الفنّانة سوزانا جمعة تطلقُ مشروعَها «الموجة الجديدة في الفن»
تشرين- حوار: ديما الخطيب:
سوزانا جمعة فنانة متعددة التخصصات؛ فهي مهندسة عمارة داخلية ومغنية، تخرجت في كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق، وحصلت على درجة الماجستير في الفنون الجميلة بامتياز، أسست الاستوديو الخاص بها عام 2005، ثم وسعت التصميم ليشمل أيضاً التصميم المعماري المفاهيمي، وانتشرت أعمالها في العديد من البلدان.
شاركت في العديد من المعارض الفنية، وطوّرت أدواتها من خلال دراسة التصميم والبرمجة.. سوزانا أستاذة مساعدة سابقة في الجامعة العربية الدولية في كلية الهندسة المعمارية بدمشق، ودرست دبلوم التحكيم الدولي في جامعة عين شمس في مصر، ونشرت أوراقاً علمية في مجلات علمية وفنية.
وكمغنية، لـ «جمعة» العديد من الأعمال، منها عمل في دار الأوبرا في دمشق وأعمال حديثة في السينما والتلفزيون، تهدف في كل نتاجها إلى مزج الفنون والتقنيات، وتتناول أعمالها الحالة الذهنية والأحلام، كما تأثرت تجربتها بصدمة الحرب التي جعلتها أكثر تلاعباً بالرمزية، مع مزيج بين الفن المعاصر والسريالية لخلق موجة جديدة من الفن، ومفرداتها الفنية هي توليفة من تكوين وتصور الفضاء بعيون معمارية، وتوزيع الظل والضوء مستوحى من صناعة الطباعة، وكلها مجتمعة في حالة من الهذيان أو الانفصال عن الجاذبية.
مع سوزانا جمعة كان هذا الحوار:
توليفة بين الفنون
* بين الفن والتصميم المعماري والموسيقا والغناء، كيف وجدتِ وقتاً لكل هذا؟
استطعت إيجاد توليفة للتنقل بين هذه الفنون وأحياناً المزج بينها، بالنسبة للموسيقا فقد دخلت حياتي الاحترافية حين خرجت من حلقة خوفي أن يمانعني أهلي، وقد حصلت على دور في عرض (كلاسيكال أوبرالي) باللغة الإنكليزية في دار الأوبرا في دمشق عام 2011، وتعلمت الغناء الأوبرالي في دمشق ثم لاحقاً في أكاديمية الموسيقا في قطر، وكان لي في العام نفسه عدّة مشاركات مع فرق روك محليّة.
وحين تزوجت، واستقررت في الدوحة، أعادني عمل زوجي «يحيى تلو» كمؤلف موسيقا تصويرية بعد انقطاع إلى أجواء الموسيقا والتأليف، وهنا جاءت فرصتي الغنائية، إذ غنيت شارة نهاية مسلسل «نبتدي منين الحكاية» إخراج سيف الدين سبيعي، وغنيت في الموسيقا التصويرية في السينما أيضاً، وأنهيت الماجستير في قطر وركزت على عمل العمارة الداخلية.
* لكن أعمالك الغنائيّة قليلة؟ّ
صحيح، لأني انتقائية جداً، ولا أسعى للربح، ففي (مشروع المطافئ)، أنجزت ألبوماً مصغراً يضم أربع أغانٍ من تأليفي وتأليف زوجي وغنائي.
* إلى أيّ مذهب تنتمي معظم أعمالك الفنية؟
في هذا الزمن، زمن الفن المعاصر، التأطير داخل مدرسة واحدة لم يعد موجوداً، ومشربي الخاص سيريالي؛ ولكن هدفي عدم تكرار الآخرين، لأن أهم شيء للفنان هو أن يجد صوته الخاص، ولا يكرر تجربة الآخرين ولا يؤطر نفسه ضمن شيء، لذا قررت أن أفرد أجنحتي وأستعمل النعم الموجودة لدي قدر الإمكان، وقد سميت هذا التيار الذي دخلت فيه، وأتوقع أن يدخل معي الكثير من الفنانين هو «الموجة الجديدة في الفن» وهو كما تحدثت سابقاً عدم التأطير في الفن، فالمواكبة غير مطلوبة من الفنان، بل عليه أن يسبق غيره بخطوة، ويجرب شيئاً جديداً.
* ما طبيعة أعمالك خارج سورية؟
في الدوحة شاركت في عدّة معارض، ثم تم اختياري للإقامة الفنية في مبنى «المطافئ» وهناك أقمت معرض «الإقامة الفنيّة» في فترة جائحة كورونا ، كما أنتجت أعمالاً كانت لها موسيقا تصويرية، وهي كود في حال تصويره من «الجوال» فإنه يفتح أمامك رابطاً ينقلك إلى الموسيقا التصويرية الموجودة على اليوتيوب، وضعت معها أعمالاً تركيبية، مثل عمل معلق في السقف، وعمل نحتي مطبوع طباعة ثلاثية الأبعاد ومعالج ليظهر بصورة زاهية وملمس لطيف، وعمل تركيبي ثانٍ هو «مرآة التشويش»، وثلاثة أعمال زيتية بأشكالٍ عضوية، بمعنى أنه ليس في إطار مستطيل، كنايةً عن الحركة، وهو أمر كان صعباً جداً تقنياً، ونفذته بأفضل المواد الممكنة ليعيش أطول فترة ممكنة، والعمل الذي يحمل عنوان «مايند لابس» فواصل ذهنية، لاقى استحساناً كبيراً إذ لفت نظر الميديا إلي أكثر فأكثر.. في هذه الفترة أيضاً ظهرت في أعمالي إناث كنّ يراودنني في أحلامي، كأنثى شعرها طويل أو مثنية ثنية قصرية، لكن ليست في حالة جيدة واسم اللوحة كان «اختبار التحمل».
* ماذا عن مفترقات الطرق.. وهل شاركت أعمالك في مونديال 2022 ؟
مفترق الطرق هو أن تعرف الوقت المناسب لتضع طاقتك، فحين أجد الرياح مواتية لأثبت نفسي في التصميم فسأكون هناك، وحين أجد الوقت المناسب للفنون أضع جهدي في هذا الاتجاه، وعندما يتم اختيار واقتناء أعمال فنية من قبل مؤسسة ضخمة مثل متاحف قطر، وتمر الأعمال على عدّة لجان منها «الفيفا» ويتم اختيارها فهي بالتأكيد خطوة إلى العالمية، وهي طبعاً أول خطوة في هذا الطريق، وسأصل إلى طموحي، وما أنوي تحقيقه أكبر من ذلك بكثير.
* أسألك عن أدواتك في الرسم الزيتي؟
أحب الرسم على اللينين، وأستخدم ألواناً بدرجات ثبات عالية جداً، وأخلطها مع ألوان أخرى لتعطي نتيجة جيدة، كما أشتغل على «الكانفس» وأفصلها بالمقاس الذي أريده، وأشتغل طباعة ثلاثية الأبعاد، وفي التصميم أجرب كل ما يقع في يدي من الأدوات المعروفة وغير المعروفة لأني أسعى لخلق ما هو جديد، حتى لو لم تكن هذه الأدوات مرتبطة بالفن.