434 مليار ليرة إنتاج «إسمنت عدرا» بمفردات تصنيعية قوامها استثمار الممكن بخبرات محلية
تشرين – مركزان الخليل:
نشاط استثماري فرض معادلات جديدة على صعيد العملية الإنتاجية والتسويقية لدى شركة إسمنت عدرا، أثمر عن نتائج تحكي قصة إنفاق مالي طال مفردات العمل على صعيد أعمال الصيانة من جهة، واستبدال خطوط الإنتاج وإجراء العمرة للأفران الإنتاجية ومتمماتها من جهة أخرى خلال العام الماضي، وتحقيق قيم إنتاجية وكميات لم تسجلها الشركة منذ عقود، وفق رأي المهندس هادي المحمد المدير العام لشركة إسمنت عدرا خلال حديثه لـ”تشرين”، مؤكداً فيه صوابية العمل واتخاذ خطوات جديدة يتم من خلالها توجيه الإنفاق الاستثماري خلال العام الحالي، الذي قدرت قيمته بحوالي 19 مليار ليرة، لاستكمال عمليات الصيانة التي تستهدف خطوط الإنتاج ومكملاتها كالمطاحن وغيرها، وذلك بقصد الحفاظ على الطاقات الإنتاجية الفعلية التي وصلت إليها الشركة، وخاصة بعد إعادة تأهيل الأفران بخبرات وطنية وإمكانات مادية متواضعة، لاسيما الخط الإنتاجي الثالث الذي عدل بدخوله ميدان العمل خلال الربع الأخير من العام الماضي معادلات العملية الإنتاجية، وزيادة العائد على مستوى الكمية والقيمة أيضاً، محققاً نسبة تطور بلغت 85% مقارنة بالربع الأول تبلغ 56% وحتى الربع الثالث التي قدرت نسبتها بحوالي 54% ، الأمر الذي ترجم إلى واقع إنتاجي وتسليمات إسمنتية قدرت قيمتها الإجمالية بأكثر من 434 مليار ليرة، معظمها تركز في الربع الأخير الذي وصلت فيه قيمة المبيعات الإجمالية لحدود 279 مليار ليرة.
وبالعودة إلى النتائج الرقمية الجيدة التي حققتها الشركة، فإنها تدلل على نجاح خطة التأهيل التي بدأتها الشركة، وأعمال الصيانة التي تمت للأفران الإنتاجية في الشركة تصب باتجاه توفير المنتج في السوق المحلي, وتحقيق العائد الاقتصادي والمادي للشركة بما ينعكس بصورة إيجابية على الواقع العمالي من جهة, والشركة والخزينة العامة من جهة أخرى.
المحمد: ارتفاع أسعار الطاقة المتكرر يؤثر سلباً في الواقع الإنتاجي والتسويقي
وأضاف المحمد: إن الغاية الأساسية من كل الخطوات هي تلبية احتياجات السوق المحلي من مادة الإسمنت والمحافظة على استمرارية وجاهزية خطوطها الإنتاجية (الأفران الثلاثة) واستثمار كل الطاقات المتاحة البشرية والمادية منها وإجراء الصيانات اللازمة لاستقرار عمل الأفران وزيادة إنتاجيتها، حيث أظهرت أعمال الصيانة تقدماً واضحاً على صعيد الطاقات الإنتاجية للأفران الثلاثة وخاصة بعد الانتهاء من أعمال تأهيل الفرن الثالث ودخوله ميدان الخدمة الفعلية وزيادة الإنتاجية من مادة الكلنكر بحوالي 453 ألف طن من أصل 730 ألف طن ونسبة تنفيذ تشكل 63% من الخطة، مقابل تسليمات إسمنتية بلغت كميتها 518 ألف طن وبنسبة تنفيذ 65 % من المخطط البالغة كميته 803 ألف طن.
ولتعزيز قوة الإنتاج في الشركة أكد المحمد تنفيذ رؤية تطويرية تنسجم مع الاعتمادات المرصودة لأعمال الصيانة، وتتوافق مع خطة الإنفاق الجاري وتأمين مستلزمات العملية الإنتاجية، لكن تحقيق ذلك لن يمر من دون صعوبات تسعى الشركة إلى تجاوزها، لاسيما فيما يتعلق بالاعتمادات المطلوبة لتأمين مستلزمات العملية الإنتاجية، لكن ما يثير القلق هو عدم استقرار أسعار الطاقة لاسيما الفيول والكهرباء، والمازوت مؤخراً الذي أثر سلباً في وضع الاستجرار من قبل وسائل النقل، وهذه مسألة تحتاج إلى معالجة فورية مع الجهات المعنية، من دون أن ننسى قلة الأيدي العاملة بسبب التسرب المستمر للخبرات الفنية والإنتاجية، مع العلم أن أغلب الأيدي العاملة الحالية تعاني من وضع صحي مترد وتقدم في السن ما ينعكس سلباً على العملية الإنتاجية والفنية، ناهيك بصعوبة الحصول على القطع التبديلية بسبب الحصار الاقتصادي والعقوبات الظالمة على بلدنا.