في «شغف البداية».. قيس مصطفى يرسم للحب ملكوتاً وجوهراً لمسألة الوجود

طرطوس- ثناء عليان:
ألق البدايات هو أجمل ما في الحكايات، لا أحد يمكن أن ينسى أن البداية هي الأجمل، وأن العمل الأول بالنسبة لكل كاتب هو الأهم في مشواره الأدبي، وهو الذى يقدمه للجمهور، ويجعل منه كاتباً، هذا ما أكده المهندس قيس مصطفى الذي احتفل بتوقيع روايته الأولى “شغف البداية” الصادرة عن دار أعراف في طرطوس في المركز الثقافي في طرطوس بحضور لفيف من الأدباء والمثقفين والمهتمين.

كتاب الذكريات
تختلف البدايات والنهايات -حسبما جاء في مقدمة الرواية، وتبقى القصص المنثورة التي نسيها الزمن بكثرة أعدادها، على اختلاف أصحابها، لتبوح بالأسرار، وتروي الحكايات، وتذكر التفاصيل، وترسم الصورة الكاملة، ومعها آلاف الضحكات، والدمعات والجلسات والأصوات في كتاب الذكريات.
بدأ مصطفى حياته الأدبية بكتابات نثرية وشعرية، ولكن شغفه بقراءة روايات باولو كويلو، غابرييل غارسيا ماركيز، واسيني الأعرج، غيوم ميسو، شجعه لكتابة هذه الرواية بكل عزيمة وإصرار، وقد استغرق في كتابتها أربع سنوات، وتحكي الرواية التي تتسم بطابع العاطفة والوجدانية عن الحب الحقيقي وعن قصص تكمل مسار الحدث والسرد القصصي.

ثنائية الحب والقدر
الشاعر والناقد علام عبد الهادي قدم قراءة نقدية عن “شغف البداية” أكد فيها أنّ الرواية تضعنا أمام ثنائية الحب والقدر، بما يرسم للحب ملكوتاً وجوهراً لمسألة الوجود في التأثر والتأثير، ويقدم الحب على أنه حقيقة مطلقة تلامس مختلف الوجوه والطبائع الإنسانية، حقيقة مطلقة لكنها متنامية فاعلة وباعثة في صميم النفس كل خاطر ومنزع، حدساً وإدراكاً، لافتاً إلى أنّ الكاتب مهد الطريق أمام القارئ بعبارات مفتاحية تصدرت العمل وعن الحدس والإدراك في إعادة صياغة الحياة، وعن ترميم ما يتهالك بعد خائب التجارب.

جملة من المفاهيم
وعلى امتداد صفحات الرواية يتتابع سرد الأحداث وتفاعل الشخصيات، إذ يجيد المؤلف الانتقال والربط بين مقاطعها ترتيباً وسرداً، حيث أبرز مسألة تقنية في التأليف، هي صوت الراوي في حضور متتالٍ، في مقاطع وفصول من الأحداث، واضعاً للقارئ رؤيته لجملة من المفاهيم ذات العلاقة بالأبعاد النفسية والذهنية لشخوصه.
وعن الخصائص الفنية للنص أشار إلى أنّ عتبات النص، مفهوم ينتمي إلى زمرة المصطلحات البنيوية التي أنشئت في سياق بحث ظاهرة التناص، وقد تشغل بها النقاد وعتبات النص هي كل ما يفضي بالقارئ إلى المتن الأدبي كالعنوان والغلاف والإهداء وتعليقات وتصديرات المؤلف لعمله، وهو ما يسمى بالتوازي النصي المقتصر على النصوص الخارجية، التي من الممكن أن تضيء المتن دونما التفاعل معه داخلياً بشكل عفوي.

استعارات تعبيرية
ونوّه عبد الهادي بأن عنوان الرواية الذي يُعد مدخلاً إلى عالمها، فالعنوان سمة قيمة من سمات هوية العمل لا يضاهيه في الأهمية إلّا اسم المؤلف، وقد لاحظنا وفرة في تعليقات المؤلف في سياق عمله قياساً بالتصديرات التي برز أكثرها في أغاني فيروز كاستعارة تعبيرية عما يجول في نفوس وشواهد باولو كويلو.
وتُعبر “شغف البداية” عن مخيال ثرٍّ ومتخيل سردي خصب، حفل بالعديد من الخصائص الفنية، وقد اقترب النص السردي من كونه قصة طويلة لها فصول مفعمة بالإشارات والعبر، ونوه بأن الرواية لا تخلو من أساليب وتقنيات الاسترجاع وتيار الوعي في قليل من الأحلام في سرد تلقائي أضفى مسحة تقارب السيرة الذاتية، وأشار إلى أن الرواية خلت من العناوين الداخلية للفصول وبدت فواصل الانتقال موفقة ومراعية لأسلوب السرد الحكائي المفرغ للأحداث، وذكر أماكن كانت مسرحاً للتفاعل.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار