حضور أم رفع عتب
دورة الألعاب البارالمبية الرابعة لغرب آسيا ٢٠٢٤ أقلعت في الإمارات العربية المتحدة وبدأت منافساتها في إمارة الشارقة بمشاركة ٥١٣ لاعباً ولاعبة وفنياً وإدارياً من ١٢ دولة، وستكون رياضات ألعاب القوى وكرة السلة للكراسي المتحركة وكرة الطاولة والريشة الطائرة وكرة الهدف ورفعات القوة والبوتشيا، محور هذه المنافسات، وقد اقتصرت مشاركة البعثة الوطنية السورية على أربع ألعاب، وهي ألعاب القوى و رفعات القوة والريشة الطائرة وكرة الطاولة.
والسؤال هنا: هل تمَّ إعداد هؤلاء اللاعبين الوطنيين المشاركين في هذه الدورة إعداداً مناسباً يؤهلهم للمنافسة القوية مع اللاعبين المشاركين من بقية الدول، باعتبار أن هذه الدورة مهمة على الصعيد الدولي للرياضة البارالمبية ومشاركيها من اللاعبين الذين لهم خبرات كبيرة وباع طويل في ممارسة هذه الألعاب الخاصة؟.
والمهم بالأمر أنَّ نتائجها ستكون معتمدة للتأهيل إلى أولمبياد باريس ٢٠٢٤، وهل استطاع المعنيون والقائمون على هذه الرياضات البارالمبية أن يترجموا بنود اتفاقيات التعاون السابقة التي عقدت بين الاتحاد الرياضي العام ومؤسسة الأولمبياد الخاص لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة؟ وكذلك اتفاقية التعاون الرياضي المشترك بين اللجنة البارالمبية السورية واللجنة البارالمبية العراقية التي وقعت في مبنى الاتحاد الرياضي العام وترجمت إلى مبادرات وفعاليات ميدانية ونشاطات رياضية على أرض الواقع، ساعدت على تضافر جهود المجتمع بمختلف أطيافه لاستقطاب هذه الشريحة واكتشاف المواهب الكامنة وتنمية المهارات وتعزيز الثقة لديها، وإبعادها عن حالات اليأس والسلبية في مجتمعاتها؟، وهل تم تدريبهم و توفير العمل لهم بمهن تتناسب مع إمكاناتهم كما نصت بنود تلك الاتفاقيات الموقعة وصولاً إلى دمجهم بالشكل الصحيح والمناسب في المجتمع كمواطنين طبيعيين ومنتجين، كل حسب مقدرته أم بقيت هذه الاتفاقيات حبراً على ورق؟
نتمنى التوفيق والنجاح للاعبينا المشاركين في هذه الدورة الرياضية البارالمبية في الشارقة، ونأمل أن تكون هذه المشاركات الخارجية وغيرها من النشاطات والفعاليات الخاصة بهذه الشريحة المجتمعية دائمة الحضور في روزناماتنا الوطنية الرياضية وغيرها من الفعاليات المجتمعية كنوع راقٍ وإنساني من الرعاية والاهتمام المتوجب علينا تجاهها لاستنهاض الطاقات الإيجابية فيها، وتوجيهها قدر المستطاع نحو الإنتاجية الفعالة والخير والرضا.