طالبة مع وقف التنفيذ… زواج الفتاة الجامعية وجدل حول العسل والمرّ؟؟

تشرين – دينا عبد:
قبلت فرح الزواج من الشاب الذي أحبته، وهي في السنة الدراسية الأولى، شعرت حينها بسعادة كبيرة عندما أبدى زوجها دعمه الكبير لها وتشجيعه، ورغبته الكبيرة في إنهاء دراستها، والحصول على الشهادة الجامعية.
لم تجرِ الرياح بما تشتهي السفن، هكذا وصفت فرح سنيَّ دراستها الجامعية، فبعد مرور عام على زواجها رزقت بمولود، الأمر الذي زاد من حجم الأعباء والمسؤوليات على عاتقها، خصوصاً أن الجامعة التي تدرس فيها تحتاج إلى دوام والتزام شبه يومي، لكن.. وقوف الأهل إلى جانبها ومساعدة والدتها في تربية ابنها البكر ساعدها في إكمالها دراستها وحصولها على الشهادة.
قاسية
بينما تصف منال تجربة الدراسة مع الزواج بأنها قاسية جداً تحتاج الكثير من الصبر وتحمل المصاعب، فقد تزوجت وهي لاتزال طالبة في السنة الثانية في الجامعة، وما شجعها على قبول عرض الزواج أن زوجها وعدها بإكمال دراستها الجامعية، مشيرة إلى أنه لم يخلف وعده بل ساندها وساعدها، لكن ما تواجهه خلال يومها، كما تقول، من ضغوطات وتحديات جعلها تفكر ألف مرة في ترك الدراسة، أو تأجيلها إلى أجل غير مسمى، لكن وصية والدها، وتذكرها لكلامه جعلها تكمل رغم كل الصعوبات، وتحقق حلمه في الحصول على شهادة الهندسة.
عائق للمسيرة
فيما لا يوافق رجب الطالب الجامعي على زواج الطالب والطالبة أثناء الدراسة، لأن هذا عائق لهما في مسيرة العلم، وقال: أنا ضد فكرة الزواج في فترة الدراسة لتأثير ذلك سلباً على مستقبلهما، فكلمة زواج تعني مسؤولية أسرة، من زوجة وأبناء ومصروف منزل الخ… فكيف سيوفق بين مسؤولية البيت والدراسة، فذلك من دون شك يشتت جهد الطالب.

أكاديمي: لا مانع من زواج الفتاة في الجامعة ضمن ضوابط وشروط

ضوابط
الدكتور محمد عزام القاسم استشاري تربوي لا يمانع من إقدام الفتيات على الارتباط والزواج وهن في الجامعة، ولكن ضمن ضوابط وشروط يجب الالتزام بها من قبل الزوج، والاتفاق عليها قبل خوض غمار هذه التجربة، ومن أهم هذه الضوابط وجود زوج يقدر وضع زوجته الطالبة من البداية، ويتحمل ظروفها في كل الحالات ومختلف الأوضاع، كما ينبغي عليه إظهار روح التعاون والتفاهم بينه وبينها، ومساعدتها قدر المستطاع على تنظيم وقتها، بحيث تعمل على تحقيق التوازن بين متطلبات الزوج من جهة، والدراسة من جهة ثانية، حتى لا يكون هناك تقصير في كلا الجانبين، وأضاف: من الضروري حرص الزوجة على تلبية متطلبات زوجها وأن تبديها على دراستها، ومن الأفضل أن يكون التخصص الدراسي للزوجة سهلاً، على عكس الاختصاصات الأخرى التي يتطلب فيها بذل جهد ووقت طويلين، أما إذا كان التخصص صعباً فيحتاج إلى تفرغ، حينها يفضل تأجيل الزواج إلى حين الانتهاء من الدراسة، لأنه من الصعب جداً التوفيق بينهما، فقد تؤثر الدراسة سلباً في الحياة الزوجية وقد يحدث العكس كذلك.

على الزوج أن يكون متعاوناً ويساند زوجته الطالبة

إيجابيات وسلبيات
وذلك لأن الزواج أثناء الحياة الجامعية مخاطرة كبيرة، فبالرغم من الإيجابيات التي يتمتع بها كالاستقرار النفسي والعاطفي والمكاني، فمن الممكن أن تكون الفتاة تدرس في الجامعة، وتسكن في السكن الجامعي، في هذه الحالة فإن الزواج سيحقق لها الاستقرار والأمان، إضافة إلى النقطة الإيجابية وهي مشاركة المسؤولية المادية بينها وبين الزوج، في حال كانت تعمل إلى جانب دراستها.
فدعم الزوج ضروري لمتابعة دراسة الزوجة، لأن هذا سيحقق لها دعماً معنوياً في حياتها العملية.
أما السلبيات فقد يخلف الزوج وعده، في عدم إكمال الفتاة دراستها، فتضطر للتوقف أو تأجيل الدراسة بسبب الأولاد أو أسباب عائلية أخرى، لذلك يجب التنسيق والتخطيط قبل الإقدام على اتخاذ خطوة كهذه، لأن الزواج فرض على من يقدمون عليه أعباء مادية كبيرة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار