اشرح أيُّها الصغير؟

لا يهم بما يصفك الناس فأنت في نظري يا صغيري أحلى الناس.. لو أنهم يرون جمالك في قلبي ويرون إعاقتك بعيوني لعرفوا كم تستحق من الحب والرعاية وكم هو قلبك بريء وحنون …

ليس من السهل التعامل مع أطفال يعانون الإعاقة الجسدية أو الذهنية .. وجع الأهل يفوق مصاعب التعبير عن وحدة وعزلة هؤلاء الصغار..لا يعنينا هؤلاء الذين يرمون أبناءهم أو أقاربهم في دور الأيتام والرعاية.. وإنما نرفع القبعة وننحني أمام هؤلاء الذين يفكرون كيف يساعدون هذه الشريحة على التعبير عن نفسها وإثبات وجودها في زخم الحياة.. كانت التجربة رائعة يجتمع فيها أطفال يعانون إعاقة ذهنية مع أطفال أصحاء في معرض تشكيلي واحد.. هل يمكن تخيل العيون الجميلة والبريئة التي تجعل الأيدي تتشابك، والقلوب تتعاطف والابتسامات تزين الوجوه الصغيرة !!!

في ذلك المساء احتضن المركز الوطني للفنون البصرية معرض الورشات الفنية الثالث لنحو 60 طفلاً ويافعاً من ذوي الإعاقة والأصحاء ضمن خطوات دمجهم في المجتمع ليكون لهم حضورهم الخاص ضمن الحراك التشكيلي السوري.

وأظهر المعرض مواهب الأطفال المشاركين في رسم الذات والآخر والتركيب ومزج الألوان واستخدام الورق الملون وتوظيف الخيال لكشف مقدرات الأطفال وتشجيعهم lمن دون التقيد بقواعد المدارس التشكيلية.

كنت أراقب بعض الأطفال الأصحاء وهم يمسكون أيدي الأطفال المعاقين فوق الكراسي المتحركة..الأشكال والألوان واللوحات كانت توحي بالكثير من العفوية والصدق والصداقة وأحلام الأمهات وفرحهن بأن أطفالهم رغم الإعاقة الذهنية قادرون على إيصال رسائل مهمة عبر لوحاتهم .

لم يكن المعرض وليد المصادفة، فتدريب أطفال صغار ويافعين على الرسم والنحت كان مهمة إنسانية بالغة الروعة جعلتنا نتواصل مع هذه الشريحة التي تبدو غامضة للكثيرين ويؤثرون الابتعاد عنها أو تلافيها في حين أظهرت اللوحات أنّ القلوب الصغيرة هي منجم إبداع وجمال ورقة وهي كنز حقيقي من الصدق والبراءة لمن يحسن التعامل معها .

واليوم نشعر بالفخر عندما يتصدر قانون جديد يكفل الحقوق الإنسانية والأخلاقية والقانونية لذوي الإعاقة ويشكل نقلة نوعية في توسيع الشراكة بين مختلف القطاعات لتكامل الخدمات الصحية والنفسية والتعليمية وتأمين فرص العمل لذوي الإعاقة والمشاركة بمختلف مناحي الحياة ولتطوير التشريعات مع مراعاة خصوصية المجتمع السوري والاحتياجات والإمكانات.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار