شوارعنا في الظلام!

خلال العامين الفائتين تصدرت العناوين بعض الأخبار مفادها أن وزارتي الإدارة المحلية والبيئة والكهرباء ومحافظة دمشق، قاموا بتنفيذ أعمال تركيب أجهزة إنارة تعمل على الطاقة الشمسية لاعتمادها كطاقة بديلة في إنارة شوارع المدينة لاسيما في دمشق، وفعلاً بدأت التجهيزات بحفر وتركيب أعمدة إنارة، معلنين أنها ستشمل الساحات العامة والأسواق الرئيسية وامتدادات الشوارع الكبيرة، طبعاً إلى هنا والكلام جميل ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟

المتابع لأعمال الإنارة والطاقة البديلة سيجد أن الأرقام المعلنة للتركيب خجولة جداً ولا تناسب “همرجة” المعلنة، حيث تغرق شوارع بعض المدن في ظلام دامس مع ساحاتها الكبيرة، لا سيما أن التقنين بات يستمر في بعض الأرياف لأكثر من عشر ساعات متواصلة، وبصراحة بدأت الكثير من الشكاوى ترد حول بعض الاعتداءات والسرقات التي يستغلها ضعاف النفوس ويجدونها فرصة مناسبة في عتمة الليل للنشل أو النيل من السيارات المتوقفة، وهذا يحدث في الطرقات الرئيسية فما بالكم بالحارات شبه الفرعية والتي كثرت فيها المشاكل؟!

حاجتنا لإنارة الشوارع بالطاقة البديلة لا تعني أبداً العودة إلى المقترح الذي طرحه سابقاً مجلس محافظة دمشق لفرض ضريبة مالية على المنازل لتمويل مشروع إنارة شوارع المدينة، فالمواطن المنكوب أصلاً يكفيه ما يعانيه من تكاليف الحياة المرهقة، وهنا وجب على الجهات المعنية البحث عن بدائل لمشاريعها بعيداً عن جيوب الناس، والإسراع لتركيب مثل تلك الإنارة لأن الوضع لم يعد يحتمل ويبدو أن مشكلة الكهرباء لا حلول مرتقبة لها!!

بالتأكيد نحن مع مبادرات المجتمع المحلي لمن استطاع إليه سبيلاً، ولكننا لسنا مع فرض غرامات وضرائب على غير القادرين، فالكثير من البيوت باتت غير قادرة حتى على إنارة منازلها بالبطاريات لاعتبارات عديدة أولها لارتفاع الثمن وثانيها أنها لا تعمر طويلاً، والأهم أن الكهرباء لا تدوم في الكثير من المناطق أكثر من ساعتين باليوم وهذا لا يكفي لشحن البطارية، فارحموهم يرحمكم الله!.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار