لعب الخدع المثيرة

تشرين- د.رحيم هادي الشمخي:
كل شيء قابل للتطور، وعلى الأغلب للأفضل إلا (الفيديو كليب) الذي يتطوّر دائماً للأسوأ، فعندما ابتلينا بهذا الهجوم التتري، ممن يتصورونهم أنهم فنانون مصحوبون بما يسمى (الفيديو كليب)، والذي كان مجرد مناظر باهرة ، سرعان ما اكتشفنا أنها خدعة لتشتيت ذهن المجتمع، بعيداً عن ضعف الصوت ورداءة اللحن وهبوط وسطحية الكلمات، وعندما انكشفت اللعبة، وفهم الجميع الهدف الخبيث للفيديو كليب، وانصرف الناس عنه، ظهر الجيل الثاني الذي اتفق الجميع على تسميته بـ(العري كليب)، إذ أصبح وضع المطربات والممثلات والفنانات لا يتفق مع عادات وتقاليد المجتمع العربي، بل إهانة لدور الفنان في الفن الذي يحاكي المجتمع والأسرة، ما يسبب الحرج للعائلة والأسرة على حدّ سواء، فليس الفن هو مثل هذا التدّني، وعندها بدأ العزف على المرحلة الثالثة، وهي الأسوأ وتسمى مرحلة (البورنو كليب) التي تخطت حتى الخطوط الحمراء، وانحدرت إلى أن مست القيم الأسرية، وبدرجة غير مسبوقة يجب عدم السكوت عنها.
وكلمة (بورنو) هي اختصار لمصطلح فني أوروبي، ومعناها اللغوي (الفن الإباحي) أو (الكتابات والصور المخجلة)، وهذا ما ينطبق على هذه المرحلة التي نعيشها، من كثرة لعب الخدع المثيرة، وقد استطاعت لعبة (البورنو كليب) أن تدخل إلى مستويات كثيرة في حياة المجتمعات لتشوّه حقائق، وتدمّر أسراً بأكملها، من جراء إدخال مصطلحات كالقصائد والأغاني البعيدة عن الواقع العربي، كتشويه الثقافة الأدبية وابتكار كلمات لمقاطع شعرية إباحية، ما جعل سلوك الفرد مضطرباً، يعيش أحلام الجنس الرخيص.
ولذلك، لابدّ من معالجة هذه الظواهر المدانة والدخيلة على مجتمعاتنا، والتي صدرتها إلينا أكثر دوائر المال إجراماً ووحشية، من أجل تشويه الهوية العربية وطمس معالمها الحضارية في هذا الزمن العربي الرديء.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار