً للقطف وهو موسم دائم لسنوات طويلة ولا داعي لتجديد البذار كل عام.
رامي الأحمد، يقوم بزراعة سطح منزله منذ سنتين، بيّن في حديث لـ”تشرين” أن هذه الزراعة تحتاج إلى اهتمام كبير، حيث تتم مراقبة النبتة بشكل يومي وما يتم تناوله من هذه الزراعة لا يحتوي على هرمونات وكيميائيات، خاصة زراعة الخيار فله نكهة ورائحة قوية غير موجودة بالأسواق.
وأضاف: أنصح الناس بزراعة الأسطح فهي مهمة لكنها لا تغني عن الشراء من السوق، حيث من غير الممكن زراعة كل الخضار، لكن من الممكن زراعة المواد الأساسية التي يحتاجها كل منزل من خيار، وبندورة وكوسا وفليفلة وباذنجان وبصل أخضر وفجل وبقدونس وجرجير، مبيناً أن زراعة الأسطح في الشتاء صعبة وتكلف مادياً بشكل كبير فهي تحتاج إلى بيوت بلاستيكية وتدفئة.
وبيّن الأحمد أن تكلفة الزراعة ضمن الأسطح جداً بسيطة وبالإمكان الزراعة ضمن أكياس نايلون، فهي أوفر من الحوض، والكيس سعره ١٠٠٠ ليرة والحوض ٢٥ ألف ليرة.