الوضع غير مقبول.. مع اقترب الشتاء (الخيم التعليمية) في اللاذقية لم تعد حلولاً إسعافية

تشرين – سراب علي:
أكثر من ٣٠٠ تلميذ و تلميذة مجبرين على المشي يومياً لمسافة تتراوح بين ٣- ٥ كم من قريتهم كلماخو إلى مدرسة الشهيد ربيع مخلوف في قرية دبيقة، بسبب تضرر مدرسة الشهيد أحمد سميا في قرية كلماخو نتيجة الزلزال.
وأكد عدد من أهالي التلاميذ لـ”تشرين” أن الوضع غير مقبول فإن المشي يومياً لهذه المسافة ترهق أطفالنا، فهل يعقل أن يمشي طفل في الصف الأول أكثر من نصف ساعة للوصول إلى المدرسة و مثلها أثناء العودة من المدرسة تحت أشعة الشمس الحارقة، مشيرين إلى ازدياد الوضع سوءاً مع حلول فصل الشتاء حيث الأمطار والبرد القارس في القرية، وأنه ليس بمقدورهم دفع أجور مواصلات لنقل أطفالهم كل يوم إلى المدرسة نظراً لارتفاع أجور المواصلات.

إعارة المركز الثقافي في كلماخو كغرف صفية لتلاميذ المدرسة ينتظر الرد

وطالب الأهالي، مديرية التربية للنظر بإمكانية استخدام مبنى المركز الثقافي في كلماخو كصفوف للتلاميذ، خاصة أن المدرسة الابتدائية التي يدرس فيها أطفالهم الآن في قرية دبيقة صغيرة وتضيق بطلابها، مبينين أن عدد التلاميذ وصل في بعض الشعب إلى أكثر من ٦٠ تلميذاً، ما يرهقهم ومعلميهم.
وأكد الأهالي أن أطفالهم لا يمكنهم الوصول إلى المدرسة مشياً ولعدم وجود وسيلة نقل يبقون في منازلهم ولا يداومون كل أيام الأسبوع .

من دون تصريح
(تشرين) توجهت إلى مدرسة الشهيد ربيع مخلوف في قرية دبيقة لتبيان حقيقة وضع التلاميذ إلّا أن مديرة مدرسة الشهيد أحمد سميا التي يداوم طلابها في هذه المدرسة أكدت أنه وبحسب التعليمات من مديرية التربية لا يمكنها التصريح والحديث عن وضع الطلاب والمدرسة.
بالتوازي، تنفيذاً لتوجيهات التربية لم يسمح لنا بتصوير التلاميذ في الشعب الصفية التي يتجاوز عددهم في بعضها ٦٠ تلميذاً.

الحل عند “الثقافة”
معاناة الأهالي أكدها كل من مختار كلماخو علي سلمان، ورئيس مجلس البلدة عدي حجيرة، إذ أكد الأخير تعرض مدرسة الشهيد أحمد سميا للتعليم الأساسي حلقة أولى، للضرر الكبير بسبب الزلزال وخروجها عن الخدمة، ونقل التلاميذ من الصف الأول إلى السادس الى مدرسة الشهيد ربيع مخلوف بقرية دبيقة التي تبعد ٣ كم عن كلماخو وبنظام دوامين ما سبب معاناة كبيرة و سوء تنظيم بسبب قلة الصفوف في مدرسة دبيقة لكونها صغيرة .

تلاميذ يمارسون رياضة المشي قسراً لأكثر من ٣كم يومياً

و أشار حجيرة إلى وجود مركز ثقافي وسط البلدة مؤلف من طابقين، ويمكن الاستفادة منه كشعب صفية للتلاميذ لحين حل مشكلة المدرسة، مبيناً أنه تم إرسال كتاب إلى المحافظة بتاريخ ٩/٦/٢٠٢٣ تم فيه شرح معاناة التلاميذ وأهاليهم والمطالبة بنقل طلاب الابتدائية إلى المركز الثقافي لمدة تسعة أشهر ليتسنى للكادر التدريسي والطلاب إكمال عامهم الدراسي من دون معاناة أو تأمين غرف مسبقة الصنع ليتم دوام الطلاب الصغار فيها، وجاءت تعليمات المحافظ لتنسيق مديرية التربية مع مديرية الثقافة للمعالجة الفورية، لكن لم تأتِ أي توجيهات للمعالجة حتى تاريخه.

بانتظار الرد
بدوره، أوضح مدير تربية اللاذقية عمران أبو خليل لـ (تشرين) أنه تم بناء على حاشية المحافظ المتضمنة التنسيق مع مديرية الثقافة لإمكانية استخدام المركز الثقافي كبديل عن مدرسة الشهيد أحمد سميا، أرسلنا كتاباً بتاريخ ٢٦/٩ إلى مديرية الثقافة لإمكانية إعارة المركز الثقافي في كلماخو كغرف صفية لتلاميذ المدرسة، ونحن بانتظار الرد.

مدير الثقافة: سنعمل على وضع التلاميذ في القاعات التدريسية في المركز الثقافي

بدورها تواصلت ( تشرين) مع مدير الثقافة مجد صارم الذي بين أنه بالإمكان وضع القاعات التدريسية الموجودة في المركز الثقافي في كلماخو لخدمة التلاميذ، وسيتم العمل على ذلك.

وجه آخر للمعاناة
واقع حال المعاناة يتكرر أيضاً في مدرسة الشهيد مطيع الجريّ للتعليم الثانوي في كلماخو، التي يتلقى فيها 700 طالب (إعدادي وثانوي) دروسهم داخل خيمة وضعت في باحة المدرسة من قبل منظمة اليونسيف لتضرر المدرسة بسبب الزلزال وخروجها عن الخدمة، ويتوزع الطلاب على ثماني خيام أو كما يشاء تسميتها غرف صفية، ناهيك بالضجيح الصادر عن الخيام التي يفصل بينها حاجز خشبي قليل السماكة وغير مغلقة السقف سوى من أعلى الخيمة ،إلى جانب ذلك توجد ٦ غرف مسبقة الصنع لكن مساحتها صغيرة ولا يمكنها استيعاب أعداد الطلاب في الشعبة الواحدة و غير مجهزة بالإنارة أيضاً.

من دون كهرباء
وأكد معلمو المدرسة ممن التقتهم “تشرين” أن وضع الخيمة غير مقبول فعند هبوب الرياح فإن أصوات احتكاك الحديد تسمع (كالزقزقة ) وهذا يسبب توتراً أثناء إعطاء الدروس للمعلمين و الطلاب، مبينين أن المدرسة تخدّم ٦ قرى مجاورة و خاصة طلاب الثانوية كما أن الدوام الجزئي الصباحي والمسائي يربك المعلمات في المدرسة, و يحصل أحياناً تأخير وصول المعلمات إلى المدرسة صباحاً بسبب عدم انطلاق السرافيس من الكراج باللاذقية حتى يكتمل عدد الركاب وهذا يسبب بدوره تأخرَ وصول المعلمات إلى المدرسة.

عضو المكتب التنفيذي: لا يمكن استبدال الخيم لعدم توفر غرف مسبقة الصنع

ولفت المدرسون والطلاب لعدم وجود الكهرباء في الخيمة وهذا يتسبب بمشكلة جديدة أيام الشتاء حيث ينتهي الدوام الساعة الرابعة والثلث مساءً في المدرسة مع حلول الظلام.

لا يمكن استبدالها
من جانبه، بيّن المهندس ناجي حميدوش عضو المكتب التنفيذي المختص لقطاع الاسكان والأبنية المدرسية والعمل الشعبي في اللاذقية لـ( تشرين ) أن مدرسة مطيع الجريّ بحاجة لتدعيم وغير آمنة وتم تدارك الوضع التعليمي بإرسال غرف صينية مسبقة الصنع من مخصصات منطقة الحفة، مع خيمة كبيرة كحل مؤقت وإسعافي.

وعن إمكانية استبدال الخيمة بغرف مسبقة الصنع، أكد حميدوش أنه لا يمكن استبدال الخيمة بالغرف لعدم توفر الغرف المسبقة الصنع، موضحاً أنه من الأولويات حالياً القيام بأعمال التدعيم للمدارس خارج الخدمة على مستوى المحافظة و إعادتها للخدمة بأقرب وقت ممكن.

وأشار إلى أنه سيتم قريباً تكليف أحد الجهات الدارسة المعتمدة لدى المحافظة وبالأخص الوحدة الهندسية في جامعة تشرين لإعداد إضبارة الدراسة التفصيلية للتدعيم و التنفيذ ليتم التعاقد عليها أصولاً.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار