التحضير الجيد للخطة الزراعية هل يذهب سدى كما كل التحضيرات؟.. زراعتنا من الانتعاش إلى الانكماش.. ومديرو الزراعة يجتمعون في حماة
تشرين – محمد فرحة:
أزمة الإنتاج الزراعي منذ سنوات، وعدم الوصول إلى الإنتاج المطلوب والمبتغى يجب الوقوف عنده طويلاً ، ودوماً المتهم في كل ذلك المتغيرات المناخية، ورغم كلّ ذلك نعود ونسمع المعزوفة نفسها التي يرددها البعض أفراداً وجماعات، السبب الرئيس في كل ذلك هو تغيير المناخ ، فإن أمطرت كان السبب في غمر وغرق الإنتاج، وإن شحّت الأمطار كان الجفاف هو السبب.
اليوم يجري التحضير للخطة الزراعية وما يجب أن يتوافر لها، فزمن الكلام المعسول قد ولّى، إذ منذ سنوات ونحن نسمعه، فإذا لم تسرع الجهات المعنية باتخاذ قرارات شجاعة على نحو ما تقتضيه الظروف الراهنة ، فلن نصل إلى نتيجة مؤداها الإنتاج العالي والوفير، وتحديداً من القمح .
ولعلّ من قرأ تصريح رئيس اتحاد فلاحي دمشق وريفها قبل أيام المنشور في الصحف، حين قال بكل صراحة ما لم يقله غيره، بأن إنتاج القمح في مجاله تراجع إلى النصف، فالعام الماضي كان خمسين ألف طن، وهذا العام لم يتعدَّ الـ٢٦ ألف طن. متهماً نوعية البذار غير الجيدة وعدم كفاية المحصول من مخصصات الوقود وبقية المستلزمات.
وهذا لعمري منتهى الجرأة والصراحة، فقد سمعنا العديد من المزارعين أثناء تسويق المحصول بأن نوعية البذار لم تكن هي الأفضل، بل كانت سبباً في تراجع الإنتاجية في وحدة المساحة، ما يؤكد بعضاً من الحقيقة، مؤداها أنّ نوعية البذار المستخدم ليست هي الأفضل ، في الوقت الذي تنفي فيه البحوث العلمية الزراعية صحة ذلك، وأن إنتاج الحقول الإكثارية كان مميزاً، وأن الأصناف المزروعة من سلالات ملائمة للبيئة.
وكي لا نذهب بعيداً عما بدأنا به، فقد ناقشت اللجنة الزراعية الفرعية في حماة أمس بحضور محافظ حماة وكافة المعنيين الآخرين، واقع المسألة الزراعية وما رافق الموسم المنصرم من إشكاليات، وكيف يمكن أن يكون التحضير الجيد للعام القادم في شقيه النباتي والحيواني.
حيث طالب محافظ حماة معن صبحي عبود بضرورة وضع خطط عمل دقيقة، يمكن تنفيذها لا عرقلتها، والتركيز على دراسة أدق تفاصيلها ومدى إمكانية توفير مستلزماتها.
من ناحية ثانية، عُقد في مديرية زراعة حماة بعد ظهر أمس اجتماع موسع بحضور مديري زراعة كلٍّ من الرقة ودير الزور وهيئة تطوير الغاب ومديرية زراعة حماة، وبحضور مدير الإنتاج والاقتصاد النباتي والتخطيط في وزارة الزراعة وجميع الفنيين، وتباحثوا كل الإشكاليات التي رافقت العام الماضي حول توزيع مخصصات المازوت الزراعي ولمن ذهب.
ما حدث في هيئة تطوير الغاب مثال
وأوضح مدير زراعة حماة المهندس أشرف باكير في حديث لـ”تشرين” ، أن المجتمعين ناقشوا كلَّ الإجراءات الواجب اتخاذها للموسم الزراعي القادم وتلافي المشكلات بإيصال كل المستلزمات لمستحقيها دون سواهم.
بالمختصر المفيد؛ ما يجري لواقعنا الزراعي الاقتصادي هو قصة وقائع قائمة منذ سنوات، وهو كما يبدو في الوقت نفسه شكل من أحوال مواسمنا الزراعية القادمة.
ولابدّ من إيجاد حلول مستدامة ومجدية لتضييق الثغرة بين العرض والطلب، وبغير ذلك فكل الحلول والتحضيرات لاتجدي نفعاً ، والخاسر دائماً هو الاقتصاد المحلي، فنقص الإنتاج ليس بعجز الأرض عن العطاء، وإنما نتيجة ضعف وغياب الرؤية الإستراتيجية الطويلة الأمد.