يحصد الخيبة!!

‏إنه عدوانٌ على العقول وغزوٌ للضمائر ، تماماً كما فعلت السلطنة العثمانية في محاولتها طمس عروبة البلاد العربية، تقوم حكومة أردوغان هذه الأيام بعملية «تتريك» للمناطق السورية التي تحتلها، وآخر الوقاحة التركية ما أعلنه ممثل لها قبل أيام رئيس معهد (يونس أمره) «شرف إتيش» من توجهه لتعليم 300 ألف طفل سوري اللغة التركية في مناطق الباب واعزاز وجرابلس وعفرين.. إنها سياسةٌ عثمانية متجددة معادية للعرب والعروبة.. محتلٌ وغازٍ تركي يتوهّم إمكانية «تتريك» أطفال الشمال السوري الذي يحتله.
‏يتحدث نظام أردوغان عن ضرورة التفاوض مع الحكومة السورية لإعادة اللاجئين السوريين، وفي الوقت نفسه يستمر في هذا العدوان بالاستيلاء على الأرض واحتلالها. ويكمل هذا العدوان بمحاولات احتلاله عقول الأطفال السوريين باللغة التركية كمدخل لتلقينهم الثقافة التركية والسيطرة على وعيهم واحتلاله أيضاً في سعي نظام أردوغان لتحريكهم وفق مصالحه، ولكن ما فشلت فيه السلطنة العثمانية عبر السنين الممتدة في احتلالها لن تنجح فيه سلطة أردوغان عبر أيامها المعدودة، خاصة أن سورية لا تقبل الغزو الأجنبي، ولا ترتضي الاحتلال الغازي، خصوصاً إذا جاء على هيئة العثمانية التركية، والسوريون لا يقبلون الاحتلال للأرض ولا للعقول ولا للحاضر ولا للمستقبل.
‏إن مساعي نظام أردوغان لتتريك الشمال الغربي السوري هي عملية احتلال وغزو مناقض لحقوق الإنسان، ولميثاق الأمم المتحدة، ولكل اتفاقيات جنيف التي حددت مسؤولية أي محتل تجاه حفظ وحماية هوية و ثقافة الجماعة التي يحتل أرضها أو يغزو بلادها، وبذلك، فإن تركيا أردوغان تحاول استكمال عدوانها باحتلال الأرض وتجنيد المرتزقة لمحاربة أمن واستقرار السوريين، تستكمل جرائمها هذه بوقاحة التتتريك و بالعدوان على عقول السوريين تحت سلطتها الاحتلالية، بمحاولات تعليمهم اللغة التركية كمدخل لتلقينهم الثقافة الأردوغانية الإخوانية مباشرة.
‏سورية وتركيا جاران يتفاعلان ثقافياً في الأحوال العادية، والسوريون منفتحون على ثقافات الآخرين، وخاصة جيرانهم، لكنهم يتحسسون، ويرفضون أي احتلال أو غزو ثقافي يحاول طمس هويتهم ويقاومونه بقوة. تعايشنا مع الشعوب الأخرى قائم على مدى احترامها لاستقلالنا وسيادتنا، وتفاعلنا مع الثقافات واللغات الأخرى ينتعش في ظل التبادل الثقافي المتفاعل بين ثقافات سيدة مستقلة، لا تطمس إحداها الأخرى كما يحاول أردوغان أن يفعل بعدوانه على عقول الأطفال السوريين في شمال غرب سورية… وكما خاب أسلافه العثمانيون في محاولتهم تتريك السوريين سيخيب مسعى أردوغان بما يفعله، ولن يحصد أكثر من الخيبة.
مع السوريين مَن يزرع العدوان يحصد الخيبة… الخيبة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
ندوة فكرية ثقافية عن "النقد والنقد الإعلامي" في ثقافي أبو رمانة السفير الضحاك: سياسات الغرب العدائية أضرت بقدرة الأمم المتحدة على تنفيذ مشاريع التعافي المبكر ودعم الشعب السوري مؤتمر جمعية عمومية القدم لم يأتِ بجديد بغياب مندوبي الأندية... والتصويت على لا شيء! الرئيس الأسد يؤكد خلال لقائه خاجي عمق العلاقات بين سورية وإيران وزير الداخلية أمام مؤتمر بغداد الدولي لمكافحة المخدرات: سورية تضطلع بدور فعال في مكافحة المخدرات ومنفتحة للتعاون مع الجميع الرئيس الأسد يؤكد لوفد اتحاد المهندسين العرب على الدور الاجتماعي والتنموي للمنظمات والاتحادات العربية عقب لقائه الوزير المقداد.. أصغير خاجي: طهران تدعم مسار الحوار السياسي بين سورية وتركيا العلاقات السورية- الروسية تزدهر في عامها الـ٨٠ رئاسيات أميركا ومعيارا الشرق الأوسط والاقتصاد العالمي.. ترامب أكثر اطمئناناً بانتظار البديل الديمقراطي «الضعيف».. وهاريس الأوفر حظاً لكن المفاجآت تبقى قائمة دور المرأة المقاومة في تعزيز الانتماء وتحصين الهوية