الخروف الحيّ يتجاوز عتبة الـ4 ملايين ليرة.. موسم الرعي ينعش أسعار المواشي و”كار” التسمين يفتح أبوابه أمام مربّين جدد

درعا – عمار الصبح:

شهدت أسعار المواشي في أسواق محافظة درعا ارتفاعات جديدة، مدعومة ببدء موسم الرعي وتحسّن الغطاء النباتي، الذي بدأت تباشيره بالظهور بعد الأمطار التي شهدتها المحافظة خلال الفترة الماضية، ما شجّع الكثير من مربي الماشية للتوجه نحو التربية والتسمين عوضاً عن البيع المباشر.

وفي تتبّع لحركة السوق، ارتفع كيلو الخروف “الواقف” من 60 ألف ليرة قبل أقل من شهر إلى أكثر من 72 ألفاً، فيما ارتفع كيلو الجدي “الواقف” وصولاً إلى 62 ألفاً، وعليه فقد تجاوز سعر الخروف الواحد عتبة أربعة ملايين ليرة، ما يعدّ- وحسب كثيرين- رقماً قياسياً بل و”غير منطقي”، سينعكس حتماً على ارتفاع أسعار اللحوم، بالتزامن مع ضعف القدرة الشرائية وخروج شريحة واسعة من نطاق استهلاك اللحوم.

أحد مربّي الثروة الحيوانية في الريف الشمالي للمحافظة، أشار إلى التحسن المطرد، الذي بدأت تشهده المراعي مؤخراً بفعل الأمطار الهاطلة حتى الآن، ما يعزّز من فرص الرعي ويسهم في التقليل من تكاليف العلف على المربين، الأمر الذي يشجع على التربية والتسمين، بل ويدفع البعض نحو الشراء لهذه الغاية بدل البيع بغرض القصابة، لافتاً إلى أنه في مواسم الرعي الجيدة يحجم البعض عن البيع قليلاً، ولذلك يقلّ طرح المواشي المعدّة للذبح في الأسواق.

وكشف المربي عن أسباب أخرى كثيرة باتت تلعب دوراً رئيسياً في ارتفاع الأسعار، وفي مقدمتها ارتفاع تكاليف التربية، فالرعي – حسب وصفه – ليس كافياً وحده لتأمين احتياجات القطيع، لذلك لا غنى عن استخدام الأعلاف التي تضاعفت أسعارها مؤخراً، فضلاً عن أجور النقل والأدوية البيطرية وغيرها من التكاليف التي أدت إلى ارتفاع أسعار المواشي، مبيناً أن الفترة الحالية من العام تعدّ فترة تحضير للولادات، لذلك يقلّ طرح الإناث للبيع، ما يخفف من العرض قليلاً في الأسواق.

وانعكس ارتفاع أسعار المواشي على اللحوم التي ارتفعت هي الأخرى بنسبة قاربت 15 ٪ في أقل من شهر، ليصل كيلو لحم الخروف إلى 170 ألف ليرة، ما أدى، وحسب تأكيد أحد أصحاب محلات القصابة، إلى مزيد من التراجع في حركة البيع.

وأشار القصّاب إلى تراجع المعروض في السوق من قبل المربين لتحقيق المزيد من المكاسب على حساب المستهلك، واصفاً أسعار المواشي بـ”المحررة” والتي لا تخضع للرقابة، ما يجعلها عرضة للاحتكار على عكس أسعار اللحوم التي يجري تسعيرها بشكل دوري.

وفيما لا تتوفر إحصاءات دقيقة ونهائية عن حجم الثروة الحيوانية بالمحافظة، فإن التقديرات تشير إلى أنها تبلغ حوالي 850 ألف رأس من الأغنام والماعز وحوالي 42 ألف رأس من الأبقار.

بدوره، تساءل الخبير الاقتصادي عبد اللطيف أحمد عن أسباب ارتفاع أسعار المواشي، في وقت كان من المفترض فيه أن يحدث انخفاض في الأسعار وليس العكس، وذلك في ظل ما تشهده السوق من تراجع في الطلب على اللحوم إلى مستويات قياسية، إلّا إذا كانت ثمة قنوات أخرى للتصريف على حدّ وصفه.

وكشف أحمد عن أن تربية المواشي بدأت خلال السنوات القليلة الماضية تستعيد بعضاً من عافيتها، سواء من قبل المربين الذين توسع البعض منهم بنطاق عمله، أو من قبل مربين جدد، دخلوا على الخط لاستثمار أموالهم في هذا المجال، وهذا أدى إلى سحب قسم كبير من رؤوس الأغنام من السوق لغرض التربية ومن ثم إعادة طرحها في المواسم الرئيسة ذات الجدوى الأكبر، كموسم رمضان وموسم الأضاحي، معرباً عن اعتقاده بأن تحتفظ الأسعار بمكاسبها، على الأقل إلى أن تحصل زيادة في عرض المواشي، وهذا لن يتم -حسب رأيه- بسبب عزوف قسم كبير من المربين عن البيع حالياً.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
سيتم إطلاقها بالتوازي مع المنصة الوطنية للحماية الاجتماعية.. وزير الاتصالات والتقانة: منصة الدعم النقدي ستكون جاهزة خلال الأشهر الثلاثة القادمة بسبب ارتكاب مخالفات واقتراع الناخبين ذاتهم أكثر من مرة.. القاضي مراد: إعادة الانتخابات في عدد من مراكز حلب وريفها المقداد يعزي البوسعيدي بضحايا حادث إطلاق النار الذي وقع في محافظة مسقط ناقش مذكرة تتضمن توجهات السياسة الاقتصادية للمرحلة المقبلة.. مجلس الوزراء يوافق على إحداث شعبة الانضباط المدرسي ضمن المعاهد الرياضية "ملزمة التعيين" وزارة الدفاع: قواتنا المسلحة تستهدف آليات وعربات للإرهابيين وتدمرها وتقضي على من فيها باتجاه ريف إدلب الجنوبي مشاركة سورية في البطولة العالمية للمناظرات المدرسية بصربيا القاضي مراد: إعادة الانتخابات في عدد من المراكز في درعا وحماة واللاذقية «لوجود مخالفات» غموض مشبوه يشحن الأميركيين بمزيد من الغضب والتشكيك والاتهامات.. هل بات ترامب أقرب إلى البيت الأبيض أم إن الأيام المقبلة سيكون لها قول آخر؟ حملة تموينية لضبط إنتاج الخبز في الحسكة.. المؤسسات المعنية في الحسكة تنتفض بوجه الأفران العامة والخاصة منحة جيولوجية ومسار تصاعدي.. بوادر لانتقال صناعة الأحجار الكريمة من شرق آسيا إلى دول الخليج