رعاية المسنين
حال الكثير من فئة كبار السن لم تعد تسرّ أبداً ضمن الظروف المادية الصعبة التي نمر بها، حيث أرخت تلك الظروف بظلالها الثقيلة على مستوى رعايتهم في مختلف المجالات.
يرى متابعون أن احتياجات كبار السن لم تعد سهلة المنال، والأمر غير مرتبط فقط بكمية الغذاء المقدم لهم، بل بنوعه، لأن المسنين ينبغي أن يحصلوا عليه مستوفياً العناصر الغذائية الأساسية التي تزيد من مناعتهم في مقاومة الأمراض، وتساعدهم في نصب قاماتهم والاستمرار بتخديم أنفسهم.
كذلك، فإن معظم كبار السن يعانون أمراضاً مزمنة، وفاتورة أدويتها باتت خارج طاقة تحمّل الفقراء منهم ومن ذويهم وتشكل عبئاً ثقيلاً عليهم، أضف لذلك أن بعضهم له حالات خاصة تحتاج إلى فوط أو مساعِدات حركة أو أَسرّة من نوع خاص، كما وتحتاج لوجود غرفة خاصة بهم، مخدّمة بحمام قريب يراعي بتجهيزاته متطلباتهم.
إن الدور الذي لعبته بعض الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية، لا يزال دون المستوى المطلوب، والجهود المبذولة تبدو مبعثرة وغير منظمة، وهنا تبرز ضرورة إنشاء دور لرعاية المسنين ممن فقدوا المعيل والمسكن، بسبب ظروف الحرب العصيبة التي مرت بنا، حيث تجد الكثير منهم مشتتين غير مستقرين ويشعرون أنهم عالة على المجتمع وبعضهم اضطر مرغماً للتسول.
بالطبع المناداة بإنشاء دور لرعاية المسنين له حساسية بالغة في مجتمعنا، ويلاقي انتقادات من الكثيرين لدى طرحه، وهنا كما أسلفنا نريد تلك الدور لمن فقدوا المسكن والمعيل بالدرجة الأولى، فيما المطلوب بالتوازي تحري ورصد حالات المسنين الفقراء سواء المقيمين في بيوتهم أو لدى ذويهم من تلك الجمعيات والمنظمات، تحت إشراف ومشاركة جهات الشؤون الاجتماعية.
والأمل ببدء العمل الجاد في إطار تقديم الرعاية، التي تشمل المساعدات الغذائية والخدمات الصحية والمتممات من احتياجات خاصة، ولا تقل أهمية المواظبة على عملية الدعم النفسي، وهذه الرعاية المأمولة، ينبغي أن تكون منسقة منظمة وطويلة الأجل، لأن تكاليف احتياجات المسنين ترتفع بشكل مستمر، بالتزامن مع حالة التضخم المتصاعدة وتفاقم ضيق حالهم.