ضبط الجماهير معادلة المستحيل

بعض الجماهير الرياضية المحبة لرياضة كرة السلة وتحت عنوان المشجعين في مباريات الأسبوع الثاني من ذهاب سلة دوري المحترفين في صالة مدينة حماة أظهرت ما تختزله من ضيق في صدرها الرياضي وعدم احترام مشاعر الغير والتسبب في إرباك الحكام بطريقة أو بأخرى من خلال ممارستهم حقهم في التشجيع بطريقة بعيدة عن السيطرة العقلية والمنطقية ما عكس ابتعاداً وتهميشاً لثقافة احترام حقوق الجمهور الآخر في المتابعة الهادئة لهذا النشاط الرياضي، وأيضاً عدم الاكتراث بضرورة المحافظة على الأجواء المريحة للاستمتاع بمجريات اللقاءات بين الفرق المشاركة في هذا الدوري السلوي الأمر الذي بدد الأجواء الرياضية المفترض أنها ستكون السائدة إلى توتر وقلق وإرباك للجميع.
السؤال المهم الذي يطرح نفسه دائماً في مثل هذه الحالات وهو من أعطى الحق لهؤلاء المشجعين المفترضين والمنفلتين من عقال الأخلاق الرياضية بافتعال الفوضى وتأجيجها للتعبير عن غضبهم أو انزعاجهم وأحياناً فرحهم بإقدامهم على ممارسة جميع أشكال اللامسوؤلية في التخريب والأذية المادية للمعدات والأدوات والأجهزة التي تطولها أيديهم وما يتبعها من انتقاص للمشاعر الإنسانية وتعمد الإساءة للغير بالألفاظ إلى درجة السوقية، وهل العقوبات التي فرضها اتحاد كرة السلة مؤخراً والتي تنوعت بين غرامات مالية للأندية وللاعبين وبين حرمان بعض الأندية من جمهورها في مبارياتها القادمة بعد عدة إنذارات مسجلة بحق هذه الجماهير وأيضاً بعض الغرامات للاعبين نتيجة الأخطاء الفنية المرتكبة خلال إقامة هذه اللقاءات كافية وتفي بالغرض وتقطع الطريق مستقبلاً لأي حالات مشابهة.
نحن هنا لا نهين أحداً ولا نعتدي على كرامة أحدٍ وإنما نوصف حالة مجتمعية تخص الشريحة الرياضية في بلدنا ومتابعيها، هذه الحالة آن لها أن تنتهي أو تُضبط بالحدود الدنيا لأن العقوبات آنفة الذكر خجولة وهي لا تسمن ولا تغني من جوع، وحسب رأي بعض المراقبين تقع ضمن دائرة التحذير والإنذار الناعم ولم ترقَ إلى حالات رادعة وقاسية وإلى غير رجعة، نتمنى من الجميع الوعي ثم الوعي والتصرف بأخلاق رياضية وألّا يتم التهاون بأي تصرف يسيء لسمعة رياضتنا وسمعة بلدنا في النهاية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار