ملك العود فريد الأطرش.. في «النادي الاجتماعي» بدمشق!

تشرين- جواد ديوب:
قدّم الباحث عثمان الحناوي (شقيق المطربة ميادة الحناوي) أمسيةً موسيقية عن «موسيقار الأزمان» الراحل فريد الأطرش، وذلك في «النادي الاجتماعي» بدمشق، تضمنت تسجيلات نادرة، ومقاطع فيديو فيها مقتطفات عالية الدقة من أفلام الراحل تمّ عرضها على شكل محاورة أدارها المؤلف الموسيقي والمهندس إيهاب المرادني.
وعن سؤال «تشرين»: لماذا فريد الأطرش ولماذا المنتدى الاجتماعي؟، أجاب الحناوي في تصريح خاص:«أولاً المنتدى الاجتماعي لأنني أختار جمهوري من متذوقي الفن القديم، ولأن مرتادي النادي وأعضاءه هم أصدقاء ذوّاقون يجتمعون هنا كنوع من التآلف والتواصل الاجتماعي الحقيقي الملموس وليس ذاك الذي يسمونه «وسائل التواصل» نجتمع هنا كل شهر مع لقاء عن فنان من عمالقة الزمن الجميل، فقد تحدثنا سابقاً عن محمد عبد الوهاب، وعن بليغ حمدي، واليوم عن فريد الأطرش.. هذا «الفريد من نوعه» فهو السوري الذي استطاع أن يُثبت جدارته ضمن مخضرمين من الفنانين المصريين، وفي فترة تعد ذروة الفن المصري.
وأضاف الحناوي: فريد الأطرش يُعد واحداً من أهم سبعة عشر موسيقياً عالمياً، تمكن بفرادته اللحنية أن يقدم مزيجاً من الألحان العظيمة والإيقاعات المميزة، وأن يوصلها إلى الناس البسطاء، حتى إنّ فرنسا منحتْ جائزة الخلود لأربعة عظماء في التاريخ الموسيقي هم: بيتهوفن، موتزارت، شوبان، وفريد الأطرش! وهذا ليس تقليلاً من أهمية أي موسيقي آخر.. فمثلاً عبد الوهاب كان أسطورة أيضاً، إنما لأن الغرب أخذَ من فريد الأطرش ما يقارب الـ( 14) عملاً موسيقياً، قام الفنان «فرانك بورسيل» بتوزيعها وتقديمها على مسارح فرنسا، وهذا ما لم يحصل مع موسيقي آخر».
وتحدث الحناوي خلال الأمسية كيف أن فريد الأطرش «شاغل العالم»، الخالد بموسيقاه أبداً، هو سوري الأصل من جبل العرب، والدته علياء المنذر كانت صاحبة صوت جميل أورثته لفريد وأخته أسمهان، لكنهم في فترة ما قبل استقلال سورية هاجروا إلى مصر واستُقبلوا هناك بفضل من الزعيم سعد زغلول.
اشتغلَ فريد الشاب في مسرح «تياتروا بديعة مَصابنة» والتي اشتغل في مسرحها عظماءٌ مثل: تحية كاريوكا، ومحمد الموجي، وحضر حفلاتها كبار الملوك -كما يشرح الحناوي- وقد تعلم الأطرش عزف العود عند رياض السنباطي الموسيقار الكلاسيكي العملاق، لكنه طوّر تقنية عزف أكثر حداثة جعلته يتفوق على أستاذه بـ «أسلوبه»، وبشهادة السنباطي نفسه، وأضاف لمسته إلى السينما عبر «أوبريتاته» وطقطوقاته المخصصة لتلك الأفلام مثل: انتصار الشباب، تعال سلّم، إنتَ حبيبي…وغيرها.
كما عرضت في الأمسية مقاطع من حوارات مصورة لفريد الأطرش تحدث في واحد منها عن تأثره بموت شقيقته أسمهان، والتي كانت رفيقته وصديقته وسنده، وكيف تحولت ألحانه من المقطوعات المفرحة إلى الحزينة الهادئة المملوءة بكل أوجاعه.
توفي فريد الأطرش عام 1974 بعد حياة غنية بتجارب لا يمكن الحديث عنها في ساعة ونصف الساعة فقط، كما أشار الحناوي، وأقامت سورية عام 2015 حفلاً ضخماً بمناسبة احتفاء اليونيسكو بذاك العام باعتباره يصادف ذكرى مرور مئة عام على ولادة العظيم فريد الأطرش.
بينما قال المهندس إيهاب مرادني لـ «تشرين»:
«أنا والأستاذ عثمان حناوي نكمّل بعضنا، لأن هدفنا أن نقدّم المحاضرة أو اللقاء بالشكل الأجمل، فأنا مسؤول عن الأمور اللوجستية من تقنيات وبرامج فيديو، وأستطيع توليف كلام المحاضر مع الخلفية الموسيقية المناسبة، بينما هو يتحدث عن سيرة حياة الفنان والكثير من التفاصيل التي جمعته معهم شخصياً، أو كان فيها مقرباً من المقربين لديهم بحكم وجوده الدائم مع أخته الفنانة القديرة ميادة الحناوي، وتالياً هدفنا هو أن ننشر الجَمال والذوق الفنّي من مصادره، أي من أصدقاء متذوقين ومحبين لجمع هذه التحف».
وقد تضمن اللقاء تفاعلاً حماسياً من جمهور وأعضاء «النادي الاجتماعي» -الذي أسس عام 1960 (منطقة الطلياني)- وضمّ موظفين متقاعدين ودكاترة محاضرين وأطباء وخطاطين راحوا يغنّون ما يسمعونه ويشاهدونه من تحفٍ تذكرهم بزمن الفن الجميل.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار