تأهيل مراكز صحية في الحسكة..
تشرين – خليل اقطيني:
تواصل مديرية الصحة في الحسكة إعادة تأهيل المراكز الصحية في المحافظة.
وذكر مدير الصحة الدكتور عيسى خلف أن محافظة الحسكة تضم 90 مركزاً صحياً، منها 51 مركزاً خارج الخدمة، جراء تعرضها للتدمير والسرقة والتخريب، بشكل منظم وممنهج، بسبب الاحتلال والإرهاب.
مبيناً في تصريح لتشرين أن مديرية الصحة تعمل بالتعاون مع المنظمات الدولية في المحافظة، على إعادة هذه المراكز إلى الخدمة، من خلال ترميمها وصيانتها وإعادة تأهيلها، فقد انتهت مديرية الصحة اليوم من تركيب منظومات للطاقة الشمسية في 3 مراكز هي صفيا والخليج والجوادية، وذلك بالتعاون مع منظمة العمل ضد الجوع “AAH”.
خلف: 51 مركزاً صحياً في المحافظة مدمرة كلياً أو جزئياً بسبب الاحتلال والإرهاب
وأوضح خلف أن استخدام الطاقة البديلة في هذه المراكز الصحية وغيرها سيسهم بتفعيل عملها ويرفع مستوى الخدمات الصحية التي تقدمها للمواطنين.
مشيراً إلى أن المديرية قامت بإعادة تأهيل مراكز صحية في عدد من مناطق المحافظة، كالحسكة والقامشلي والشدادي وبئر الحلو الوردية (تل براك) والخمائل وغيرها، فتم تفعيل العيادات الطبية في المركز الصحي في قرية “الغَرَب” في ريف الحسكة الجنوبي. بالتعاون مع جمعية سرطان الأطفال، بغية التوسع في الخدمات الطبية التي تقدم لسكان الريف الجنوبي للمحافظة والنهوض بها.
ولفت خلف إلى أن مركز “الغَرَب” الصحي سبق أن خضع لإعادة تأهيل من متطوعي إدارة المياه وإعادة التأهيل في فرع الهلال الأحمر العربي السوري في الحسكة بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وذلك دعماً للقطاع الصحي في الريف الجنوبي من جهة، ومن أجل معالجة توقف هذا المركز عن تقديم الخدمات لمراجعيه من المرضى بسبب انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، وغياب الحلول البديلة لهذا الانقطاع من جهة ثانية، وخاصة أنه يخدِّم نحو 10 آلاف مواطن يقطنون في 52 قريةً وتجمعاً سكنياً، ويستقبل الكثير من المرضى يومياً من سكان الريف الجنوبي لمحافظة الحسكة.
قائلاً : إن أعمال إعادة التأهيل تضمنت تزويد المركز بنظام الطاقة الشمسية، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تحقيق استمرارية بتقديم الخدمات للمرضى والمراجعين أثناء انقطاع الكهرباء، إضافة إلى إنشاء محرقة للنفايات الطبية وتركيب مكيف غاز وإصلاح الأعطال الموجودة في شبكة المياه، وتركيب خُزن لصيدلية المركز وأجهزة إطفاء الحريق.
وأكد خلف أن أعمال إعادة تأهيل المراكز الصحية في المحافظة شملت عدة مراكز صحية أخرى، منها المركز الطبي المحدث (اللؤلؤة) دعماً للقطاع الصحي في مدينة الحسكة، وبهدف الارتقاء بمستوى الخدمات التي يقدمها هذا المركز.
حيث قام متطوعو إدارة المياه وإعادة التأهيل في فرع الهلال الأحمر العربي السوري في الحسكة بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر بإعادة تأهيل قسم الإسعاف وتركيب نظام تهوية وتأمين التكييف للمكان، وصيانة شبكة الكهرباء وتجهيز الإنارة، وتقديم مغاسل متحركة وآثاث مكتبي، إضافة إلى عزل أقسام المركز عن بعضها بعضاً بقواطع ألمنيوم.
مضيفاً: إن مديرية الصحة قامت بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP واليونيسيف، بترميم وإعادة تأهيل المركز الشرقي في حي الأربوية في مدينة القامشلي، وتضمنت أعمال الترميم تركيب رخام للأرضيات وسقفاً مستعاراً وأبواباً جديدة ورفوفاً للصيدلية وتمديدات صحية وكهربائية بالكامل وترميم دورات المياه وعزلاً للسطح حماية له من الرطوبة ومياه الأمطار، في حين قامت منظمة اليونيسيف بتركيب ألواح طاقة شمسية لتزويد المركز بالكهرباء على مدار الساعة، لاسيما أن المركز يخدم أكثر من 70 ألف مواطن من خلال العيادات الموجودة فيه وهي “أطفال وداخلية وسنية وصحة إنجابية وتدرن ولجنة فحص العاملين في الدولة وعيادة تغذية”.
وبالتعاون مع منظمة العمل ضد الجوع “AHH” تم تزويد مركز التوينة الصحي بالطاقة الشمسية لتأمين الطاقة الكهربائية فيه بشكل مستمر، خدمة لسكان المنطقة. كما تم حفر بئر مياه في كل من مركزي الحدادية والتوينة الصحيين، بدعم من المنظمة نفسها، وتتضمن الأعمال تشغيل البئرين بالطاقة البديلة، من أجل تحقيق استمرارية تدفق المياه، إضافة إلى تركيب مناهل على كل بئر من أجل الاستفادة من المياه على مدار الساعة، ولاسيما أن هذين المركزين يقدمان الخدمات الطبية لعدد كبير من السكان في ريف المحافظة.
منوهاً بأهمية وجود المياه بشكل مستمر في المؤسسات الصحية، من أجل رفع مستوى النظافة العامة فيها، وبناء على ذلك سيتم حفر المزيد من الآبار في مراكز صحية أخرى في المرحلة القادمة.
وقال خلف: إن إعادة تأهيل المراكز الصحية في عدد من مناطق المحافظة لاقت ارتياحاً كبيراً من سكان تلك المناطق، نظراً للخدمات الطبية المتعددة التي تقدمها المراكز الصحية لهم، وخاصة خدمات اللقاح والصحة الإنجابية والدعم النفسي، كما تضم عيادات للأطفال والداخلية والسنية والنسائية وكذلك مخبراً وصيدلية، وتُطَبَّق فيها عدة برامج صحية، ويتم تزويد المراكز الصحية بالأدوية بشكل دوري.
ولاسيما أن الغالبية العظمى من المراكز الصحية منتشرة في القرى والأرياف، التي تفتقر إلى المؤسسات الصحية التي يمكن أن تقدم الخدمات الطبية للسكان، الذين ينتمون إلى الشريحة الأشد فقراً وحاجة لتعزيز المنظومة الصحية بشقيها العلاجي والوقائي.
مشدداً على أن أعمال إعادة التأهيل ستستكمل في المرحلة القادمة، حتى تشمل جميع المراكز الصحية في المحافظة، من أجل إعادتها للخدمة.